مائدة إفطار البابا تواضروس    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    حصاد 103 آلاف فدان قمح وتوريد 63 ألف طن للشون والصوامع في أسيوط    غداً.. «التغيرات المناخية» بإعلام القاهرة    المخلفات الصلبة «كلها خير»| فرص استثمارية واعدة ب4 محافظات    زيادة في أسعار كتاكيت البيّاض 300% خلال أبريل الماضي وتوقعات بارتفاع سعر المنتج النهائي    رويترز: حماس أبلغت مصر وقطر موافقتها على وقف إطلاق النار    المتحدث باسم معبر رفح: الاحتلال أغلق «كرم أبوسالم» أمام الشاحنات ومنع المساعدات    الشعبانى مصدر خطر على «الأبيض»    فيوتشر يتقدم على بيراميدز في الشوط الأول    أهالي أسيوط يستمتعون بأجواء الربيع في الحدائق والمتنزهات العامة    هند البحرينية تدعو ل محمد عبده بعد إصابته بالسرطان    الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم «شرق 12» المشارك في مهرجان كان    نور قدري تكشف تطورات الحالة الصحية لابنها    محمد عدوية يتألق في أولى حفلات ليالي مصر ب «المنوفية» (صور)    الصحة: رصد 4 حالات اشتباه بالتسمم نتيجة تناول الأسماك المملحة بشم النسيم    صحة الإسماعيلية.. توعية المواطنين بتمارين يومية لمواجهة قصور القلب    بعد تعافيه من الإصابة.. سبب استبعاد أليو ديانج من مباريات الأهلي (خاص)    أول أيام عيد الأضحي 2024 فلكيًا فى مصر.. موعد استطلاع هلال ذي القعدة وبداية ذي الحجة    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    توقف خط نقل الكهرباء بين السويد وليتوانيا عن العمل    كلوب عن صلاح عندما تألق    الإصلاح والنهضة: اقتحام رفح الفلسطينية انتهاك للقوانين الدولية وجريمة تجاه الإنسانية    متضيعش فلوسك.. اشتري أفضل هاتف رائد من Oppo بربع سعر iPhone    وزير النقل يتابع إجراءات الأمن والسلامة للمراكب النيلية خلال احتفالات شم النسيم    أمير قطر ورئيس وزراء إسبانيا يبحثان هاتفيًا الاجتياح الإسرائيلي المرتقب لرفح    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية سلم أسلحته بالكامل    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    ننشر استعدادات مدارس الجيزة للامتحانات.. وجداول المواد لكافة الطلاب (صور)    المخرج فراس نعنع عضوًا بلجنة تحكيم مهرجان بردية لسينما الومضة    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    كيفية قضاء الصلوات الفائتة.. الأزهر للفتوى الإلكترونية يكشف عن أفضل طريقة    محافظ مطروح: "أهل مصر" فرصة للتعرف على الثقافات المختلفة للمحافظات الحدودية    أفراح واستقبالات عيد القيامة بإيبارشية السويس.. صور    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    إصابه زوج وزوجته بطعنات وكدمات خلال مشاجرتهما أمام بنك في أسيوط    ننشر الخريطة الزمنية وجدول امتحانات مدارس القاهرة (صور)    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    نانسي عجرم توجه رسالة إلى محمد عبده بعد إصابته بالسرطان.. ماذا قالت ؟    ‫ إزالة الإعلانات المخالفة في حملات بمدينتي دمياط الجديدة والعاشر من رمضان    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    المستشار حامد شعبان سليم يكتب :الرسالة رقم [16]بنى 000 إن كنت تريدها فاطلبها 00!    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    غدا.. إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء    شاهد.. الفنادق السياحية تقدم الرنجة والفسيخ للمترددين في الغردقة    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    هل أنت مدمن سكريات؟- 7 مشروبات تساعدك على التعافي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق حجي.. خبير البترول الدولي يكشف في حواره مع »الأخبار«:
لماذا تم اختيار حسين سالم گوسيط في صفقات الغاز
نشر في الأخبار يوم 01 - 09 - 2011

جاورت مبارك وعائلته 25 عاما وعانيت من مرارة الإجراءات الأمنية
»سبحان مغير الأحوال«.. عبارة سمعتها وأنا في طريقي من الأخبار للقاء ضيف هذا الحوار. خاصة ان زميلي سائق السيارة والمصور عرفا أننا في طريقنا الي منزل الرئيس المخلوع أو بالاحري الي منزل بجوار منزله في مصر الجديدة!
وسوف ندخل هذا المكان المحصن بالأمن من كل نوع أو بالذي كان علي هذا الوضع قبل الثورة من دون خوف او تصريح!! ومن اجل ان نتأكد من اننا بالفعل بالقرب من هذه القلعة الرئاسية وقفنا اكثر من مرة أمام بوابات بيت الرئيس السابق أو بالقرب منها ولكي نسأل عن عنوان ذلك الضيف الذي ينتظرنا في فيلته والتي تقع علي مسافة أقل من مترين من منزل المخلوع! وبكل أدب وبكلمات تنم عن الترحيب كانوا يجيبون علي سؤالنا المتعلق بالعنوان المقصود، بل واكثر من ذلك حدث عندما توقفت بنا السيارة علي باب الشارع الذي هو مدخل أو مكان مدخل بيت الرئيس السابق، أمام نفق العروبة فسألونا للمرة الاخيرة، عن وجهتنا فذكرنا لهم أننا علي موعد مع الخبير الاقتصادي والبترولي والمفكر طارق حجي، فأفسحوا لنا الطريق ورفعوا البوابة الحديدية المسلحة ومررنا بسلام، وصديقي المصور والسائق غير مصدقين ما حدث لنا، ولأننا مررنا بدون سؤال واستفهام ومن أنتم ولماذا جئتم الي هنا! واسئلة أخري سخيفة وكلها كانت من أجل حماية هذا الرجل الذي لم يستطع أن يحمي نفسه بعد ما عرف ان الثوار علي أبواب بيته.. ونحن علي باب فيلا طارق حجي اخذنا نردد من جديد »سبحان مغير الاحوال«.
كنت عندما اتصلت بالمفكر الكبير طارق حجي من أجل أن نحدد موعدا لاجراء هذا الحوار. سألني: هل يمكن ان نجري هذا الحوار في منزلي.. فرحبت، وأضاف: بس أنت عارف العنوان فين؟! دا ياسيدي بجوار بيت الرئيس المخلوع في مصر الجديدة!! وبالفعل اخذ يشرح لي العنوان ولما سألته عن التفاصيل قال لي.. بالعكس لن تتعب كثيرا.. عليك فقط بسؤال أي عسكري حراسة عن مكاني فسوف يدلونك، وكما يحدث في مثل هذه الأمور تطرق حديثي عن الاجراءات الامنية وكيف يمكن لي ولزملائي ان ندخل هذه القلعة الأمنية المحصنة وبدون سين وجيم. فأكد أن ذلك كان عصرا وانتهت أيامه واليوم تستطيع ان تسأل وتتحدث وتدخل بسهولة ايضا.
وفي الموعد المحدد كما حكيت من قبل كنا هناك بلا عقبات أو صعوبات أو اجراءات أمنية ذلك لان الرئيس المخلوع ترك البيت الي المستشفي ثم الي المحكمة والله اعلم الي أين بعد ذلك!!
تفاصيل الحوار
طارق حجي.. دعني أسألك في البداية عن التاريخ الذي سكنت فيه بجوار منزل الرئيس المخلوع.. ولماذا؟! وكيف عثرت علي هذا المكان؟!
البيت الذي أسكن فيه هنا الآن.. أنا مقيم به منذ ربع قرن!
يعني بالضبط.. سنة كام!!
في الحقيقة منذ عام 8891.
وهل اشتريت هذا المنزل في ظل هذه التحصينات التي تحيط بقلعة الرئيس المخلوع.. خاصة وأنت علي بعد خطوات من منزله؟!
تعرفت علي سمسار قال لي إن هناك بيتا لا يريد احد أن يشتريه ابدا!. ولذلك يمكن ان تشتريه بنصف الثمن.. وهذا ما حدث فعلا.
وهل عرفت السبب في ذلك؟!
لأنه عندما يأتي أي مشتر ويري هذه الفيلا القديمة.. لانها كانت من المباني التي اقامتها القوات المسلحة منذ عام 5591 يرفض الشراء.. لقد كان منزلا من منازل منطقة تسمي بالحي الرابع والتي كان يسكنها لواءات الجيش المصري منذ عام 5591. وعلي فكرة.. صاحب هذا البيت الذي أسكن فيه والذي اشتريته منه كان عمه فؤاد سراج الدين وكان لواء اسمه محمود شاهين سراج الدين وهو الذي اخبرني بأن هناك اكثر من عشرين مشتريا جاءوا الي المنزل ورفضوا شراءه.. عارف ليه.. لكثافة الحراسة والأمن المنتشر في كل مكان، والموجود حاليا هي بقايا هذه الحراسة.
بجوار الرئيس
وهل عندما اشتريت هذا المكان.. كنت تعرف انك تسكن بجوار الرئيس السابق؟!
نعم.. كنت أعرف.. وساعتها كنت أوازن بين شيئين.. الهدوء والأمن النسبي المتوافر نظرا لطبيعة المكان وطبيعة الشخصية التي تعيش فيه وكذلك المزعجات.. فأنت اثناء دخولك وخروجك لابد من تفتيشك ذاتيا أنت ومن معك والتفتيش يتم بالاجهزة وبالكلاب ايضا.
وهل يتم التفتيش مرة واحدة فقط؟!
لا.. مرة واثنتين وخمس عشرة يعني لو واحد خرج لشراء مثلا »خساية« لابد من تفتيشه ايضا وبالكلاب.
أنا والوزير
وهل كان يتم ذلك رغم شخصيتك وقيمتك المعروفة؟
هذا ليس له شأن بالتفتيش وعلي فكرة البيت المجاور لي هو للوزير جمال الناظر، وايضا كانت تنطبق عليه وعلي ضيوفه كل هذه الاجراءات.
وهل يجاورك عمر سليمان؟!
نعم.. في الشارع ده 4 فيلات.. عمر سليمان واحد اللواءات القدامي واسمه عرفه والذي مايزال يقيم منذ عام 5591 وأنا وجمال الناظر وزير السياحة الاسبق.
وهل لم تعترض ولا مرة علي هذه الاجراءات التعسفية؟
في الحقيقة لم أعترض وعايز أقولك ليه! لان غير مجد من رؤيتي الشخصية لشخصية مبارك الذي كانت تتفاقم معه ظاهرة الرئيس أهم من كل مصر!! واكثر من ذلك أقولك.. زارني هنا الاستاذ هيكل وفتشوه ذاتيا وابراهيم نافع والمرحوم الاستاذ سعيد سنبل.
إذن كانت كل هذه الاجراءات بلا تفرقة؟!
نعم.. ليس لأننا بلد القانون ولكن لاننا بلد الرئيس المخلوع.
مرة واحدة
وهل تصادف ان رأيت الرئيس المخلوع في منزله المجاور لك؟!
في مرة كان يستقبلني في منزله مع وفد اجنبي وأخبرني بأنه عرف انني اشتريت البيت المجاور له. وزوجته سوزان كانت تحضر هذه المقابلة وربما هي التي اخبرت زوجها بأنني أسكن الي جوارهما وأنني اشتريت الفيلا المجاورة وقالت لي أوعي تهد الفيلا وتبنيها عمارة!. رديت عليها وقلت لها لن يحدث ذلك!
وكيف كانت علاقتك بمبارك وأسرته في ظل كونك أحد الجيران؟!
الحياة فرضت علي علاقتين مستقلتين بالرئيس واسرته وذلك بعيدا عن كوننا كنا جيرانا منها انه عندما كان يزور احد المواقع البترولية. وقد التقيت به من قبل وبهذه الصفة اكثر من ست مرات. حيث كنت أنا المضيف له باعتباري رئيس شركة بترول عالمية في الصحراء الغربية. وفي هذه المرة لاحظت انه كان مستاء لأنني قدمت مهندسين من الشباب لكي يلقوا امامه محاضرة عن هذه الاكتشافات وسألني لماذا لم الق انا هذه المحاضرة بدلا من هؤلاء الشبان! فأخبرته بأن الخبراء وفي العالم كله هم الذين يلقون مثل هذه المحاضرات اما في مصر فالوزراء هم الذين يقومون بهذه المهمة. وعندما سألني عن هؤلاء اخبرته بأنهم مهندسون صغار في السن ونحن ندربهم علي القاء المحاضرات حتي أمام الرؤساء.
وهل من تعليق له؟!
لقد أستغرب بأنني لم انفرد بالكلام او أسارع للحديث امامه.. وعلي فكرة دي كانت سياسة كل الشركات العالمية التي دائما ما تدفع بالشباب الي الصفوف الامامية. وللأسف فقد حكي لي بعد هذا اللقاء احد المقربين اليه عندما سأله عن انطباعه عما رآه فعبر عن سعادته. ولكن عندما تحدث معه عني. قال بالحرف الواحد. دا كويس بس للأجانب. وهذه عبارة قد سببت لي ألما عظيما في وقتها!!
غياب الكفاءة
وماذا فهمت وقتها من مدلولات هذه العبارة؟!
فهمت أنه لا يختار بمعيار الكفاءة، ولكن من خلال المواءمة. لأنه كان يعتقد ان الواقع غير قابل للتغيير واي رئيس يعتقد ان مرءوسيه غير قابلين للتغيير، فهو بطبيعة الحال يكون رئيسا سيئا. ودعني اركز لك علي هذا الرأي.. ذلك لان الرئيس المخلوع كان ينظر الينا كشعب غير وفي وأننا المسئولون عن التخلف بسبب الانجاب الكثير!! وهنا تراه قد لخص كل مشاكلنا الاقتصادية في أن سببها أننا ننجب كثيرا. اضافة الي ذلك انه كان يري أننا غير قابلين للتطوير! إذن هذا الرئيس كان ينظر الينا بنظرة ثلاثية الابعاد.
وماذا عن علاقتك بسوزان مبارك؟
لو رجعنا للحديث عنها اقولك انه في عام 7991 قد أرسلت في طلبي عن طريق الدكتور زكريا عزمي، وبالفعل تمت هذه المقابلة في مكتبها بمصر الجديدة. وفي هذه المقابلة التي كان شاهدا عليها ثلاث شخصيات.. طلبت مني أن أتولي رئاسة مكتبة مصر الجديدة مثلما كان السفير عبدالروؤف الريدي رئيسا لمكتبة الجيزة أو مبارك فيما بعد. فأخبرتها بأنني لم يسبق لي العمل في منظومة عمل اداري مصري وكل الذين عملت معهم من قبل أوروبيون. وطبعا هذا سوف يولد خلافا ولسوف أشرح كيف يمكن ان يؤدي ذلك الي ما أقصده من خلافات. ان كل من يعمل في مؤسسة أجنبية عالمية لايظل طوال اليوم يقول انه يعمل بناء علي أوامر احد! ففوجئت بزكريا عزمي يضربني في قدمي.. بمعني اسكت! هؤلاء يعملون بناء علي خطة عمل متفق عليها مسبقا.. وبالتالي يجب ان نتفق علي ما هو مطلوب مني في هذه المهمة. وأدونه في أوراقي مع تحديد موعد للحساب الخاص بالتنفيذ. مثلا اذا ما كنتم تريدون تحديد عدة أهداف نحددها ونحدد الفترة الزمنية المطلوبة فوافقت.. عندئذ طلبت منها الا يراقبني احد فيما كنت أقوم به علي اعمال فقالت: تقصد زكريا.. قلت هو ده بالضبط كده!
وانتهي اللقاء بأنني طلبت منها ان أعمل في حرية خلال ستة أشهر ثم من بعدها نبدأ في الحساب.
رئيس مجلس ادارة
وأين مكتبة مصر الجديدة؟!
في شارع العروبة وهي تتبع جمعية تنمية خدمات مصر الجديدة وقد عينتني عضوا في مجلس ادارة هذه الجمعية. ثم صدر القرار بتعييني رئيسا لمجلس ادارة مكتبة مصر الجديدة هذه المكتبة معنية في المقام الاول بالقاء محاضرات أسبوعية، بالاضافة الي انشطتها الاخري والمعروفة في مجال الكتب والمكتبات وعايز اقولك ان هذه الندوات الأسبوعية التي ابتدعتها في هذه المكتبة كانت هي أساس الخلافات التي بدأت تدب بيني وبين سوزان ثابت.
ومتي بدأت هذه الخلافات؟!
بعد أسبوعين طلبني زكريا عزمي وقال لي الهانم بتقول لك لماذا حولت المكتبة الي حزب معارضة!! فأخبرته بأن المكتبة تمتلأ قاعاتها عن أخرها لسماع هذه المحاضرات ولحضور هذه الندوات.. وقد بلغ عدد الحضور اكثر من ألف من المترددين علي المكتبة بخلاف ما كان يحدث قبل ذلك.
معني ذلك ان الانشطة الثقافية التي بدأت تزخر بها هذه المكتبة بعد توليك رئاسة مجلس ادارتها.. كان سببا في احساسها بالقلق؟!
طبعا.. وعايز أقولك ان هذا الزخم الثقافي الذي خافت منه سوزان مبارك لم يجعلني استمر سوي 3 اشهر فقط.
سبب القطيعة
وكم محاضرة القيت بالمكتبة وكانت سببا في انزعاج سوزان ومن كانوا حولها؟!
حوالي 11 محاضرة عامة، اما المحاضرة الثانية عشرة فهي التي انهت هذه المهمة.. وجعلتني أترك هذا المنصب.
كيف؟!
أبلغني زكريا عزمي بضرورة أن اخفف من لهجة النقد الموجود في الندوات والمحاضرات فاعترضت لان الجمهور الذي يحضر هذه الندوات جاء ليعرف مشاكل وقضايا المجتمع المصري. لقد كنا نتحدث عن مشاكل التعليم والاعلام والمرأة.. ونقول الحقائق كما أبلغني ان الهانم زعلانة. ومرة أخري أبلغني بأن الهانم زعلانة جدا!.. لانكم تتحدثون في هذه الندوات فقط عن العيوب! واكد لي زكريا عزمي خشيته من ان يعلم بذلك الرئيس مبارك نفسه. كما قالت له سوزان نفسها.
د. مراد السبب
وماذا عن النهاية؟!
بعد 3 أشهر حدثني الدكتور زكريا مؤكدا لي اننا وصلنا الي مرحلة خطر جدا.. وقال لي: أنت عازم مراد وهبة لالقاء محاضرة بالمكتبة فأجبته بنعم: فقال: لماذا مراد وهبة بالذات؟! فقلت له: أريدك انت ان تقولي لماذا لا يحضر مراد وهبة هذه الندوة؟! قال لي بالحرف الواحد.. لان الدكتور حسين كامل بهاء الدين يعتبره خصمه والهانم وقفت مع الدكتور حسين كامل ضد مراد وهبة! وقد ضايقني هذا الحديث فأخذت اعدد له أسباب تمسكي بمحاضرة الدكتور مرادوهبة.. مما جعله يؤكد لي ان لدينا في مصر عشرين أو ثلاثين شخصية وأحسن منه!! فرددت عليه بأنني لا اعرف غير الدكتور مراد وهبة لما له من اهمية في ميدان الفكر والتعليم.
وزارة البترول
وعلي فكرة دعني أسألك.. لماذا لم يتم الاستفادة بك كخبير دولي لخدمة مصر خاصة في مجال البترول؟!
ياسيدي.. مش عايزين، وانت فاكر الجملة التي قالها لي مبارك عندما تقابلنا: دا كويس لهم فقط!! وهذا معناه انني لست لمصر.. بل للأجانب! ومرة أخري سمعت منه يقول إننا لا نحب الذين يعملون في المؤسسات الدولية لاننا نعجز في التعامل معهم. لقد كانوا يريدون رجلا يقبل التعليمات ولا يناقش!
وكيف انتهت قصة خلافك مع زكريا عزمي حول الدكتور مراد وهبة؟!
بعدما قال لي ان لدينا 03 و04 شخصية مثل الدكتور مراد وهبة قلت له مرة أخري انا لا أعرف الا هذا المفكر. فبادرني بقوله: علي أية حال المحاضرة تم إلغاؤها!! من هنا حدث بيني وبينه الخلاف الاخير!. لقد أخبرني بأن الهانم طلبت إلغاء هذه المحاضرة فألغيناها!! عندئذ طلبت منه رقم فاكس الهانم من أجل أن أرسل اليها استقالتي من مجلس ادارة المكتبة. فرد علي قائلا: الهانم لا تحب من يستقيل!
وهل كانت هناك جهات أمنية توصل كل هذه المعلومات للهانم؟!
طبعا.. وعلي رأسهم زكريا عزمي نفسه. لقد كان حلقة الاتصال بينها وبين كل الموجودين في الدنيا ثم اعود واقولك بالنسبة للهانم كان زكريا عزمي النظارة التي كانت تشاهد بها العالم.. وعايز اقولك اكثر من ذلك إنه كان في مرحلة من حياته يعمل سكرتيرا للهانم!.. المهم.. في هذه اللحظة.. وقعت بيني وبينه مشادة قوية فأرسلت لي الهانم خطابا معناه ان كل الذين يعملون في المؤسسات الدولية لا يصلحون للعمل في مصر!! وبذلك فقد انساقت وراء رأي الدكتور زكريا عزمي. ولما سألته عن المحاضر الذي سوف يحل محل الدكتور مراد وهبة قال لي: انه استاذ في علم التدليك الطبيعي!.. فأجبته بضيق: معني ذلك ان مصر في رأيك محتاجة تدليك!! فغضب وانتهي الامر بانفصالي عن هذه المهمة!
وبدأت المشاكل
وهل هذا الخلاف قد أثر في مسيرتك الثقافية والفكرية في مصر؟!
نعم أثر ولكن بالسلب وبالايجاب أحيانا بمعني أنني بعد هذا اللقاء حوربت في أعمالي البترولية واصبحت كل أعمالي حجمها صفر في مصر وفي نفس الوقت عرفت بأن اسمي قد أبلغوه للتليفزيون لعدم التعامل معي.
وهل لم تكن هناك قبل هذه الاحداث فكرة الاستعانة بك كوزير للبترول؟!
حدث ذلك في عام 1991 عندما اشيع بأنني سوف أتولي وزارة البترول والحمد لله لم يحدث ذلك لأنني كنت سوف اكون مشاركا معهم وربما كنت الآن معهم في سجن طرة! وعايز أقولك إن وزير البترول الذي كان سوف يتولي الوزارة بعد الدكتور حمدي البمبي كان عليه ان يقبل موضوع تصدير الغاز الي اسرائيل.
سامح فهمي
وماذا تقصد؟!
سامح فهمي نفسه الذي وافق علي صفقة الغاز ورحب بها وكان في غاية السعادة .
وما رأيك في موضوع الغاز وتصديره لاسرائيل؟
لقد قلت رأيي في هذا الموضوع امام النائب العام .
ولماذا أسميتها بالمأساة؟!
لأن ربنا أعطانا شوية غاز ولسنا أغنياء ومع ذلك اخدنا نبيعهم بربع الثمن العالمي! وحينما نعود لحديث تفاصيل هذه المسألة والخاصة ببيع الغاز لاسرائيل أقولك ما قلته امام النائب العام وهو هل نبيع الغاز لاسرائيل أم لا.. وهذا هو الشق الاول من السؤال والثاني: لو قررنا نبيع فما هو السعر الذي من المفترض ان تبيع به. وثالثا: هل نبيعه مباشرة أم نستعين بوسيط؟! أما فيما يخص الشق الاول من السؤال السابق نجد ان حسني مبارك والمخابرات العامة رأيا من الضروري ان نبيع الغاز لاسرائيل! وهو ما أسموه بتقرير موقف، لانهم تصوروا ان البيع لاسرائيل سوف يمنعها من مهاجمة من يبيع لها الغاز!
حسين سالم
وما معني ذلك في تصورك؟!
حسني مبارك اراد الا يظهر في الصورة انه يبيع الغاز لاسرائيل. فاختار حسين سالم صديقه من اجل ان يبيع لها الغاز وعليه التصرف مع اسرائيل!!
وهل هذه الشراكة رسمية؟!
طبعا.. شركة الشرق للغاز هي لحسين سالم ووراءه جمال وعلاء ثم الاسرائيلي يوسي مم ولا نعرف من معه! وعلي فكرة لقد ذهبت الي مكتب النائب العام وبما قلته لك مكتوبا وسلمته له، وقلت للسيدالنائب العام ان مبارك خلق هذا الوسيط في هذه الشركة من أجل ان يقنن الرشوة! ودعني أقولك اننا كمصريين مطلوب ان نعرف الآن ان السلعة التي كان يدفع فيها حسين سالم جنيه مصري واحد لمصر.. ياخذ مقابلة 3 جنيهات.. في مقابل انه في الاوراق وسيط.. وفي الواقع فأنه لا يقوم بأي دور!
وهل لم تتحدث عن هذه القضية رغم خطورتها اثناء النظام السابق؟!
يوم 81 يوليو عام 9991 وهم في خضم اتخاذ القرار بشأن بيع الغاز لاسرائيل، القيت محاضرة في جهاز المخابرات عن هذا الموضوع وبدعوة من الرجل الكريم اللواء عمر سليمان.
ولماذا تم اختيارك بالذات لالقاء هذه المحاضرة خاصة في جهاز المخابرات؟!
لانهم كانو يعتقدون بأنني الاب الروحي لاتفاقيات الغاز في الشرق الاوسط. وبالتالي كانوا يعتبرونني خبرة في هذا المجال. ويومها سألوني في المحاضرة لو ان الغاز ده بتاعك فماذا كنت تفعل فيه.. نرجوك حدثنا عن ذلك! فقلت لهم ان اول صفقة غاز خارج مصر لم تكن لاسرائيل بل كانت لاسبانيا وايضا عن طريق حسين سالم نفسه. ولذلك دعني اقولك في هذا السياق أنا مندهش للضجة المرتبطة بتصدير الغاز لاسرائيل ونسينا تماما الصفقة الاولي وهي لاسبانيا! مع أن مشاكلها واحدة واخطاؤها ايضا واحدة وعايز اقولك ان حسين سالم يبيع لاسبانيا كميات اكبر من الكمية التي تاخذها اسرائيل.
إذن تريدان تقول.. ان تصدير الغاز لاسبانيا هو بنفس السعر المتدني الذي نصدره لاسرائيل؟
ولماذا تركنا الحديث عن غاز أسبانيا ونتحدث فقط عن الغاز مع اسرائيل؟
لأننا شعب عاطفي جدا. لقد كان علينا ان ناخذ المسألة كلها علي انها واحدة. وننظر اكثر الي المبدأ. وعايز أقولك ان معظم الذين يتابعون هذه القضية لا يعرفون ان رائد الصفقة الاول مع أسبانيا هو نفسه حسين سالم وله شريك ما يزال يعيش بيننا اسمه يحيي الكومي رئيس نادي الاسماعيلي.
التحكيم الدولي
وما المطلوب لتصحيح المسار في هذه القضية؟!
انا لو من مصر.. لابد ان يتم الغاء الاتفاقيتين فورا ثم نكتب اتفاقيات جديدة. وحتي لو قالوا ذلك ليس من حقنا فعلينا بالتحكيم الدولي. وعلي فكرة. المشكلة ليست فيما كانت تدفعه اسرائيل لمصر.. المشكلة فيما يدفعه حسين سالم نفسه. اسرائيل كانت تشتري بسعر السوق العالمي. وهذا الرجل يحاسبني كما يريد وفي التحكيم الدولي نستند علي ثورة 52 يناير.
وما علاقتك بثورة الشباب؟!
أنا كنت في الميدان كل يوم. وكل كتاباتي كانت مناهضة للنظام السابق.
وهل تتصور لك مكانك بارزا بعد هذه الثورة لخدمة مصر في المرحلة القادمة؟!
أنا اتصور ان الكتابة وارتباطي بها يمكن ان يؤدي نفس هذا الدور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.