جاءت وثيقة الازهر حول مستقبل مصر التي اعلنها فضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر لدعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة التي تعتمد علي دستور يرتضيه جميع المصريين. كما اكدت الوثيقة التي اقرها غالبية التيارات السياسية والاحزاب، علي رفض قيام الدولة الدينية علي ارض مصر. واكد فضيلة شيخ الازهر ان الاسلام لم يعرف في حضارته ولا تشريعاته ما يعرف بالدولة الدينية الكهنوتية التي تسلطت علي الناس وعانت منها البشرية.. كما ان المصدر الرئيسي للتشريع مباديء الاسلام وبما يضمن لاتباع الديانات السماوية الاخري الاحتكام الي شرائعهم الدينية في قضايا الاحوال الشخصية. لقد اكدت الوثيقة ان الازهر الشريف يقوم بدوره وان دعوته ممثلي القوي السياسية الفعالة ومرشحي الرئاسة للتشاور حول اعتماد الوثيقة لتكون بمثابة صيغة يتفق عليها الجميع لترسيخ اصول الشريعة الاسلامية وتأكيد الهوية المصرية وضمان الحقوق والحريات والمواطنة اساسية للمساواة بين المصريين دون تفرقه او تمييز. الكل لاحظ ان الازهر اصبح له دوره في الحياة في هذه الفترة الاخيرة منذ تولي الدكتور احمد الطيب مشيخة الازهر واصبح الازهر مؤسسة وطنية جامعة وتأدية للدور الوطني والازهر اصبح بيت الامة وابوابه مفتوحة امام الجميع بدون اي حساسية ليلتقوا في رحابه للحفاظ علي مباديء الحرية والديمقراطية والمواطنة والحرص علي وحدة النسيج الوطني والبعد عن اسباب النزاع والفرقة. والوثيقة هي اسهام لحل اشكالية المباديء الحاكمة للدستور ومحاولة لرأب الصدع علي الساحة السياسية حول دستور الدولة الجديدة في ظل ثورة 52 يناير وتشير الي ان الامور تسير الي مستقبل افضل بالحوار الهاديء والصادق لتوحيد الصف في مرحلة فارقة في تاريخ مصر. والازهر في عهد الدكتور احمد الطيب وضع كل هموم مصر فوق رأسه.. واعاد د. الطيب الازهر الي التاريخ، فالرجل ليس في برج عال بل مع الشارع وكان احد قادة ثورة 52 يناير وجمع حوله كل الفرقاء من اجل كلمة واحدة من اجل مصر. والوثيقة هي علاقة حب بين الازهر وكل اهل مصر صاغها الدكتور الطيب بحب.. ولم يمل يوما لصاحب سلطة وقوله هو الحق بعلمه وابحاثه ودراساته.. وفتح الازهر لكل العلماء ومن جميع المذاهب.. ونوجه تحية للشيخ الطيب علي جهوده من اجل رفعة الاسلام.