أبرزت وسائل الإعلام اللبنانية، اليوم الثلاثاء، تصريحات الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف حول الدولة المدنية، وإطلاق فضيلته "وثيقة الأزهر حول مستقبل مصر"، ورفضه قيام الدولة الدينية على أرض مصر. واستعرضت أهم المبادئ التي جاءت في مبادرة شيخ الأزهر، من بينها قيام دولة وطنية ديموقراطية على أساس دستور يرتضيه جميع المصريين، والتمسك بالثقافة الإسلامية والعربية، والاحترام الكامل لدور العبادة، ومناصرة حقوق الفلسطينيين، وأهمية اعتماد النظام الديموقراطي القائم على الانتخاب الحر المباشر. واعتبرت أن ذلك الإجراء يدعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديموقراطية الحديثة التي تعتمد على دستور ترتضيه الأمة ويفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية الحاكمة، ويحدد إطار الحكم، ويضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها على قدم المساواة، بحيث تكون سلطة التشريع فيها لنواب الشعب، بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح. وشددت وسائل الإعلام اللبنانية على تأكيد فضيلته أن الإسلام لم يعرف في حضارته ولا تشريعاته ولا تاريخه ما يعرف بالثقافات الأخرى بالدولة الدينية الكهنوتية التي تسلطت على الناس، وعانت منها البشرية في بعض مراحل التاريخ، وعلى مطالبته أن تكون المبادئ الكلية للشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وبما يضمن لأتباع الديانات السماوية الأخرى الاحتكام إلى شرائعهم الدينية في قضايا الأحوال الشخصية. ونقلت حرصه على الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، واعتبار المواطنة وعدم التمييز على أساس من الدين أو النوع أو الجنس أو غير ذلك مناط التكليف والمسؤولية، وتأكيد مبدأ التعددية، واحترام جميع العقائد الدينية السماوية الثلاث. ومن جانبها، تحدثت صحيفة "النهار" اللبنانية عن مصر، منوهة أن مصر أنهت حكم الرئيس السابق حسني مبارك بانتفاضتها، والآن بدأت ثورتها تعيش التغيير لحظة بلحظة، وكل شيء فيها يتحرك. وأضافت، أنه لا مسلمات في مصر اليوم، ولا يمكن أحد أن يدعى أمرا محسوما، وكل شيء متغير وعرضة لمزاج شعبي متقلب وشديد الحساسية، ومن يدعي مثلا أن "الإخوان المسلمين" هم مستقبل مصر ربما كان قد أخطأ التقدير، ذلك أن هؤلاء كلما اقتربوا من لحظة قطاف السلطة تصرفوا كأنهم سلطة، وكلما ترسخ تعاملهم الفوقي ابتعد الناس عنهم، وتشققت صفوفهم الداخلية، مؤكدة أن مصر التي فاجأت العالم بثورتها على حاكمها لم تهمد ولم تستكن بعد.