تعقد لجنة متابعة السلام بجامعة الدول العربية اجتماعا طارئا في القاهرة بعد غد السبت لبحث الاوضاع الاخيرة في سوريا. واوضح مسئول بالجامعة طلب عدم نشر اسمه ان الامانة العامة للجامعة تواصل مشاوراتها واتصالاتها لمعرفة عدد الدول وأسماء الوزراء الذين سوف يحضرون الاجتماع، دون ان يقدم مزيدا من التفاصيل. يأتي ذلك بعد يوم من توزيع الولاياتالمتحدة وكل من بريطانيا والمانيا وفرنسا والبرتغال مشروع قرار علي مجلس الأمن يدعو لفرض عقوبات علي الرئيس السوري بشار الأسد وكبار أفراد عائلته ومساعديه بهدف الضغط علي النظام السوري لوقف القمع. ويدعو القرار إلي تجميد أموال الأسد و22 سوريا آخرين لكنه يستثني الأسد من قائمة السوريين الذين يواجهون حظرا دوليا علي السفر. كما يفرض القرار عقوبات علي المديرية العامة للمخابرات في سوريا وثلاث شركات يقول انها قدمت التمويل للحكومة ويحظر توريد وبيع ونقل الأسلحة والمواد المتصلة بها إلي سوريا سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، كما يحظر صادرات الأسلحة من سوريا. وتضم أيضا القائمة المقترحة للمستهدفين بالعقوبات ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري وابن خاله رامي مخلوف إضافة إلي نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الدفاع داود راجحة وعددا من كبار المسئولين في الحكومة وأجهزة المخابرات السورية. وتأمل الدول الغربية في عرض مشروع القرار للتصويت في اقرب وقت ممكن. وقد قوبل القرار برفض فوري من روسيا التي ارجعت موقفها إلي أن الوقت غير مناسب لفرض عقوبات. كما أشارت الصين وجنوب افريقيا والبرازيل إلي انها ستجد صعوبة في تأييد فرض اجراءات عقابية علي دمشق. في الوقت نفسه، قال دبلوماسي اوروبي أمس ان الاتحاد الأوروبي سيفرض علي الأرجح حظرا علي واردات النفط السوري بنهاية الاسبوع المقبل. واوضحت احصاءات غير رسمية نشرتها وسائل اعلام سورية ان الاتحاد الأوروبي أوقف تعاون بنك الاستثمار الاوروبي مع سوريا في مشروعات تقدر تكلفتها بمئات الملايين من اليورو. في سياق اخر، قالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية ان السفير الامريكي لدي سوريا روبرت فورد تحدث خلال زيارته إلي بلدة جاسم بدرعا مع اشخاص علي صلة بالمعارضة وعبر عن دعمه لهم واعجاب واشنطن بسلمية المظاهرات. واشارت إلي ان رد الفعل السوري كان حتي الآن "صامت نسبيا". واعربت مسئولة الشئون الانسانية بالامم المتحدة فاليري اموس عن صدمتها لمقتل متظاهرين بعد زيارة لبعثة انسانية تابعة للامم المتحدة لحمص. في غضون ذلك، أعلنت شخصيات من المعارضة السورية أمس الأول في ختام اجتماعاتها في اسطنبول تشكيل "مجلس وطني" يهدف إلي تنسيق تحركها من أجل اسقاط النظام في دمشق. وشدد مشاركون علي ان المجلس يضم ممثلين من كل اطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج إلا أن المعارض محمود عثمان قال ان المشاركين في الاجتماع لا يزعمون انهم يمثلون كل سوريا لكنهم علي اتصال بالجميع ويحاولون التوصل لاتفاق جماعي. وقال لؤي صافي وهو خبير في الشئون السياسية "المجلس سيجتمع في غضون اسبوعين بهدف انتخاب اعضاء قيادته وامينه العام". علي الصعيد الميداني، ذكرت لجان التنسيق المحلية ان دبابات سورية اقتحمت دير الزور صباح أمس، كما نفذت اجهزة الامن السورية فجر أمس حملة مداهمة واعتقالات في حرستا بريف دمشق في محاولة لوقف المظاهرات الحاشدة التي استمرت في المدينة رغم حملات الاعتقال السابقة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان حملة الاعتقالات شملت أمس 37 شخصا وذلك بعد يوم من اعتقال اكثر من 120 شخصا في حرستا. وقال المرصد ان مظاهرات مطالبة باسقاط النظام خرجت في مناطق اخري بريف دمشق مساء الثلاثاء. وأعلن ناشطون محليون مقتل خمسة اشخاص علي الاقل في هجمات علي منطقة ريفية قرب حماة في هجوم لقوات سورية ترافقها عناصر مسلحة موالية للنظام (الشبيحة).