3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ميقاتي: إعلان حماس الموافقة على وقف إطلاق النار خطوة لوقف العدوان الإسرائيلي    طقس اليوم مائل للحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 28    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    للمرة الثانية في ليلة واحدة، زيندايا تتصدر الترند بإطلالتها الجديدة ب الميت جالا    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    ريمونتادا مثيرة، ليون يفوز على ليل 4-3 في الدوري الفرنسي    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد 40 يوما علي توليه منصب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يفتح ملفاته ل »الاخبار« في أول حوار شامل
لن يستطيع أحد وقف رياح التغيير التي هبت علي العالم العربي

انتظرنا طوال 40 يوما بالتمام والكمال..قاومنا خلالها شهوة الانفراد.. بأول حوار صحفي مع د. نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية.. ولكن الامر في النهاية تحقق وبصورة افضل مما توقعنا فعلي مدي اكثرمن ساعة طرحنا عليه كل الاستفسارات والاسئلة وكانت الاجابات واضحة.. حاسمة احيانا بعيدة عن الدبلوماسية.. خاصة بعد ان قام الرجل خلال تلك الفترة رغم قصرها بفتح ملفاته العربية ودراستها بعد فترة من وجوده في الخارجية المصرية ..التي دخلها وزيرا بحكم ثورة 25 يناير وراءه تاريخ ومواقف مشرفة منذ مباحثات كامب ديفيد والدور الهام الذي لعبه في لجنة الدفاع عن طابا
تحفظ الرجل قليلا في الحديث عن فترته في الخارجية او عن الاوضاع في مصر ولكنه لم يستطع السكوت عندما اشار الي الكارثة التي تركها النظام السابق الذي -علي حد تعبيره- لم يحافظ علي مصالح مصر الخارجية ..تواضع كثيرا عندما قال ان لم يفعل شيئا في الخارجية سوي تعديل (البوصلة) ..وفي الشأن العربي قال الكثير.. خاصة وانه جاء في الظرف الاصعب في منطقة تتغير.. قطار ربيع الديمقراطية العربي نجح ووصل الي محطته في مصر وتونس ولكنه يتعثر في ليبيا وسوريا واليمن، شرح موقفه كاملا من الازمات العربية وقال ان الجامعة ستظل منظمة حكومات ولكن الحل في الحكم الرشيد في الديمقراطية من خلال التوافق بين الحكام والشعوب .
يعيش العالم العربي ثلاثة ازمات تفاوتت مواقف الجامعة العربية منهم فهي "كرأس حربة ومظلة لحلف النيتو في ليبيا" وتراوح مكانها في سوريا و مغيبة تماما تجاه اليمن، فما هي وجهة نظرك في كل ازمة من تلك الازمات الثلاثة ؟
قبل ان اجيب واشرح وجهة نظري في تلك الازمات الثلاث اريد ان اوضح بعض الاشياء عن طبيعة عمل المنظمات الدولية، فالجامعة العربية هي منظمة حكومية مثلها مثل اي منظمة دولية اخري، وطبيعة عمل تلك المنظمات او الجامعة العربية بشكل خاص يقوم علي الدستور او الميثاق الخاص بها، ثانيا عند تطبيق هذا الدستور فليس للجامعة اي مصالح خاصة وهذا هو وجه الخلاف بين طبيعة عمل الجامعة مقارنة باي دولة اخري فالدول يكون لديها مصالح خاصة اما الجامعة فمصلحتها عامة والقرار الصادر عنها يكون مبني علي اخلاقيات معينة وتكون ملتزمة به لذلك اوكد ان الجامعة ليست جثة هامدة كما يدعي البعض ولكنها تعمل في اصعب الظروف، وانا احاول تلك الايام الاجتماع بقطاعات العمل داخل الجامعة فالكل يريد تأدية عمله وتحسين ادائه ولكن هناك قيود ،فميثاق الجامعة موجود من عام 1945ونحن الان في 2011 فاذا كان لدي اي شخص سيارة موديل 1945كانت قد كهنت منذ زمن لذلك فيجب ان نجد حلا لان المرحلة الحالية تختلف عن المراحل السابقة، ولا اعلم ان كان حظي جيدا ام سيئا ان اكون موجودا في وقت تغيرت فيه الاوضاع في العالم العربي بهذا الشكل فقد هبت رياح التغيير والربيع العربي ولن يستطيع احد ان يوقفها ، فلابد علي كل الدول بطريقتها وظروفها ان تقوم بالتغييرات المطلوبة، والهدف في نظري - علي الرغم من انه غير مسموح لنا بالتدخل في الشئون الداخلية ان يوجد في الدول بما يسمي بالحكم الرشيد ويجب ان يكون هناك حكم رشيد في كل الدول العربية وهذا ما كنا نفتقده في مصر بكل صراحة .
نعود الي الازمات العربية الثلاثة فالسؤال مازال قائما ؟
بخصوص الازمات الثلاث التي تحدثت عنها فازمة اليمن حدثت قبل ان اتولي منصب الامين العام ،وحول الازمة الليبية فالجامعة العربية تحركت بناء علي رغبة سليمة وصحيحة لحماية الارواح والحافظة علي السلامة الاقليمية من خلال طلب الجامعة بالحظر الجوي علي ليبيا وطلبت هذا من الامم المتحدة لانها لا تملك مقومات فرض حظر جوي فكان مطلوب من مجلس الامن ان يقوم بذلك، ومجلس الامن طور وزود في الطلبات ،لكن هذا الموضوع كان مقبولا وقتها من الرأي العام العالمي لان لاشك ان حكومة طرابلس كانت تقوم بعمليات عسكرية وكأنها اعلنت الحرب علي شعبها ،فتبين بالفعل عدم المقدرة علي فرض الحظر الجوي الا اذا تم ضرب بطاريات الصواريخ والمدافع المضادة للطائرات ،فالمسألة تطورت والمطلوب الان الحقيقة هو انهاء هذا النزاع والمسألة متوقفة علي القبول بين بنغازي وطرابلس ويبدو ايضا انها متوقفة علي متي يترك العقيد القذافي الحكم، وانا اعلم حاليا ان هناك محاولات من الاتحاد الافريقي وهناك اتصالات بيننا وبينه مستمرة للتشاور في هذا الامر، والوزير عبد الاله الخطيب المبعوث الخاص لسكرتير الامم المتحدة الي ليبيا اتصل بي وعرض عدة افكار -لا يحق لي التحدث فيها حاليا- قد تضع اسلوبا او اسسا لتسوية الازمة .
وطرابلس اتصلت بي وعرضت عليهم استعدادي للذهاب هناك في اي وقت لكن ان يكون ذلك علي اساس ايجاد تسوية ،فلن اذهب الي طرابلس لكي يقولوا انني اؤيدهم فهذا غير وارد، فإذا كان ذهاب الجامعة العربية للمساهمة في ايجاد تسوية تؤدي الي انهاء هذا النزاع بطريقة تحمي ارواح الليبيين وفي الوقت نفسه تحافظ علي السلامة الاقليمية لليبيبا فالجامعة مستعدة لذلك.
مخطط أمريكي أوروبي
ولكن وصلت الامور الي وجود مخطط لبعض الدول الاوربية وامريكا في اتجاه تقسيم ليبيا، فالنيتو عاجز علي حسم القضية عسكريا واصبح هناك حكومة في بنغازي وحكومة في طرابلس ؟
بالطبع الوضع لا يستقيم بهذا الشكل ونحن كدول عربية جميعا لا نرضي بذلك ومصر بالخصوص لا تتحمل مثل هذه المشاكل علي حدودها الغربية، وفي تقديري الشخصي ان هذا الامر لن ينتهي قريبا ولكنه سيأخذ وقتا طويلا.
الا يوجد اي حوار مع طرابلس من اجل استعادة عضويتها مرة اخري في الجامعة العربية ؟
الجامعة العربية مفتوحة اما اي شخص وانا استقبل اي مسئول من ليبيا ولا يوجد اي مشكلة ،اما مسألة القيد الذي قامت به الجامعة العربية تجاه ليبيا هو عدم جلوس طرابلس او بنغازي علي مقعد الاجتماعات والجلسات .
هل تم تهميش دور الجامعة ام استبعدت نفسها من الازمة اليمينة وتصدر المشهد السياسي مجلس التعاون الخليجي ؟
الازمة اليمينة بدأت منذ فترة ولا استطيع ان احكم علي تلك الفترة ،لكنني سأتحدث منذ ان جئت الي الجامعة من حوالي شهر، حيث تحدثت مع اعضاء مجلس التعاون الخليجي فوجدت شيئين ،اولا انهم قطعوا شوطا كبيرا جدا في مسألة حل الازمة من خلال المبادرة الخليجية وانتهوا من كل شئ وكان منتظرا التوقيع فقط، ثانيا: انهم عرضوا مساعدات مالية سخية في هذا الشأن لا تستطيع الجامعة العربية ان تعرض مثل هذه العروض ،واذا نظرنا الي التنظيم الدولي في العالم ترأسه الامم المتحدة يوجد بها الفصل الثامن الذي يحدد مسؤليات وصلاحيات واعمال ما يطلق عليه المنظمات الاقليمية التي منها الجامعة العربية، والجامعة ايضا تسمح بوجود مجموعات اصغر تتعاون داخلها مثل مجلس التعاون الخليجي، ولم اتلق اي اتصال من الجانب اليمني لكي تتدخل الجامعة العربية وبما ان هناك اتفاقا ومجلس التعاون يتابع الازمة منذ بدايتها فلاداعي لاي جهة اخري لن تتدخل الا اذا طلب احد مساعدة الجامعة في شئ ولكن ليس من المنطقي ان تتدخل الجامعة وتبدأ التفاوض من البداية .
سوريا مثل مصر!
ونأتي الي الوضع في سوريا الذي يتطور بصورة كبيرة باتجاه مواجهات دموية بين قوات الجيش والامن وبين الشعب ؟
الوضع في سوريا شبيه بما حدث في مصر من خلال خروج شعب الي الشارع يطالب بالاستجابة لمطالب مشروعة، وكان من الممكن ان تنتظر الجامعة العربية الي ان يتحرك وزراء الخارجية مثلا ويتخذوا قرارا في هذا الشأن وهذا غير مضمون حدوثه قبل سبتمبر القادم او ان تأخذ الجامعة المبادرة وتحاول اقناع الحكومة السورية بضرورة تتحرك وتستجيب لمطالب الشعب السوري ،وبالفعل حدث اتصال مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وتم التنسيق علي زيارة سوريا وقمت بمقابلة الرئيس السوري بشار الاسد وقلت له هذا الكلام انه لابد من الاستجابة لمطالب الشعب واحترام حقوق الانسان وعدم استخدام العنف وتحدثت معه في امور كثيرة ولا يجب ان اذكر كل ما دار بيننا للاعلام لانني بذلك سأفقد جزءا من المصداقية ،وكان له بعض الاراء حول مسألة العنف بانه يتم الاعتداء عليه وهو يرد علي هذا الاعتداء وهذه وجهة نظره ،لذلك عندما اصدرنا بيانا من الجامعة من بضعة ايام ذكرنا فيه انه ربما يكون مطلوب ارسال لجنة قضائية محايدة لسوريا للتحقق من تلك الاتهامات المتبادلة .
والجامعة العربية اعربت عن وجهة نظر معينة تجاه سوريا ولم تعترض اي دولة عربية علي ذلك وهذا يفسر ان الدول العرية قد وافقت علي النقاط التي اثارتها الجامعة من ضرورة احترام حقوق الانسان وضرورة عدم استخدام القوة وضرورة وجود اصلاحات حقيقية
هل تم التشاور مع اي من الدول العربية قبل اصدار البيان ام كان جهدا خاصا من الامانة العامة ؟
تشاورت مع 6 وزراء عرب اثناء اجتماع لجنة المبادرة التي عقدت مؤخرا بالدوحة وتشاورت هنا بالقاهرة من اثنين او ثلاثة من الوزراء ايضا لانني كنت خائفا ان يعترض احد علي تلك الخطوة ولكني وجدت اتفاقا علي الرأي معي لدرجة ان احد المسئولين بدولة في شمال افريقيا قال لي ان هذا البيان جيد جدا ومثل غطاء سياسي لنا جميعا .ونحن نحاول اقناع الحكومة السورية بشكل اكبر وان تتجاوب مع مطالب شعبها وتتوقف عن استخدام القوة ،لكنني لا اتوقع اكثر من ذلك
يؤخذ علي الجامعة
هناك مأخذ علي الجامعة العربية في انها لم تتحرك الا بعد صدور بيان من مجلس التعاون الخليجي واقدام بعض دول الخليج علي سحب سفرائءهم من سوريا ؟
اول تحرك من الجامعة العربية تجاه الازمة السورية كان يوم 13 يوليو عندما قمت بزيارة سوريا وقابلت بشار الاسد هناك،وتحرك اي منظمة دولية لا يجب ان يكون علي الملأ، وهذه السياسة متفق عليها عاليا منذ نهاية الخمسينات عندما كان همر شيلد سكرتير عام للامم المتحدة وهي ما يطلق عليها الدبلوماسية الهادئة التي تعتبر سلاح الجامعة العربية وتتحرك بها فالجامعة ليس لديها أي قوة شرطة، حتي انه اقل شئ اننا قد تعرضنا لتهديد منذ ايام والقيت علي مبني الجامعة زجاجات ملوتوف والذي يقوم بحمايتنا هي الحكومة المصرية لانها دولة المقر ولان الجامعة ليس لديها هذه الامكانيات ولا حتي الامم المتحدة ولكنها تأخد تلك القوة ،من اخري الدول لان ميثاق الامم المتحدة يسمح بهذا، اما في الجامعة فلايسمح ميثاقها بذلك ،فالجامعة العربية دورها يقتصر علي تأكيد المبادئ الواردة في الميثاق ،فالدولة لو تخالف اتفاقية من الاتفاقيات فمسئولية الجامعة العربية ان تذكرها بضرورة عدم القيام بتلك التجاوزات، لكن اكثر من ذلك فلا تستطيع الامانة العامة للجامعة العربية ان تجبر اي دولة علي شئ ويجب ان يكون ذلك مفهوما وواضحا للجميع
يؤخذ ايضا علي الجامعة ان زيارتك لسوريا قمت بمقابلة الرئيس بشار الاسد ولم تقم بزيارة المناطق التي قصفت او تزور الجرحي بالمستشفيات؟
هذا ليس من حقي ،الا اذا كان هناك قرار من مجلس الجامعة او القمة يكلفني بمحاولة ايجاد حل فهذا امر اخر، وللعلم فقد عرضت لو امكن ان يكون هناك دور للجامعة العربية في تسوية هذه الخلافات ولم يقبل هذا من قبل الحكومة السورية لان الجامعة اولا واخيرا تعمل مع الحكومات والحكومة السورية هي عضو داخل الجامعة، والزيارة في الاساس لم تتعد الثلاث ساعات ونصف قابلت فيها الرئيس السوري ونائب الرئيس ووزير الخارجية.
كل دولة لها خصائصها
ما رؤيتك عن رياح الربيع العربي والتغيير القادم؟..علي ضوء التجربة التونسية والمصرية مع الوضع في الاعتبار انها عندما انتقلت الي دول اخري لم تكن نفس المستوي ولم تحقق الغرض منها؟
كل دولة لها خصائصها.. رياح التغيير هذه أدت الي تغيير النظام في تونس ومصر.. واجهت صعوبات جمه في ليبيا ادت الي واقع ملموس الان وهو ان لدينا حربا هناك.. وفي اليمن وضع مختلف.. وسوريا الوضع مختلف.. ولكن ما استطيع ان اقوله في هذا الموضوع ان هناك تغييرات حقيقية.. فتونس ومصر الآن فيهما مرحلة انتقالية تؤدي الي الأفضل.. ولكن الاكيد ان اركان النظام السابق الذي كان يعتليه الفساد حتي عدم المحافظة علي مصالح الدولة الخارجية قد ذهب دون رجعه.
هل تعتقد ان مايحدث في البحرين جزء من ربيع الثورات العربية؟
كل دولة لها خصائصها.. وكل دولة الحل بها بطريقة معينة..وليس بععضهم مثل البعض الآخر.
ولكن هناك رؤية بان المسألة مرتبطة بتفاعلات اقليمية محيطة بها؟
هم بدأوا بالاصلاح.. بدأوا باصلاحات.. وكذلك المغرب.. والربيع العربي لن يغير الأنظمة لكن الاصلاحات تأتي.
سر الاختيار
بعيدا عن الازمات العربية الثلاث نحاول فتح ملف الجامعة العربية نفسها ومازال هناك تساؤلات حول السرعة والكيفية التي تم بها اختيارك كمرشح مصر لمنصب الامين العام والاجماع الذي حظي به الاختيار هل الوقت مناسب لمعرفة كيف تم هذا ؟
تم انتخابي كأمين عام للجامعة العربية في ظروف سريعة ولم يكون لدي المجال للتفكير في الموضوع ،فقد كنت وقتها مع رئيس الوزراء في زيارة الي بعض دول افريقيا، وعدت من السفر يوم الجمعة وكان اجتماع مجلس الجامعة يوم السبت ، ولم يكن الوزراء يعلمون اسم المرشح المصري بعد سحب اسم الدكتور مصطفي الفقي ، واعتقدت انهم سيأخذون وقتا لعرض المرشح الجديد علي دولهم ولكنهم اختاروني في نفس الجلسة، ولم اكن مستعد باي كلمة القيها ،لكنني قلت في كلمتي امامهم انني في الاجتماع الوزاري القادم في سبتمبر انني سأتقدم بقراءتي لمسئوليات وصلاحيات الامين العام في ظل الظروف الراهنة ،وهذا الموضوع يقتضي تطوير اجهزة وربما اعادة هيكلة الجامعة العربية وهذا بالطبع لن يتم في يوم او شهر وأن تدرس جيدا وكل من في مبني الامانة العامة يجب ان يكون لهم الحق في ابداء رايهم في هذا التطوير لان الهدف هو تحسين اداء الجميع
وهل هناك امكانية ان يتم تغيير ميثاق الجامعة العربية ؟
بالتأكيد وانا افكر جديا في هذا الموضوع ولكني لا استطيع ان اقول سيتغير ام لا لان الدول الاعضاء هم من سيقومون بتغييره، ولكن يجب ان نعمل علي تطوير اسلوب العمل وميثاق الجامعة، وهناك افكار كثيرة ستتعرض في الاجتماع القادم لمجلس وزراء الجامعة العربية .
هل الجامعة العربية الان هي جامعة حكومات ام شعوب ؟
كل المنظمات الدولية في العالم تتبع الحكومات، ومجموعة الدول العربية هذه اكثر الدول المتخلفة عن الحكم الرشيد فكيف تجعل الجامعة العربية تتبع الشعوب من سيقبل.
عصا سحرية
في اخر اجتماع بالامانة العامة لعمرو موسي الامين العام السابق للجامعة العربية قال ان الجامعة تتجه لان تكون جامعة شعوب اكثر منها حكومات وانظمة ؟
من الممكن ان يكون لديه افكار جديدة في هذا الامر لم اصل اليها بعد ، ولكن الامر الذي اود توضيحه ان الحكومات في العالم الديمقراطي تتماشي مع اهداف وطموحات واحتياجات شعوبها وليس هناك ازمة بينهما وبالتالي فالمشكلة لدينا داخلية وليست خارجية، وان كثيرا من الحكومات في العالم الثالث لا تمثل مصالح شعوبها الحقيقية .
هل الامين العام للجامعة العربية لا يملك عصا سحرية؟
ياريت.."ضاحكا"..
ماذا كنت ستفعل بها؟
لا أتحدث عن ذلك..وانما الامين العام للجامعة العربية لا يملك الا التعبير عن المبادئ الاساسية التي تحكم العلاقات بين الدول والتي تقضي الي احترام حقوق الانسان وعدم استخدام القوة سواء في العلاقات الدولية او الداخلية مع الدول.. فهو ينبه الي هذا الموضع وليس أكثر من ذلك.
مستعد للمواجهة
بعد مرور شهر علي منصبك كامين عام للجامعة العربية..كنت متحفظا علي الاستجابة أو القبول بالمنصب ، وقد عرض بشكل او بآخر عليك حتي قبلته.. هل مازلت عند موقفكم؟.. أم قبلته نوعا من أنواع التحدي؟
لا طبعا.. بما انني انتخبت فمستعد لمواجهة التحديات التي امامي، وسأري ماذا سأفعل فيها؟.. وكيف سأتعامل معها.. وهذا كل ما أستطيع قوله.
كان هناك بعض المقترحات مطروحة علي الساحة العربية العام الماضي.. وهي رابطة الجوار العربي.. هل كانت مرتبطة بشخص الامين العام السابق عمرو موسي أم انها مستمرة ويتم البحث والتداول فيها؟
الحقيقة موضوع رابطة الجوار اعتقد انه كان مرتبطا بشخص الامين العام السابق، بعد سنوات من العمل داخل الجامعة العربية توصل الي هذه القناعة بان هذا مفيد للدول العربية.. وانا لم اقض الفترة الكافية حتي الكلم علي هذا ، وكان هذا الموضوع مدار حديث طويل بيني وبين عمرو موسي عدة مرات في الماضي.. وعلي المدي البعيد ربما يكون مهما بالفعل ولكن لا علي المدي القريب في ظل ماتمر به الدول العربية.. لان الذي يجمع بين الدول العربية وبعضها هو اللغة العربية والتاريخ والثقافة المشتركين والجوار الجغرافي الذي ينطبق علي تركيا او ايران.. وما قبله لا ينطبق
وعلي الدول العربية أن تنظم بيتها الداخلي قبل أن تحاول ضم - بطريقة او باخري - دول اخري الي ذلك.. وانا اري ان الفكرة هذه لاشك انها ذات قيمة كبيرة ولكن توقيت تنفيذها ليس الآن.. وخاصة الآن - رغم ان هذه الفكرة كانت منذ عامين - بعد مانري آثار الربيع العربي ورياح التغيير التي هبت علي المنطقة التي ستغير أمورا كثيرة جدا.. فلنصبر قليلا.
هل حدث هناك نوع من أنواع الاتصال بين الجامعة العربية وجنوب السودان، خاصة وانها كانت جزءا من دولة عربية؟.. وهم لم يعلنوا بشكل واضح عن رغبتهم في الانضمام للجامعة..؟
نعم حدث عندما كنت وزيرا للخارجية ، وتحدثت معهم حول ذلك الأمر ، وقالوا لي ان الموضوع تحت الدراسة، ولم يردوا علينا حتي الآن.. وأرسلنا مبعوثا ليحضر الاجتماع في احتفال 9 يوليو.
ولكن بعدها لم يحدث أي حوار؟
لا.. في الحقيقة اننا عرضنا عليهم استعدادنا لانضمامهم للجامعة العربية، وهم مازالوا يدرسون الموضوع ولم يردوا علينا حتي الآن.
حقيقة دور مجلس التعاون
هناك احساس من المراقبين قد لايكون صحيحا بأن مجلس التعاون الخليجي هو الذي يقود العمل العربي المشترك؟
لا.. كان ذلك في ليبيا فقط.. وكان ذلك لظروف معينة.
وماذا عن غير ليبيا؟
لا.. لم يحدث شئ آخر.. اما موضوع ايران فكل دول المجلس لديها علاقات دبلوماسية كاملة وتجارة مستمرة مع ايران.
وماذا عن الأزمة السورية لقد كانوا الاسبق وقامت دول خليجية بسحب سفرائها واصدار بيانات استنكار للاحداث هناك ؟
اطلاقا.. فقد اصدرت الجامعة العربية بيانا عن الوضع في سوريا.. وننتظر الرد من الدول العربية.. ومن الممكن ان يتم الدعوة لاجتماع وزاري قريب في هذا الشأن، ممكن ان تكون من دولة او من الامين العام للجامعة، وانا لم أتخذ قرارا حتي الآن ومازال التشاور مستمرا.
البعض يري ان مجلس التعاون الخليجي أكثر تنظيما من الجامعة كما ان اجتماعاته تتسم بنتائج ايجابية أكثر من الجامعة.. وهناك أمر مطروح وهو انضمام المغرب والاردن له.. ما رؤيتكم في هذا الموضوع؟ و هل مجلس التعاون الخليجي ينبثق عن الجامعة العربية؟
لا.. انه منبثق عن الدول الاعضاء.. وميثاق الجامعة العربية يسمح بتنظيمات اخري.. واول دولة قامت بهذا هي مصر.. بيننا وبين السودان وليبيا.. بعدها بيننا وبين العراق واليمن والاردن.. يعني ان الميثاق لا يمنع ذلك.. والمغرب والاردن عرضا علي المجلس الانضمام.
وهل هذا سيؤثر علي كيان الجامعة العربية؟
لا لا.. اطلاقا.. فالجامعة العربية ذات اطار أوسع، وبالعكس تشجع التكتلات دون الاقليمية لو كانت تقوي في عمل الجامعة نفسها ، وليس هناك تعارض وانا لا أجزم بان هناك أي تعارض.
بمعني انك تري ان هذا يقوي الجامعة ولا يضعفها؟
من الممكن ان يقوي الجامعة ولا يضعفها.
خلافات القادة العرب
أليس هذا هو الوقت المناسب لانعقاد قمة عربية طارئة؟.نظرا لما تمر به البلدان العربية من تطورات؟
الهدف هو الأهم ماذا يمكن ان تحققه من القمة؟.ان تعقد قمة "ويتخانقوا مع بعض" فهذا ليس المقصود.. واولا انا لا أؤمن بالقمم وأفضل العمل علي المستوي الوزاري ، فنستطيع ان نعمل بشكل افضل، لأنه في بعض الاوقات يكون من الصعب التفاهم مع بعض رؤساء الدول..اما الققم العادية التي يقرها ميثاق الجامعة العربية "فأهلا وسهلا".. فهذا شئ عادي ان تنعقد هذه القمم العادية والقمة القادمة في مارس المقبل.. أما اذا كان الطلب قمة استثنائية يجب ان نفكر بروية وبدقة وبعمق ماذا سوف تكون النتيجة؟. هل اطلب قمة لكي تفشل؟.انطلب قمة لكي لا تنتج شيئا؟. فالعالم العربي تغير ويحدث الكثير من حولنا يحتاج ردودا سواء بالنسبة للمشكلة الكبري للدول العربية وهي فلسطين أو بالنسبة للمشاكل التي نراها في العالم العربي الآن.. فلو لم نكن متأكدين من أن هناك نتيجة من القمة، فلا داعي لها.
واضرب مثالا.. الدكتوراه التي حصلت عليها حول "الاطار القانوني لدور الامين العام للأمم المتحدة في تسوية المنازعات".. واقوي سلاح في يد سكرتير الأمم المتحدة وهو من حقه ان يضع امام مجلس الامن مايعتقد انه يهدد السلم والامن الدوليين - وهو سلاح لا أملكه هنا كأمين عام للجامعة العربية حيث ان هنا لنا الحق ان نضع بنودا وليست متعلقة بالسلم والامن الدولي او العربي - وهذه هي المادة 99 من ميثاق الامم المتحدة، وتم استخدامها مرتين او ثلاثة.. حتي في حرب عام 1956 وكان وقتها اشجع واعظم سكرتير عام للامم المتحدة ولم ولن يأتي أحد مثله "همر شيلد"، قبل ان يتقدم بعرض موضوع العدوان الثلاثي علي مصر سبقته الولايات المتحدة وعرضت هشلد علي مجلس الأمن، وفي بداية كلمته امام المجلس قال: لو لم تكن الولايات المتحدة تقدمت بطلب عرض للمجلس الآن، كنت تقدمت به.. لكن بعد ذلك حدث استحالات بسيطة جدا للسكرتير العام، اولا حالة صارخة ومن مشاوراته متأكد ان هناك اجماعا.
ومن هنا اقول انه عندما يطلب الامين العام للجامعة العربية عقد قمة عربية وتفشل فشل ذريع.. يقال كان لابد وان يدرس الموضوع جيدا.. لهذا امر القمة يحتاج لوقت ولدراسة.
ولكن علي الاقل الا تعتقد أن الامر يحتاج الي الدعوة الي اجتماع مجلس جامعة؟
الأهم من الاجتماع هو النهاية المحتملة.. ماذا تكون؟.. والمطلوب اليوم هو ان تقتنع الحكومة السورية باجراء الاصلاحات المطلوبة بوقف عمليات قتل المتظاهرين.. واستخدام القوة والعنف والشرطة.وليس أكثر من ذلك.
وأتساءل ماذا تستطيع ان تفعل الدول العربية؟.. اعلم ان من يسمع هذا الكلام يقول انها تستطيع ان تفعل اكثر من ذلك.. واقول لهم " من فضلكم" يجب ان ننظر الي طبيعة المنظمات الدولية في عالمنا المعاصر اليوم فهي ليست ممسكة بعصا سحرية تغير هذا وذاك!!..
بصمات الخارجية
نأتي الي ملف آخر جديد .. فالكثيرون يتحدثون عن البصمات التي تركتها خلال وجودك كوزير للخارجية رغم انها كانت قصيرة وهناك من طالب باستمرارك في المنصب لاستكمال التطوير الذي حدث في السياسة الخارجية المصرية؟
لقد فوجئت وفوجعت عندما تقدلت منصب وزير الخارجية وجدت أن "البوصلة" محبطة جدا..وعندما سُئلت ماذا فعلت في الخارجية؟.. كنت اقول كل مافعلناه اننا أصلحنا البوصلة.
فهناك اشياء كانت تقام في السابق ارتجالية وبطريقة عشوائية وبدون دراسة ولا يعرف أحد اذا كانت في صالح البلد أم لا.. واهم شئ في اي وزارة والخارجية خاصة انها تخدم البلد.. والمصالح الحقيقية لمصر علي المدي البعيد في افريقيا والعمق - مصالح وادي النيل - ، وفي الدول العربية ودول عدم الانحياز ويجب ان نهتم بهذا، لان ذلك يمثل التكتل الطبيعي لنا في المستقبل.
واليوم حتي تستطيع مصر ان تقف صناعيا تنتج وتصنع ، فالمجال الحيوي لنا هو الدول الافريقية.. فكنا نورد منذ زمن في ظروف معينة الي دول شرق اوروبا ، لانه لم يكن لديهم الاموال ويريدون بضائع رخيصة السعر..كما كنا نورد منذ سنوات الي الدول العربية، والآن هذه الدول العربية أغني دول تستورد افضل البضائع في العالم.. فمجالنا الحيوي هو في افريقيا فيما يتعلق بالتصنيع.
هل كل ماكنت تقوم به في سياستك أثناء توليك منصب وزير الخارجية ، يعبر عن توجهك الشخصي، أم توجه الدولة في هذا الوقت؟
كل الأمور الهامة - التي كنت أعتبرها مهمة - كنت أقوم بعرضها بشكل دوري علي مجلس الوزراء أو المجلس العسكري.
العلاقات مع ايران
بما فيها تصريحكم عن الرغبة في استعادة العلاقات مع ايران؟
حكاية هذا الأمر.. كنت في أحد المؤتمرات.. وقلت أنه في مجال السياسة الخارجية لمصر فهي بحاجه الي ان تفتح صفحة جديدة مع الجميع.. فسألني صحفي: هل هذا ينطبق علي إيران؟..فقلت ينطبق هذا علي جميع دول العالم.. وهذا ماحدث.
وكل التوجهات العامة كنت اعرضها علي مجلس الوزراء.
هل أختلف موقفك عندما كنت وزيرا للخارجية من قضية استئناف العلاقات مع ايران؟..كان هناك اطار ثنائي عندما كنت وزيرا للخارجية وارتفع لأن يكون عربيا.. ماتعليقكم علي ذلك؟
كل الدول العربية لها علاقات مع ايران
ولكنها علاقات متوترة؟
علي كل دولة ان تحدد علاقاتها..فالموضوع سياسة دول ولا احد يتدخل في هذا الامر، واود ان اصحح نقطة وهي ان مصر لديها علاقات دبلوماسية مع ايران منذ 24 يناير عام 1991 اثر تفاوض بين مصر وايران في جنيف ابتداءاً من سبتمبر عام ، وانا من تولي التوقيع عن الجانب المصري في الخطابات المتبادلة بين مصر وايران ، والعلاقات قائمة بين مصر وايران علي مستوي رعاية المصالح.
وبخصوص استئناف العلاقات علي مستوي السفارات بين مصر وبين ايران - وليس رعاية مصالح - ، فقد عرضته علي مجلس الوزراء المصري وابلغت وزير خارجية ايران في بالي بأندونيسيا أثناء اجتماعات دول عدم الانحياز بأن هذا موضوع مهم ، وسوف يعرض علي البرلمان المصري ، وهذا كل ماحدث.
وهل توقف الموضوع عند هذا الحد؟
نعم لأن البرلمان لم يجتمع.
ولكن في حوارنا مع رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية في القاهرة، قال ان موضوع استئناف العلاقات وصل الي المربع رقم واحد؟
قلت له هذا الكلام كما ذكرت عندما قابلته..ولكني اري انهم متعجلين وهذا من حقهم ، ومن حقنا أن ندرس الموضوع ، وفي نفس الوقت قلت لهم - رغم رفضهم لهذا - ان الدول العربية وكل دول العالم عليها التزامات قانونية بألا تتدخل في الشئون الداخلية لدول أخري و قد تحدث معي شيخ الأزهر مرتين في هذا الموضوع وهو ان الايرانيين يحاولون التشييع في مصر ، ولكنهم أنكروا ذلك ، وانتهي الأمر.
لن أزور طهران!
وهل ستلبي الدعوة التي وجهت اليك لحضور مؤتمر فلسطين الذي يقام في طهران اكتوبر القادم ؟
لا.. اعتذرت عنه فورا لأنني سأكون متواجدا في نفس توقيته في نيويورك ولن أكن في مصر.
هل المسألة مرتبطة بوجودك في نيويورك؟.. أم لتحفظ منك علي المؤتمر؟
لا لا.. اطلاقا.. ولماذا؟..انا لا اقدر ان اتحفظ علي أمر له علاقة بفلسطين..والاجتماع حول فلسطين.
قد تكون هناك الكثير من الدول العربية التي تتحفظ علي ذهابك الي ايران؟
لا لا .. وعلي العموم لن أذهب والموضع انتهي علي ذلك.
وهل سيكون للجامعة العربية ممثل يحضر المؤتمر؟
لم نقرر حتي الآن.. وغالبا سيكون هناك من سيحضر.. وهذه لم تكن المرة الاولي للمؤتمر وانما الخامسة واذا كان في السنوات الماضية هناك مشاركة للجامعة ستتم المشاركة واذا لم تكن فلن يكون هناك مشاركة.
خلال فترة وجودك كوزير أعدت الاعتبار للعلاقات المصرية الافريقية.. هل سينعكس ذلك علي علاقة الجامعة العربية والاتحاد الافريقي؟
نعم بالطبع هناك تعاون بيننا.. ففي كل اجتماع قمة وربما الاجتماعات الوزارية للجامعة ياتي رئيس الاتحاد الافريقي يلقي كلمة.. وفي اجتماعات الققم الافريقية يحضرها الامين العام للجامعة ليتحدث امام الافارقة.. وهناك علاقات قوية جدا جدا جدا.
الدبلوماسية الهادئة
الدبلوماسية مدارس.. لأي مدرسة تتبعها في سياستك؟
لا أعرف.
ولكنك ذكرت أكثر من مرة ان اعظم امين عام للأمم المتحدة هو "همر شيلد"؟
انا شخصيا اعتبره اعظم امين عام ، وارجو ان انتمي الي مدرسة "همر شيلد" لأني قرأت كل ماكتبه أثناء رسالتي للدكتوراه.
اذن أهي الدبلوماسية الهادئة؟
نعم.. طبعا تتميز بالدبلوماسية الهادئة.
وماذا تعني الدبلوماسية الهادئة؟
تعني انه عندما يكون هناك اي نزاع من يحاول حل هذا النزاع ان يحاول التفاهم مع الاطراف يكسب ثقتهم وتكون لديه مصداقية بحيث يستطيع ان يقرب الآراء ويصل الي نتيجة.. وليس أن يصدر بيانات نارية لا تؤدي الي شئ.
وهل تتوافق هذه السياسة مع الوضع الحالي في الدول العربية؟
في بعض الموضوعات وموضوعات أخري لا.
رغبة فلسطينية
عودة من جديد الي الملفات العربية.. هناك رغبة فلسطينية للذهاب الي الامم المتحدة في سبتمبر القادم ، الا تعتقد ان الشواهد تقول اننا نسير في طريق مسدود نظرا لوجود فيتو امريكي قادم لا محالة وكل ما يحدث نوع من انواع الحرث في المياه ؟
اطلاقا .. اولا القضية الفلسطينية هي قضيتنا الكبري ولكي نتحدث عنها يجب لان نضعها في الاطار الصحيح فالسلطة الفلسطينية الان بعد اتفاق فتح وحماس المهم جدا والذي عملت عليه الحكومة المصرية منذ سنوات وهذا الاتفاق قال ان كل من فتح وحماس والفصائل الاخري يقبلوا ان تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بالتفاوض مع اسرائيل فاصبح هناك طرف جاهز للتفاوض، ولكن التفاوض في ذات نفسه اثبت انه لن يحل المشكلة، الجامعة العربية وهذا الموقف كنت متخذه منذ ان كنت في وزارة الخارجية المصرية وهو ان المسألة ليست ادارة النزاع وليس انهاء او حل النزاع ، فالمجتمع الدولي اكتفي في ال20 عاما الاخيرة بما نطلق عليه ادارة النزاع وليس حل النزاع، فكان يجب ان تكون هناك نقلة نوعية في الفكر العربي والدولي واننا في مرحلة جديدة والمطلوب هو تسوية وحل هذا النزاع بصفة نهائية بما يحقق السلام والامن لاسرائيل وفلسطين والعرب والعالم .
ونأتي للتفاوض .. بالطبع كل نزاع في التاريخ لابد ان ينتهي بجلوس الاطراف المتنازعة علي مائدة للتفاوض من اجل فض هذا النزاع ثم يوقعوا علي هذا ،وهذه هي الازمة ان اسرائيل تسعي الي مد فترة التفاوض الي مالا نهاية ففي مؤتمر مدريد قال رئيس الوزراء الاسرائيلي وقتها اسحاق شامير انني جئت هذا المؤتمر لكننا سنتفاوض لمدة مائة عام ، وقد مر منهم عشرون عاما لذلك يجب تغيير المفهوم العام، لو كان مطلوب من جهة ولو نظريا للضغط علي اسرائيل ستكون هي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يمكن ان يكون لديه دور اذا توحدت كلمته ولكن علي ارض الواقع لا يحدث هذا فإذا كانت لديهم رغبة بالفعل لاعلنوا بدأ المفاوضات خلال شهر وان تنتهي بعد شهرين مثلا، او يكررون ما قرره مجلس الامن في عام 1973 بعد حرب اكتوبر في القرار 638 طلب عقد مؤتمر دولي ،فيمكنهم عقد مؤتمر دولي وينتهي الامر، لكن يتركوا الباب مفتوح للمفاوضات تستمر عشرات السنين في وقت تعمل فيه اسرائيل علي تغيير الارض فهذا غير مقبول وجريمة في حق الشعب الفلسطيني، وقلت هذا الكلام مؤخرا لسفيرة هولندا واقوله دائما لدول الاتحاد الاوروبي انهم يثيروا الزوابع لاي مخالفة لحقوق الانسان ،ويغضوا الطرف عن ابسط حقوق الانسان التي يحرم منها الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالذهاب الي مجلس الامن، فالذي يقرر العضوية هي الجميعة العامة بناء علي توصية من مجلس الامن، فالسلطة الفلسطينية تراجع الان ماتم من توصيات خلال الاجتماعين الاخرين للجنة المتابعة بالدوحة في 14 يوليو و4 اغسطس ، ومجلس الامن الطلب فيه واضح وهو الحصول علي العضوية الكاملة وحشد التأييد اللازم لذلك في الجمعية العامة ومجلس الامن ،لكن الجمعية العامة بها طلبات اخري وتستطيع ان تقرر فيما يتعلق بامور اخري كثيرة للفلسطينيين ،فصيغة القرار الذي سيقدم للجمعية العامة هذا موضوع تم بحسه ولكن لم تقرر القيادة الفلسطينية شئ بالنسبة له حتي الان.
أجندة التحركات القادمة
وماذا عن أجندة تحركاتكم في المرحلة القادمة.. زياراتك.. لانها هي التي تحدد البوصلة؟
سأسافر الي دول الاتحاد الاوروبي قريبا بعد قيامي بأجازة.. فلدي موعد مع وزير خارجية المانيا ونظيرة الايطالي هذا الشهر، ولكن هناك موعد مع وزير الخارجية الروسي في 11 الماضي وتم تأجيله وربما اقابله..وفي طريقي الي الولايات المتحدة الامريكية وسوف اتوقف في لندن بناء علي اتفاق مع وزير خارجية المملكة المتحدة ان نلتقي قبل الذهاب الي الولايات المتحدة.. ولكن كل هذا من الممكن ان يتغير بعض الشئ حتي يتقرر معالم المطلب الفلسطيني علي وجه الدقة من الامم المتحدة، فهناك موافقة من 3 وزراء خارجية وامين عام الجامعة العربية ان يطوفوا بعض الدول ، وهناك تحركات كثيرة جدا منذ هذا الحين وحتي موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة..كلها تصب في مساندة القضية الفلسطينية وايجاد حل لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.