السفىر إبراهىم ىسرى فى حدىثه مع محررى الأخبار أحد رموز النظام السابق حذرني قائلا: راسك "ح تطير".. لأنك تتحدث عن قرارات الريس..! نجحنا في وقف تصدير الغاز لإسرائيل استفزتني إجابة أحد وزراء النظام السابق علي نواب الشعب عن صفقة الغاز: »ملكوش دعوة«! إسرائيل ستخسر أي تحكيم دولي إذا رفعت مصر أسعار الغاز فعقد الغاز بين شركتين مصريتين بعد أن وصلنا لمنزل السفير إبراهيم يسري حسب موعدنا معه خرجنا من باب سيارة الأخبار التي أقلتننا إليه.. فوجئنا بحارس العقار يستوقفنا في حزم وريبة.. سألنا : "عايزين مين.." اجبنا سريعا نحن علي موعد مع سيادة السفير..طلب منا الانتظار قليلا حتي يخبره بقدومنا.. دخل سريعا إلي الطابق الأول حيث يقطن السفير ثم خرج وعليه علامات بعض الارتياح قائلا : السفير في انتظاركم..! فتح لنا باب الدور الأول وهو يتلفت يمينا ويسارا.. ثم فتح باب الشقة بمفتاح آخر.. وجدنا أمامنا مديرة المنزل التي بدي عليها هي الأخري شيء من الريبة.. دخلنا حجرة المكتب وجدنا السفير يجلس في انتظارنا.. وكانت حجرة صغيرة مليئة بالتكنولوجيا الحديثة.. وأكوام من المستندات والكتب.. بدأنا الحديث معه.. وكان يقطع الحديث دائما "طلة" من مديرة المنزل قائلة: تشربوا حاجة. بعد نهاية الحديث صارحتنا مديرة المنزل بأنها مصابة بالخوف والتوجس منذ أن رفع السفير "قضية الغاز" وتعرض لأنواع عديدة من التهديدات وصلت إلي حد دخول البلطجية المنزل فقد كسروا علينا باب المنزل عدة مرات مهددين السفير بالقتل إذا لم يتنازل عن القضية.. وبتنا في رعب دائم متوجسين من كل الزائرين.. وقدمت لنا أسفها.. قائلة: اعذرونا حتي بعد قيام الثورة مازالت حالة الرعب تلازمنا. بمجرد أن جلسنا وقبل أن نبدأ الحديث مع السفير إبراهيم يسري.. بادرنا قائلا: أنا لست "مستر جاز".. وليس لي علاقة بالغاز ولا اعرف اي شيء عنه ولا عن البترول.. كل الحكاية انني رفعت القضية من الناحية القانونية واعترضت علي السعر الفكاهي لتوريد الغاز لإسرائيل.. وأنا رجل قانون وكنت سفيرا لبلادي.. وتعلمت أن الدبلوماسية تعني المحافظة علي مصالح الوطن..وكنت أول صاحب دعوي قضائية تم رفعها ضد الحكومة المصرية لوقف تصدير الغاز لإسرائيل لأنني لم افهم لماذا نقترض من الدول الأخري لسد العجز ولا نلتفت لاستغلال ثرواتنا الطبيعية بل ونهدرها بصورة غير مفهومة.. وتصدير الغاز بهذا الثمن البخس دليل علي ذلك..! وأضاف السفير: كل أجهزة الاتصال الحديثة عندي لأنني لم اعد قادرا علي الحركة كما كنت من قبل وأنا محتاج دائما أن أكون علي صلة بما يجري حولي.. وعلي فكرة صلتي كانت مقطوعة بالجرائد القومية.. لأنها كانت أشبه بالنشرات ومثلت بوق دعاية للنظام السابق ورئيسه. والشعب صاحب المصلحة مغيب عنها.. وكانت سياستها التحريرية تقوم علي تبرير ما يفعل النظام.. لكن الآن أظن أنها تغيرت إلي حد كبير.. خاصة جريدة الأخبار التي كنت من عشاقها لمدة طويلة..وامتنعت عنها.. والآن عدت لقراءتها من جديد. لماذا عدت لقراءتها..؟ عدت لقراءتها وقراءة الصحف القومية حاليا لأنها عادت لوظيفتها الحقيقية كجريدة تنقل الحقيقة للشعب ولم تعد بوقا للحاكم...ولم اعد أري أكوام الصحف القومية أمام الباعة لا تتحرك من أمامه كما كنت أراها سابقا تباع صحف المعارضة.. ومع ذلك اتعشم بزيادة مساحة الحرية ونتحول إلي النقد القوي. وليس النقد الهادئ الذي أقرؤه حاليا. مستر جاز لا نستطيع ونحن معك ألا نسأل كيف بدأت علاقتك بالغاز وبحملة "لا لبيع الغاز للكيان الصهيوني" رغم ما قلته بداية انك لست "مستر جاز"؟ كنت كأي مواطن عادي أتابع جلسات مجلس الشعب التي تبث عبر التليفزيون في إرساله العادي.. وفي عام 2007 بالتحديد في احدي جلسات المجلس عبر التليفزيون هذه اغاظتني واستفزتني إجابة احد وزراء النظام السابق علي سؤال لأحد النواب عن صفقة الغاز للكيان الصهيوني حيث قال الوزير موجها إجابته للنائب ولكل أعضاء مجلس الشعب: ليس لكم أن تسألوا عن هذه الصفقة فهي من الأمور السيادية للدولة.. أنتم لستم جهة اختصاص.. بالعربي "ملكوش دعوة"! بالطبع هذا كلام غريب علي الدستور والقانون خاصة إذا عرفنا أن هذا الوزير أستاذ قانون بالجامعة.. وللعلم أنا لا اعرف اي شئ عن الغاز ولا عن تصديره.. لكن بعد ما سمعت هذه الإجابة الفظة الغليظة بدأت اسأل واستفسر عن الغاز..ودخلت إلي "عش الدبابير" كما يقولون اي دخلت قطاع البترول واعلم انه يعاني من فساد وعفونة وتسوس ينخر فيه دون أن يجرؤ أحد للالتفات والتساؤل عما يحدث فيه كأنه كهنوت وسر الإسرار ولا يحق لأحد من الشعب ولا نوابه من الاقتراب منه..! وكان احد صحفيي المعارضة الكبار قد أشار إلي هذه الصفقة إشارة سريعة.. فتوجهت إليه مستفسرا عما شاب الصفقة.. فأعطاني صورة للعقد الذي تم بموجبه صفقة الغاز لإسرائيل.. وتفرغت لدراسة العقد من الناحية القانونية بحكم مهنتي وخبرتي بالخارجية المصرية حيث كنت اعمل فترة طويلة مدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية.. وهالني ما شاب العقد من بنود مجحفة بمصر ماليا.. كما وجدته مليئا بالثغرات..من هنا وجدت نفسي كفلاح مصري أحاول الدفاع عن حقي وحق كل المصريين في أموالهم الضائعة في هذه الصفقة خاصة أنها لكيان صهيوني نعرف كلنا نواياه. أما حملة "لا لبيع الغاز للكيان الصهيوني" فقد بدأها الناس وليس لي فيها دخل ولن أصنع من نفسي بطلا..وبدأت الحملة شعبية بعد رفعي للقضية وفي عز قوة وصلف النظام..! راسك ح تطير هذه القضية رفعتها بعد خروجك من الخارجية فهل كنت سترفعها لو انك مازلت في منصبك؟ أولا لم تثر أو تظهر قضية الغاز إلا بعد خروجي من الخدمة.. ثانيا عرف عني انني كنت دائما "مناكف" وأنا داخل الخارجية.. حتي أن أحد رموز النظام السابق حذرني قائلا لي: راسك "ح تطير".. لأنك تتحدث عن قرارات صادرة من الريس وتناقشها.. ابعد أحسن لك. وقيلت لي هذه العبارة لأنني كنت دائما أتحدث عن قرارات الرئيس غير الموفقة وقد لاحظت ألا احد يستطيع مراجعته في قراراته حتي ولو كانت خاطئة.. وحدث انني لم استطع السكوت علي بعض قراراته.. وجرؤت وراجعته عبر الطرق الدبلوماسية في بعض قراراته. والغريب انه قد استجاب لملاحظاتي. مثلا حدث أن فريقا إثيوبيا جاء يلعب "ماتش كرة" في مصر.. وفجأة طلب الفريق بالكامل اللجوء لمصر سياسيا ورفض الرجوع لبلاده.. وعلم الرئيس الاثيوبي في ذلك الوقت "منجستو" وطلب من الرئيس مبارك تسليم الفريق وعدم السماح لهم باللجوء لمصر سياسيا.. وبالفعل أصدر الرئيس قرارا بتسليم هؤلاء للرئيس الاثيوبي.. ولم أتصور أن مثل هذا القرار يصدر من رئيس مصري ولا يراجعه فيه أحد.. ولم أجد غير سكرتير الرئيس للمعلومات وكانت تربطني به صداقة. فقال: اسمع راسك ح تطير لو قلت للرئيس انك معارض قراره.. قلت له: اخبره أننا من الموقعين علي المعاهدات الدولية بحماية اللاجئين السياسيين وهم يعتبرون لاجئين سياسيين ولو تم تسليمهم سوف يحرجنا ذلك دوليا.. وبالفعل ابلغ الرئيس بكلامي والغريب انه عدل عن قرار تسليم هؤلاء.. مما يعني أن الرئيس أحيانا يتمادي في الخطأ إذا لم يكن هناك مستشارون ينصحونه بالحق وليس بالباطل. إهداء لمبارك لماذا اهديت حكم المحكمة بمنع تصدير الغاز لإسرائيل للرئيس السابق؟ بعدما رفعنا قضية ضد تصدير الغاز لإسرائيل بهذا الشكل المجحف وبهذا السعر الفكاهي وحكم القضاء لصالحنا ضد تصدير الغاز لإسرائيل.. اهديت الحكم للرئيس السابق باعتباره لصالح مصر أي مكسبا لمصر.. وبعد ذلك حين طعنت الحكومة ضد الحكم بدأت تتسرب أنباء أن الصفقة لها صلة بالرياسة.. ولذلك فإن الرئيس السابق لم يعلق حين أهديناه الحكم لصالح مصر.. وهذه معلومات لم أكن بالطبع اعرفها. لماذا قامت دائرة فحض الطعون بالإدارية العليا بوقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الادارية؟ هذه الدائرة اعترضت علي تشكيلها وطالبت برد اثنين من القضاة فأحد القضاة كان يعمل مستشارا لأكثر من 12 سنة لرئيس الجمهورية.. وكان المفروض أن يتنحي واثبت ذلك في الرد.. كما اثبت فيه علاقة حسين سالم بمبارك وبصفقة الغاز. الغريب ان رد الدائرة تم رفضه وقضت بتغريمي 16 ألف جنيه.. المدهش ان الناس لموا المبلغ من بعضهم ومنهم تبرع بجنيه وخمسة جنيهات وتم تسديده عني ورفضوا ان اسدده من مالي الخاص رافعين شعار انها قضية كل المصريين.. وأنت رفعت هذه القضية نيابة عن كل المصريين الذين تم سرقتهم "عيني عينك". هناك من يري ان إسرائيل لو لجأت للتحكيم الدولي في قضية تصدير الغاز سوف يكون في غير صالح مصر.. وربما يكون تصدير الغاز احد بنود اتفاقيات كامب ديفيد؟ هذا حديث مرسل لا يستند علي الحقائق التي اعرفها تماما كقانوني.. أولا لا يوجد عقد بين مصر وإسرائيل لتصدير الغاز.. وهو عقد بين شركتين مصريتين وهذه هي المفاجأة التي عثرت عليها.. ثم من يقول هذا الكلام يستخدمه كفزاعة جديدة وهو من فلول النظام السابق وربما يكون من المستفيدين.. واطلاقا تصدير الغاز ليس من بنود كامب ديفيد.. فقد بدأ التصدير في عهد مبارك اي بعد كامب ديفيد بسنوات طويلة..! دعوت للعصيان المدني هل فوجئت بالثورة مثل غيرك بالثورة.. ولماذا؟ انا لم أفاجأ بالثورة إطلاقا.. كل الأحداث كانت تتصاعد امامي.. وكلها كانت تنبئ بقيام ثورة.. وأنا شخصيا من داخل نقابة الصحفيين دعوت للعصيان المدني.. وقلت لو قام الشباب بمظاهرات ضد النظام وتجرأت الشرطة وقتلت احدهم سوف تقوم الثورة.. لكني حزين بنتائج الثورة لان هناك سيطرة نخبوية علي الثورة التي تتكلم عن الشعب وتريد إعداد الدستور نيابة عنه.. ولا اعرف ماذا يريدون مما يسمي بالحوار الوطني..! ما أعرفه أن الحوار يتم داخل كيانات ديمقراطية وليست كيانات مصنوعة تدعي للحوار بدعوة البعض واقصاء اخرين.. الديمقراطية لها مؤسسات شعبية تكفل الحوار البناء.. المتخوفون من سيطرة الإخوان علي البرلمان واهمون.. الديمقراطية تنقي نفسها وتصحح مساراتها وتتطلب سنوات للممارسة.. وإذا جاء مجلس الشعب غير موفق بالتأكيد المجلس الذي يليه سوف يكون أفضل.. الديمقراطية بها فلتر ينقي ويزيل الشوائب..! الحوار يكون مع نواب الشعب وما يجري من حوار بعيدا عن الكيانات الدستورية "هيصة" لأنه يجري بعيدا عن هذه الكيانات وغير ملزم لأحد.. نحن مع حوار الكيانات الديمقراطية. الثورات دائما تقوم نتيجة تراكم العديد من الأحداث مع ذلك فهل كانت الأحداث الحاسمة سببا مباشرا للثورة؟ طبعا طبعا.. العديد من الأحداث والتظاهرات والحركات علي الساحة مثلت زخما للثورة..لكن الأحداث الحاسمة التي عجلت بالثورة في رأيي هي مقتل خالد سعيد و قضية الغاز وافتراء جهاز الشرطة وامن الدولة الذي تمادي في غيه وفي بطشه بالمواطنين الشرفاء ضاربين عرض الحائط بالقوانين وبحقوق الإنسان وصارت البلاد ضيعة لهم وان كل شي ء مباح.. هذا هو السبب المباشر أو القشة التي قصمت ظهر البعير.. وعجلت بالثورة.. وأعادت اكتشاف الشعب المصري. هل قدمت بلاغات للنائب العام ضد مبارك قبل الثورة؟ طبعا مثبت ذلك.. مثلا يوم 7 فبراير قدمت بلاغا ضد مبارك بأنه هرب 75 مليون دولار مستندا في ذلك علي ما جاء في عدة صحف اجنبية منها الجارديان البريطانية.. وبلاغات ضد فساد في قطاع البترول والغاز ضد الوزير سامح فهمي وضد عاطف عبيد وضد الوزير الحالي غراب.. حتي انني قلت لرئيس الوزراء د.شرف أنت بتنقي الوزراء اللي أنا قدمت فيهم بلاغات؟! النخبة تدمر ما رأيك كقانوني في الجدل الدائر حول الدستور أولا ام الانتخابات البرلمانية؟ الوصاية علي الشعب مرفوضة تحت أي دعوي من الدعاوي.. فمن يتصور أن الشعب جاهل عليه بمراجعة بديهيته ويتذكر ثورة الشعب ضد النظام.. كيف نطالب بالدستور أولا وقد تم الاستفتاء علي بنود الإعلان الدستوري ووافقت الاغلبية عليه.. وبناء عليه تتم الانتخابات البرلمانية أولا ثم يبدأ البرلمان في ترشيح الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد الذي سيتم استفتاء الشعب عليه.. للأسف النخبة تقوم بدور مدمر فهي تري نفسها وصية علي الشعب.. وتقوم بدور البرلمان.. أنا لم أر شعبا في حياتي من الشعوب يطلب بقاء الحكم العسكري.. أول مرة في التاريخ النخبة تطلب من العسكريين البقاء في الحكم وتسيير أمور البلاد..والعسكريون كانوا من النبل أنهم قالوا إننا سنستمر ستة اشهر فقط حتي الانتخابات البرلمانية.. لكن النخبة التي تقوم بدور الوصاية علي الشعب تتزايد وتطلب بقاءهم في الحكم..! وما خطورة إعلان الدستور أولا؟! معني ذلك أننا لا نؤمن بالصندوق ولا بالديمقراطية من أساسه.. وهنا مكمن الخطورة.. وعليه يبقي علينا إحضار ديكتاتور جديد يحكم البلاد ونغلق الصناديق ونفضها ديمقراطية وندخل في جدل عقيم وصاحب الصوت الأقوي يسيطر..! هل كان لديكم سيناريو بديل كقانوني لخارطة طريق سياسية لمصر؟ بعد قيام الثورة وتولي المجلس العسكري تسيير أمور البلاد بعثت بخطاب للسيد المشير.. وأوضحت فيه خارطة طريق من وجهة نظري.. قلت بما أنكم سوف تعودون لثكناتكم بعد ستة اشهر.. أري العمل خلال تلك الفترة بدستور 71 بعد إلغاء تعديلات مبارك والسادات مع إنهاء العمل بقانون الطوارئ.. ووضع قانون استقلال القضاء.. والنص علي الانتخابات بالقائمة النسبية.. ولكن لم يحدث شئ. الرئاسي كارثي كثر الحديث عن نظام الحكم في مصر بعد الثورة فأيهما انسب لمصر؟ النظام الرئاسي عندنا كارثي..تم حكمنا به أكثر من سبعة آلاف سنة حكما ديكتاتوريا بغيضا.. فلا أظن أن هذا النظام الذي اثبت فشله ودمر البلاد والعباد يصلح بعد ثورة 25يناير وهي ثورة بالأساس علي الحكم الفرعوني الرئاسي الذي أقصي الشعب وجعل مجالسه النيابية تمثيلية مضحكة.. فالأنسب لنا الحكم الرئاسي البرلماني الذي تحدد فيه سلطات الرئيس..فلا فرعون لمصر بعد اليوم. بعد مواقفك السياسية ونضالك ضد النظام السابق.. هل فكرت في ترشيح نفسك رئيسا للجمهورية؟ إطلاقا لم أفكر في الترشح للرئاسة..أنا كافحت كمواطن وفلاح مصري دون مصلحة شخصية.. ثم ناديت بأن يكون رئيس مصر القادم أقل من ستين سنة.. وأنا تخطيت الستين بكثير.. ولا نريد رئيسا للدولة عسكريا بدعوي أن المرحلة الحالية تحتاج منا إلي ضبط وربط لأن حياتنا مدنية.. ربما لو كنت اقل من ستين سنة يمكن كنت أفكر في ترشيح نفسي لرئاسة الجمهورية لكن ليس مكافأة لي علي اي شيء ربما أكون قد قدمته لمصر وطني..! من تراه مناسبا لرئاسة مصر حاليا؟ وزير الخارجية الحالي د. نبيل العربي.. واراه كان فرصة تاريخية لمصر لصنع سياسة خارجية لمصر تليق بها وهو كفيل بذلك لكن اختطفته الجامعة العربية.. واعتقد انه انسب شخص لرئاسة مصر.. رغم انه تخطي السن القانونية وهو الاستثناء الوحيد الذي أرشحه رغم تخطيه السن.. فهو وطني شريف حازم لا يساوم علي مصلحة مصر ويعرف جيدا قدر مصر.. أنا عملت معه واعرفه جيدا وأرشحه للرئاسة.. وياريت يرضي. ح نكسر رجله علي ذكر الخارجية لماذا استحوذ الوزير احمد أبو الغيط علي كثير من عدم الرضي لدي البعض؟ عملت مع الوزير أبو الغيط وهو دبلوماسي ممتاز وصديق.. لكنه ربما شلت يداه عن العمل لأن ملفات كثيرة لم تكن في يديه.. مثلا ملف فلسطين لم يكن من ملفات الخارجية.. والنظام الرئاسي منذ عبدالناصر هو المتحكم في السياسية الخارجية لمصر.. ووزارة الخارجية منفذ فقط ولا سلطات لها.. ربما جاء بعض وزراء الخارجية لهم آراء ومبادرات واستطاعوا كسر ذلك.. لكن ربما أبو الغيط عمل كثيرا داخل المكاتب تحت إمرة وزراء ولم يسمح له بالتحرك وإظهار ارائه..وكيف كان يمكن له إظهار آراء له في ظل وجود شخص مثل مبارك استبد بشعب كامل.. ثم عدم الرضي جاء أيضا من بعض التصريحات التي أدلي بها ولم تكن موفقة من وزير خارجية مثل لفظة "ح نكسر رجله". كدبلوماسي لسنوات عديدة في الدول العربية ما ملاحظتك عن الدبلوماسية العربية والمصرية؟ عندي كتاب منشور تحت عنوان "حتمية تجديد الدبلوماسية العربية" رصدت فيه ظاهرة شديدة الخطورة عن الدبلوماسية العربية والسياسة العربية وهي أنها "طفولية وساذجة" وبالطبع الدبلوماسية المصرية ينطبق عليها هذا الوصف.. أساس الدبلوماسية كما درستها ودرستها ان تحافظ علي مصالحك اي مصالح بلادك بعيدا عن العواطف والجو القبلي.. لكن الدبلوماسية العربية تقوم علي ترضية الخواطر "وقوم بوس راس أخوك"..! كنا نسمع عن مؤتمرات عن "المصالحة والمصارحة".. ولم اسمع طوال حياتي عن دبلوماسية المصالحة والمصارحة.. واذكر كلمة "عبدالرحمن باشا عزام" أول رئيس للجامعة العربية قال فيها: الجامعة العربية ثوب فضفاض تقدر تلم حكام العرب جميعا داخله.. وإذا تركتهم ينفكوا داخل الثوب.! لقاءات بالإخوان كانت لك علاقات بالإخوان المسلمين قبل الثورة.. هل لتنسيق مواقف معينه؟ أبدا إنها لقاءات عادية مع الإخوان في العديد من المناسبات.. وقد استقبلني يوم زرتهم د.محمد بديع مرشد الإخوان في مكتبه ودار نقاش حول عدد من القضايا القومية وتكلمت معهم وعارضتهم في عقر دارهم وتقبلوا مني ذلك.. لكنني لم انسق معهم شيئا..وكان لقائي ضمن مجهوداتي لتوحيد صفوفنا ضد النظام السابق..وأحيانا لرأب خلاف.. مثلا كان هناك خلاف بين حركة كفاية و6 ابريل واجتمعوا هنا في بيتي وتم تصفية الخلاف.. كل ذلك حتي يمكن تجميع مجهوداتنا للعمل لمصلحة الوطن.. وكانت لي علاقات مع كل الأحزاب.. لكني أميل لمصر.. وكل الأحزاب تمثل مصر.. وأنا علي مسافة واحدة من جميع الأحزاب.