هل نعيد لاحتفالنا باعياد انتصار أكتوبر العاشر من رمضان اعتباره وكيانه الذي فقده علي مدي سنوات كثيرة من حكم النظام السابق خاصة السنوات العشر الأخيرة التي صار فيها الاحتفال رمزيا يتم علي استحياء اللهم إلا احتفالات القوات المسلحة باعتبارها صاحبة النصر العظيم فهي الوحيدة التي ظلت تذكرنا بهذا اليوم العظيم. أكتوبر ملحمة كبري قام بها الجيش المصري ستظل في تاريخ العسكرية اعجازا بكل ما تحمل الكلمة من معان ومازالت دروسها مناهج لعلوم كبري الأكاديميات في العالم وهناك العشرات منها لايزال الزمن يكشفها حتي اليوم دليلا علي قدرة الجندي المصري علي تحقيق الانتصارات. كدنا ان ننسي أكتوبر وان يصبح ذكري لا تعلم عنها الأجيال الجديدة شيئا وزاد الأمر سوءا ان الدولة وأجهزتها أصبحت تتحدث عن الانتصار وكأنه شيء علي الهامش مع انه هو الذي أعاد الأرض وفرض السلام علي عدونا. لقد حققت مصر أعظم الانتصارات في حرب أكتوبر بعبورها العظيم الذي كان في رأي كل الخبراء العسكريين ضربا من ضروب المستحيل وشهد بذلك الصديق قبل العدو وتحدت آلة الحرب الاسرائيلية وذراعها الطولي وهزمت جيشها الذي كان لا يقهر ودفع جنوده إما أسري أو قتلي أو جرحي وتساقطت طائراته وتحطمت دباباته ومدرعاته أمام بسالة الجندي المصري الذي كان مفاجأة هذه الحرب العظيمة. أكتوبر الذي كان علينا ان ندرسه لابنائنا بروحه التي وحدت الشعب والتي تطالب بعودتها من أجل بناء الأمة، وكلما تعرضنا للمواقف الصعبة صار صفحات معدودة علي أصابع اليد في كتب التاريخ التي نقدمها لأولادنا في مراحل التعليم ويوما بعد يوم كدنا نزور لهم التاريخ وقاربنا علي رفعه لأسباب مجهولة لا نعرفها. لقد تساءلت في هذا المكان مرات عديدة من قبل وعلي مدي السنوات الأخيرة لماذا لا نحتفل بأكتوبر حكومة وشعبا احتفالات كبري نشرح لابناء هذا الوطن من الشباب حجم التضحيات التي قدمها جيل أكتوبر من أجل تحرير الأرض كيف حقق ملحمة العبور في منظومة التحم فيها الجيش والشعب فصنعوا النصر الكبير. يصيبني الحزن عندما أري الشباب الذي لم يعاصروا أيام الحرب التي مر عليها الآن 83 عاما وهم لا يعرفون أي شيء عن أكتوبر وعن انتصارها وأنا لا أعيب عليهم ولكن أعيب علي الدولة التي اهملت حتي الاحتفال بهذه المناسبة. عدونا علي مدي السنوات منذ الحرب ظل يعمل من أجل غسل عقول شبابه ليؤكد لهم ان ادعاءات العرب بأنهم حققوا انتصارا في أكتوبر هو وهم وان اسرائيل هي التي حققت هذا الانتصار والدليل انها عبرت قناة السويس باتجاه الغرب ودحرت السوريين في الجولان ومازالت تحتلها وللأسف نجحوا في ذلك حتي في الغرب المقتنع تماما حاليا بتلك النظرية. علينا أن نعيد لانتصار أكتوبر كرامته ان نجعله مادتنا الأساسية في حياتنا بما يحمل من دروس وعبر نحتاجها في حياتنا وحتي تعود لنا قوتنا.. لقد تعمدت الدولة بفعل فاعل استفاد منه عدونا في ان توقف كل مظاهر الاحتفال بالذكري بما يليق به فتسببت بجهلها في ان صار أكتوبر غريبا في بلده التي حققت أغلي الانتصارات. أعيد وأفتح ملفات أكتوبر الحقيقية حتي يعرف الأبناء في هذا الشعب وهذه الأمة كيف وماذا قدم كل جندي وماذا تحقق من أجل مصر.