بقلم : حمدي خليفة [email protected] مقتل الشاب المصري محمد سليم مسلم علي أيدي أهالي قرية "كترمايا" بإقليم الخروبجنوب شرق بيروت بنحو 25 كم، بتلك الطريقة الوحشية التي شاهد العالم منها لقطات عبر تصويره مجرداً من ملابسه إلا القليل وطعنه عدة طعنات والتمثيل بجثته بتعليقه علي عامود إنارة وإطلاق الزغاريد من نسوة القرية الذين احتشدوا لهذا العرس الدموي .. وعلي مرأي ومسمع من رجال الشرطة هناك ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك انتهاكا واضحا وصريحا لقوة القانون! ويبرهن علي أن مذابح شيكاغو هلت علي العرب.. إن الشهيد المصري الذي راح ضحية قوي ثأرية مازالت ترزح في أعين فئة قليلة من لبنانيي العرب بعد أن بدأت تتلاشي حتي في صعيد مصر الذي كان يمثل قمة الهرم الثأري.. إن هذا الحادث بوصفه كافيا لإزالة أي آثار عالقة بالشهيد ألمت به قبل ذلك .. ونؤكد دائماً أن روح القانون وسلطة القضاء في أي نظام في العالم أو أي كيان هي التي يجب أن تسود.. فإذا ضاع الحق فقل علي الدنيا السلام .. الشاب المصري ابن سليم مسلم نما في حي الجمالية لأسرة مفككة هجرت منها الأم الأب إلي زوج لبناني تاركة هذا الطفل وشقيقه الأكبر ترعاهما العمة والأب الذي لا حول له ولا قوة .. وعاش الطفل الشقي حتي ربيعه ال38 علي أثره انتقل إلي لبنان بدعوة والدته وأخيه لأمه منذ شهرين فقط برواية الأب وسرعان ما اشتكي الحياة والعمل وسوء معاملة زوج الأم ورب العمل جزار اللحوم .. ولكنه صبر وثابر حتي جاءته المنية التي زلزلت كل القلوب الرحيمة الباكية من الأسي والمهانة.. أما المشاهد التي حكيت عنه بوحشيته مع فتاة بالغة من العمر 13 عاماً ومحاولته الزواج منها وطلبه وساطة العجوز وزوجته ذوي ال70 عاماً ورفضهما .. فقتلهما وقتل حفيديهما ذوي ال7 و9 سنوات أمر مشكوك فيه !! فكيف لشاب ذهب ليعمل بعد أن فاته قطار الزواج ويتمني العود الحميد لوالده وعمته ليشاركهما الهموم ويظفر بمن نظر إليهما طيلة السنوات التي احتضنت شبابه الذي يوشك علي الأفول .. والشهران فترة وجيزة لا تمكن أي شاب مغترب من القتل بهذه الوحشية التي وصفوها له تجاه المسنين والأطفال.. وخروج القرية عن بكرة أبيها بهذه الطريقة .. ليؤكد أن الأمر غير هذا بكثير نترك الملابسات للقضاء اللبناني الذي نثق في قدرته علي كشف الحقيقة وبيانها للرأي العام وسوف نتابع الأمر عن كثب وندفع بممثلين أقوياء قادرين علي بيان الحقيقة لكي يقتص منهم القضاء بالحكم العادل، الذي يريح كل القلوب المتعبة التي شقيت عندما سمعت هذه المذبحة الوحشية.. دعونا نترك كل ما سمعناه أو حتي شاهدناه للعدالة اللبنانية التي يشهد لها الجميع بالنزاهة والحيدة والجرأة في إظهار الحق .. ونزيل من أسماعنا كل خيالات أو إرث نزعة الانتقام إلي صوت العقل .. ولن تكون مثل فئة قليلة فعلت فعلتها الشنيعة هذه ممثلة للشعب اللبناني الصابر الصامد الذي يكافح التوغل الصهيوني في جنوبه ويحمي حدود العرب في شماله .. إن تاريخ لبنان علي مر العصور يدعونا لمفخرة عربية تؤهلنا لانتظار حكم القضاء بالاقتصاص من الجناة .. وهذه الوحشية جنائية بحتة بدافع الانتقام وليس المقصود بها المصري وحده .. يعمل مئات آلاف البشر من المصريين في لبنان قلة منهم بطرق مشروعة في دخول البلاد وأكثرية نازحين عبر الحدود السورية .. حضن لبنان الدافيء وسع هؤلاء علي مر العصور وجو لبنان الساحر تلذذ به مصريون وساهم في فتح بيوت كثيرة .. إن الجبل لا يهزه ريح والعلاقات بين البلدين والشعبين أقوي بكثير من خروج فئة ضالة عن القانون والأعراف وروح الأديان السماوية وحتي الأرضية وإن شئت الوثنية .. ولن ننكر ضعف الشرطة التي سمحت لأهل القرية باقتياد الشاب المصري من بين أيديهم وقتله وسحله وهم فقط ينظرون وكأنه مشهد كرة طائرة .. إن القرارات الأمنية التي بادر بها الجهاز اللبناني ليست كافية لتضميد الجراح ولكن سرعة القبض علي الجناة وتقديمهم للعدالة هي عين الحق .. ولو أن كل إنسان اقتص بيده لنفسه لأصبحنا في غابة مات فيها حتي الأسد واحترق عرينه .. حيث سيق الأعزل بيد الشرطة اللبنانية إلي محرقة أهالي القرية الظالم أهلها .. قتلوه غريباً.. أعزل مجرداً من ملابسه لا حول له ولا قوة.. حسبنا الله ونعم الوكيل.