قد يكون من الملائم، وربما ايضا من الضروري، ان يقوم اصحاب الدعوة لمليونية اخري في ميدان التحرير يوم الجمعة القادم بمراجعة انفسهم عدة مرات، لعلهم يهتدون الي الاتفاق علي قرار بتعليق، أو تأجيل، أو إرجاء هذه الدعوة الي وقت لاحق، يتم تحديده فيما بعد، ووفقا لمقتضيات الحاجة، والضرورة. وبعيدا عن الدخول في دوائر الآراء المختلفة، والرؤي المتباينة، حول اسباب ومبررات الدعوة للمليونية الجديدة، والجدوي من ورائها، نقول ان هناك من يرون انها ضرورة لإظهار تواجد الأحزاب والجماعات والقوي الليبرالية علي الساحة، وتأكيد قدرتها علي الحشد، في مقابل الحشد الكبير والضخم الذي قامت به الجماعات والقوي الدينية والسلفية في المليونية الأخيرة. ويري هؤلاء انه من الضروري الرد وبسرعة علي ما حدث في المليونية الأخيرة، حتي لا يترسخ في اذهان عموم المواطنين، ان الغلبة علي الساحة السياسية للجماعات والقوي الدينية والسلفية، وانها هي القادرة علي الحشد الهائل، والتواجد الضخم، وان ذلك انعكاس لمدي تواجدها وانتشارها في الشارع وبين الجماهير. ويري فريق آخر، انه لا يجب النظر الي الأمور بمثل هذه الطريقة، لأنها ستؤدي بالقطع الي تعميق الفجوة وتكريس الخلافات والانقسامات، بين القوي السياسية الفاعلة والمتواجدة علي الساحة، بما لا يحقق المصلحة العامة، بل يضر بالجميع،..، وأن الأجدي ان يتم العمل في اطار تقريب وجهات النظر، ورأب الصدع ولم الشمل،..، وان الدعوة لمليونية جديدة لا يجب ان تكون تحديا لأحد، ولا ردا علي أحد، يقصدون المليونية الأخيرة طبعا، ولكنها دعوة لمليونية في حب مصر تحضرها كل القوي، وجميع الفعاليات. وهناك فريق ثالث انبثق من بين صفوف القوي الوطنية والحزبية ذاتها، اي الليبرالية واليسارية، والائتلافات الثورية، يختلف مع الفريقين الأول والثاني، ويري انه لا ضرورة علي الإطلاق لمليونية جديدة وان الأهم من ذلك هو توجه جميع القوي السياسية للعمل في الشارع وبين الناس في جميع المحافظات وكل المدن والقري، حتي يكون لهم تواجد حقيقي وفائدة حقيقية، وعمل ملموس، ويؤكدون ان مصر الجديدة يجب ان تقوم علي شرعية القانون، وشريعة العمل والبناء، وليس شرعية الحشد في ميدان التحرير. »وتواصل غدا إن شاء الله«