اطلقت التيارات الاسلامية خلال الايام الماضية دعوة لمليونية تحت شعار »الارادة الشعبية« أو »الاستقرار اولا«.. ويشهد ميدان التحرير الجمعة القادم مطالب للقوي السياسية الاسلامية ترفض وثيقة المباديء الحاكمة وفوق الدستورية، وذلك لما تتضمنه من فرض وصاية علي إرادة الشعب. كما تستنكر المليونية ما تم الاعلان عنه من حركة المحافظين والتشكيل الوزاري، واقتصار تشكيل الحكومة علي الليبراليين واليساريين وفلول الحزب الوطني واستبعاد غيرهم من فئات الشعب . وتطالب بإنجاز مطالب الجماهير من المحاكمات العادلة وسرعة إنهاء التحقيقات مع قتلة الثوار ورموز الفساد في النظام البائد. وتدعو الدولة والمجلس العسكري الحاكم إلي تعديل الأوضاع المعكوسة، وتقدير الاتجاهات الإسلامية والوطنية كافة بما يتناسب مع حجمها ودورها في الشارع . ويرو في عدم إجابة مطالبهم العادلة سببًا كافيًا في دعوة جموع المصريين إلي »مليونية حقيقية« وقد اعلنت العديد من التيارات الاسلامية مشاركتها في المليونية القادمة ومن ابرزها الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، والدعوة السلفية، والجماعة الإسلامية، وجبهة الإرادة الشعبية. ويقول حسن عمار عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الثورة المصرية وعضو الجماعة الاسلامية ان المليونية القادمة هي اثبات للذات وليست استعراضا للقوة كما يقول البعض وانما تأكيدا علي ان القوي الاسلامية تمثل السواد الاعظم للشعب ذات شرعية في الشارع ولن يفلح اي فصيل سياسي اخر في زرع الوقيعة بينها وبين باقي اطياف المجتمع ونحن متنبهون في هذا الخصوص للمحاولات المستمرة من البعض لاظهار القوي الاسلامية بمظهر الطرف العنيف واستخدامهم كفزاعة لباق افراد الشعب وللمجتمع الدولي كما كان يفعل النظام السابق ولن نسمح لأحد بافشال تجمعاتنا أو التحرش بنا لاستخدامها كدعاية مضادة لموقف التيارات الاسلامية .. ويؤكد حسن عمار ان الميدان ليس قاصرا علي فصيل بعينه وكما كان للتيارات العلمانية والليبرالية واليسارية الحق في رفع مطالباهم بالميدان فمن حقنا ايضا استخدام نفس الحق والتعبير عن انفسنا وعن مطالبنا . ورغم ان صفحات الفيسبوك علي الانترنت اكدت موافقة جماعة الاخوان المسلمين علي البيان الصادر بشأن الدعوة الي مليونية 29 يوليو الا ان الجماعة اعلنت عدم مشاركتها فيها علي لسان د. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ود. محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد بالجماعة و أمين عام الحزب وعن سبب رفض المشاركة يقول احمد عبد الجواد ممثل شباب الاخوان المسلمين في ائتلاف شباب الثورة ان المليونية القادمة والتي ترفع شعار "الاستقرار اولا "هي احد الاسباب التي من الممكن ان تؤدي الي عدم الاستقرار وستتسبب في وجود حالة عامة من الشد والجذب والاستقطاب الشديد في المجتمع .. ونحن في مرحلة ننادي فيها بتوحد القوي الثورية والامتناع عن رفع اي شعارات عليها خلاف مثل الدستور اولا أو الانتخابات اولا والاخير هو مطلب التيارات الاسلامية . وعما اذا كانت التيارات الاسلامية تسعي للبحث عن الذات الجمعة القادم يقول احمد عبد الجواد: ان هذا امر وارد فتيار مثل السلفية كان ممتنعا عن النزول إلي المظاهرات استنادا الي بعض الاراء الفقهية التي تحرم الخروج علي الحاكم كما ان الجماعة الاسلامية لم تعلن عن نفسها الا بعد تنحي مبارك وانا لا انكر عليهم النزول للميدان ولكن يكون تحت شعارات موحدة تعبر عن جميع القوي السياسية وبالتوافق فيما بينها اما غير ذلك فهو اسلوب ضغط لفرض رؤية معينة وهو الامر الذي ترفضه جماعة الاخوان وبالتالي لا تشارك فيه لأن ذلك يتعارض مع ميثاق التحرير الذي يدعو الي التوافق ونبذ الخلاف وان يكون الميدان مكان للتوحد وليس الانشقاق عن الصف .. ويوضح عبد الجواد ان من حق كل تيار التعبير عن اهدافه ورؤاه الخاصة المختلفة في المؤتمرات أو الندوات أو المنتديات فقط اما نزول الشارع فيكون للتوافق . ويري ممدوح اسماعيل وكيل مؤسسي حزب النهضة الاسلامي ذو المرجعية السلفية ان المطالب التي ترفعها القوي الاسلامية في المليونية القادمة تتوافق مع المطالب العامة للثورة حول ضرورة تطهير مؤسسات الدولة ووقف المحاكمات العسكرية والاسراع في محاكمة رموز النظام السابق كما ان رفضنا للمباديء فوق الدستورية التي يتم الحديث عنها يأتي بسبب ان هذا الامر يعد التفافا حول رغبة الشعب وما يريده وما عبر عنه في الاستفتاء. ويري ممدوح اسماعيل انه اذا ثبت عدم اشتراك جماعة الاخوان في المليونية فإن هذا الامر يعتبر رجوعا عما تم الاتفاق عليه بين جميع التيارات والقوي الاسلامية عند الدعوة للمليونية اذ اعلنت الجماعة مشاركتها ورغم ذلك فأن هذا التراجع في المواقف لن يؤثر علي المليونية القادمة ولن يتسبب في افشالها.