يوم يتوقف عنده الزمن.. يوم لا يسقط من ذاكرة التاريخ.. منذ فجر التاريخ لم تشهد مصر محاكمة رئيس أو حاكم قبل هذا التاريخ. في كل الازمنة وكل العصور كان هناك حالات فساد فمنذ انتهاء عهد الخلفاء الراشدين رأينا حكاما يعيثون في الأرض فسادا.. رأينا خماروية يغترف من بيت المال في تجهيز ابنته قطر الندي. ورأينا المعز لدين الله الفاطمي حين سئل عن حسبه ونسبه نثر بعض الدنانير الذهب وقال هذا حسبي ثم رفع سيفه وقال هذا نسبي.. وفي عهد محمد علي كانت الأراضي تؤخذ عنوة من الفلاحين وتهدي كأبعاديات بمساحات شاسعة والشعب ساكن لا يري الا ان هذه اموال الحاكم.. سبحان الله.. سبحان المعز المذل.. جاءت محاكمة مبارك في جلسات علنية يتابعها العالم اجمع علي شاشات التليفزيون.. مبارك الرئيس السابق الذي لم يتق الله في شعبه ووطنه وعاث في الأرض فسادا. قهر وظلم شعبه سنوات طوال وسولت له نفسه المريضة توريث الحكم لابنه جمال المتغطرس.. جاءت المحاكمة لتعطينا آية من آيات الله وتجعله عبرة لمن يعتبر.. مبادرة هيئة قضايا الدولة في الدخول الي جانب المدعين بالحق المدني من اسر الشهداء والجرحي والمتضررين من نظام مبارك واذنابه جراء ما اقترفوه من جرائم وتغريمهم بشكل شخصي خطوة كبيرة في سبيل الفصل بين نظام الحكم والدولة.