»القابضة للمياه»: نعمل طوال العام للدعوة إلي الترشيد »مكافحة الإدمان»: 400% زيادة في اتصالات الخط الساخن بعد حملة صلاح أساتذة الإعلام: تحتاج لتمويل حقيقي علماء الاجتماع: نفتقد الحملات المؤثرة مثل »ماما نونة» في البداية يؤكد د. صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن هناك مشكلات جسيمة تواجه حملات التوعية التي تعرض علي مختلف شاشات القنوات الفضائية، تأتي في مقدمتها تعدد وتنوع وسائل الإعلام المخاطبة للجماهير ولأن حجم المشاهدة لأي وسيلة منها تتحدد بناءً علي المادة التي يتم تقديمها من خلال تلك القناة او الوسيلة. ويضيف أن الجمهور بكل فئاته تشتت بين تنوع الوسائل التي تصل إليه من خلال جميع وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة، وذلك هو المشكلة الثانية لأن تفقد أي حملة إعلانية تأثيرها أو مصداقيتها تجاه الجمهور. وأشار إلي أن المشكلة الثالثة، والتي لها تأثير قوي في صناعة أي حملة هو ضعف التمويل الخاص بعدد كبير من الوزارات المعنية بالحملات الإعلانية، وحتي وان وجد يكون ضئيلاً للغاية لا يليق بتنفيذ أي من الحملات، في حين أن تلك الوزارات إذا شاركت في إعلان خاص بمنتج معين تضخ فيه مبالغ باهظة ويصاحبها غياب وزارة الإعلام بعد الغائها، والتي كان لها دور كبير وواضح في تنظيم الحملات ومراجعتها قبل عرضها علي جمهور المواطنين. وكشف أن معظم الوسائل المتاحة في تلك الفترة كلها تتبع الإعلام الخاص، الذي لايهمه مدي اهمية المادة الإعلامية أو الإعلانية التي تقدم لجمهور المواطنين بقدر ما يهمه تحقيق هامش الربح السريع والوفير من خلال جذب أكبر قدر من الإعلانات. ووضع د. العالم، روشتة لعودة الحملات الإعلامية لتصبح صاحبة تأثير قوي كما كانت في عهدها السابق بتوفير تمويل حقيقي لأي حملة، بالإضافة إلي قيام كل الوزارات المعنية بتوفير النفقات التي تطلبها تلك الحملات بالتعاون مع أجهزة الإعلام التي ستعرض هذه الحملات عبر وسائلها المختلفة. تفتيت الجمهور ويؤكد د. سعيد صادق، أستاذ علم النفس والاجتماع، أن أي حملة لتوعية المواطنين تجاه منتج معين أو تحث علي الأخلاق يجب أن تكون بأعلي درجات الكفاءة والحرفية ويجب أن يتم من خلالها تحديد أي فئة يتم مخاطبتها » عمال أو فلاحين أو صنايعية »، أو ان يتم تحديد الطبقة التي تستهدفها تلك الحملة. وأوضح انه لابد قبل تصوير الحملة أن يتم ارسال مندوبين إلي المنطقة التي بها الطبقة المستهدفة في الحملة يقومون بعمل ما يسمي »باستبيان » يطرحون من خلاله مجموعة من الأسئلة خاصة بالمادة المطروحة في الحملة ثم أخذ »عبارات ومصطلحات» تلك الطبقة حتي نستطيع مخاطبتهم بها من خلال الحملة وبذلك نكون عرضناها بسلوكياتهم التي يفضلونها ومن ثم ستؤثر فيهم الحملة وتحقق كل أهدافها. وقارن د. صادق بين الحملات التي كانت تعرض في الأوقات الماضية والتي يتم عرضها حاليا. وأكد أن الجمهور تغير تماما وتعددت وسائل الإعلام وكثرت وتنوعت اتجاهاتها لذلك فالجمهور » تفتت » بينها ففقدت الحملات تأثيرها، إضافة إلي ضعف الإعلام القومي الخاص بالدولة، بالاضافة إلي ان الاسلوب الذي يخاطب به الجمهور قديم ولا حيلة له وسط الزخم الإعلامي الموجود علي الساحة، والحل الوحيد لكي تعود الحملات إلي نجاحها يجب تكاتف كل أجهزة الإعلام الحكومي والخاص وتوفير التمويل اللازم لإخراج الحملة بالشكل المناسب. تأثير محدود وتري د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أنه علي الرغم من تعدد وسائل الاتصال الاجتماعي، إلا انه مازالت حملات التوعية مقتصرة في بثها علي التليفزيون والإذاعة فقط، وهذا ما يجعل تأثيرها محدودا بعض الشيء فلابد من نقل هذ الحملات إلي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، خاصة أن بعضها يختص بمخاطبة فئة الشباب لذلك لابد من اختيار الوسيلة الأكثر تأثيرا عليهم. وأضافت اننا حتي هذه اللحظة مازالنا نحفظ عن ظهر قلب جملا كاملة من بعض حملات التوعية التي كانت تذاع منذ عشرات السنين مثل حملة محلول معالجة الجفاف للراحلة كريمة مختار وحملات تنظيم الأسرة وغيرها من الحملات التي كانت تؤثر بشكل كبير في ثقافة المجتمع، وكانت نتائجها ملموسة بالفعل. وأشارت إلي أنه لابد من العمل علي حملات التوعية بشكل اكبر من خلال التخطيط لها بدقة وتركيز وألا تعتمد الحملة علي مجرد توصيل الرسالة فقط،لانه في كثير من الأحيان لا تحقق بعض الحملات الأهداف المرجوة منها. وشدد علي ضرورة ان يتم تخصيص اوقات محددة يتم فيها إذاعة الحملة حتي يكون لها تأثيرات واضحة، خاصة أن الغرض منها غرس القيم في نفوس أبنائنا وتوجيه المواطن إلي سلوك الطريق الصحيح سواء في استخدام المياه، أو في حملات الهجرة غير الشرعية أو في حملات الزيادة السكانية وغيرها من الحملات، ويجب أن يتزامن ذلك مع إقامة ندوات تثقيفية تعمل علي دعم أفكار الحملات. وتؤكد د. سالي فاروق أستاذ الاقتصاد، أن حملات التوعية لها تأثير كبير وفعال في توعية المجتمع من أي سلوكيات خاطئة ولزيادة الوعي لدي المواطنين، وأشارت إلي أن هناك الكثير من الحملات الارشادية التي يتم إذاعتها في وسائل الإعلام المختلفة ولهذه الحملات مردود جيد، ولكن في بعض الأحيان تفتقد إلي بعض المعايير المهنية الدقيقة. وأضافت أن الحملة يجب أن يتم فيها تحديد الشريحة المجتمعية التي سيتم مخاطبتها وأختيار المضمون المناسب لهذا الجمهور. وكشفت أن أغلب حملات التوعية في الوقت الحالي تعتمد أختيار شخصية عامة تقوم بتوصيل رسالة الحملة ولهذا يجب أن يتم اختيارشخصية لها جماهيرية ولها تأثير علي الشريحة المستهدفة،و هذا ما قامت به إحدي الحملات والتي قامت بأختيار شخصية اللاعب محمد صلاح لكونه نموذجا وقدوة وكان لهذا الاختيار تأثير كبير؟ وله نتائج ملموسة وهذا هو النهج الذي يجب أن يتبع في الحملات. تعديل الأسلوب ويوضح د. محمد عبد الظاهر، أستاذ الصحة النفسية بجامعة طنطا، أن أغلب الحملات تكون أفكارها قائمة علي النصائح وفي علم النفس هناك ما يعرف بأن الشخص لا يقبل دائما الاستماع إلي النصائح لأنه يري أن الشخص أفضل وأعلي علما وهذه طبيعة بشرية ولهذا فإن أغلب هذه الحملات لا تحقق النتائج المطلوبة علي الرغم من تعددها في الفترة الأخيرة، ولهذا يجب تعديل هذه الطريقة المتبعة واختيار أسلوب آخر أفضل يكون له تأثير علي الفئة المستهدفة من الحملة وأضاف أن اختيار شخصية بطل الحملة يكون عليها عامل كبير في نجاحها من فشلها خاصة أن »النمذجة» هو وسيلة من وسائل العلاج في علم النفس، ولهذا يجب تقديم نموذج يكون ناجحا له تأثير في المجتمع. 45 مليون مشاهد وتري بعض الجهات المسئولة عن حملات التوعية، أن أغلبها حقق النتائج المرجوة منها. وأن تأثيرها كان واضحا علي المجتمع، حيث يؤكد عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن الصندوق يحرص من وقت إلي آخر علي عمل حملات توعية للشباب لتعريفهم بمخاطر الإدمان من أجل زيادة الوعي، وفي الحملة الأخيرة تم اختيار اللاعب محمد صلاح ليكون نجم الحملة لكونه قدوة لمعظم الشباب وبالفعل لاقت الحملة إقبالا كبيرا ووصل الإعلان لما يقرب من 45 مليون مشاهد، وقد ارتفعت نسبة الاتصالات الواردة إلي الخط الساخن الخاص بالصندوق إلي 400% نتيجة مشاركة اللاعب محمد صلاح به، وهذا أكبر دليل علي نجاح الحملة. ويؤكد اللواء حسن عبد العزيز، المتحدث الرسمي باسم الشركة القابضة للمياه، أنه علي مدار العام نقوم بتقديم حملات التوعية والارشاد للمواطنين خاصة أن لها عاملا مؤثرا في السلوك الشخصي للمواطن ونقوم بعد كل حملة من حملات التوعية بعمل استقصاء علي عدة شرائح وعينات لمعرفة مردود الحملة،خاصة أننا في الوقت الحالي في حاجة ملحة لمعرفة المواطن بمدي أهمية كل نقطة مياه. وأضاف أنه خلال الحملة القومية لترشيد استهلاك المياه حتي شهر مارس كان إجمالي عدد المستفيدين من الحملة 684 ألف مواطن واجمالي عدد القري المستهدفة 21 قرية.