وجد هيوارد كارتر أن التابوت الثاني للملك توت عنخ آمون ليست له مقابض؛ بل ويلتصق تماماً مع التابوت الأول؛ ولذلك كانت عملية رفع التابوت شاقة جداً لفريق العمل. وقد سجل ذلك كارتر في دفتر اليوميات بتاريخ 20 أكتوبر 1925م، وفيه شرح كل المصاعب التي قابلته وفريق العمل في رفع التابوت الثاني. وفي النهاية لا أجد أمامي كأثري إلا أن أحيي هيوارد كارتر وفريقه علي العمل العلمي المتكامل والحرص في إخراج كل قطعة أثرية من ال 5398 قطعة التي كشفها كارتر من داخل المقبرة سليمة. لقد كتب كارتر عن التابوت الثالث الداخلي بأنه يمثل قطعة فريدة من أعمال الفنان المصري القديم، حيث إن الشكل والظلال الموجودة علي هذا التابوت تعطيه منظرا فريدا لم نعهده أو لم نجد له مثيلا في كل أعمال الفنانين القدماء؛ ولذلك يعتبر هذا التابوت من أجمل ما عثر عليه داخل المقبرة بعد القناع الذهبي، وقد صنع هذا التابوت من الذهب الخالص بسمك من 2.5 – 3 مليمترات مع وجود تفاصيل رائعة علي الصدر مثل التابوت الثاني، وهذا التابوت أيضاً يمثل الإله "أوزوريس" أو ما نطلق عليه (توابيت علي الوضع الأوزيري)، الأمر الذي يشير إلي صلة الملك بالإله "أوزوريس" إله الموتي في العالم الآخر، والتابوت يمثل توت عنخ آمون مرتدياً الرداء الملكي المعروف باسم النمس، وعلي جبهتة ثعبان الكوبرا ورأس أنثي العقاب، ويمسك بكلتا يديه المذبة والصولجان، وحول عنقه يلبس صدرية رائعة الجمال ممتلئة بالذهب والفيانس، وهذا يوضح ألوهية الملك "توت عنخ آمون" في العالم الآخر، وسوف نجد أن الجسم مغطي بما يعرف باسم خطوط (ريشي)، وهنا سوف نجد الإلهة "نخبت" و الإلهة "واچيت" ممثلتين علي صدر الملك أسفل يديه المعكوفتين علي الصدر. ونجد أيضاً تصوير الإلهة "إيزيس" وأختها "نفتيس" علي الأرجل. وهنا العديد من الأشكال علي غطاء الرأس والوجه والجزء العلوي من الجسم قد تم تطعيمها من شرائح الذهب، وكذلك الزجاج ونصف الأحجار الكريمة تعطي التابوت شكلاً رائعاً لم نره من قبل. ولقد استعمل الفنان الكالسيت لكي يعطي اللون الأبيض للعيون وقد تلاشت بفعل الزمن وبقي الأوبسيدون في قاع العين.. وقد عثرنا في الحفائر التي أشرف عليها بوادي القرود أو الوادي الغربي المجاور لوادي الملوك - وهو الوادي الذي دفن فيه الملك "أمنحتب الثالث "جد الملك "توت عنخ آمون"، وكذلك الملك "آي" الذي تولي الحكم بعد وفاة "توت" وتزوج من أرملته "عنخ إس إن آمون” - علي العديد من الرموز التي كانت توضع علي التابوت، ومنها ما هو علي شكل مثلث، وآخر يمثل أجنحة الإله "حورس"، بالإضافة إلي العديد من القطع الذهبية التي كانت تغطي التوابيت الملكية، وهذا يوضح أن هناك مقبرة مليكة قد نهبت في العصر القديم، وأن التابوت الملكي سقطت منه هذه الشرائح، ولذلك اعتقد أن هناك مدخلا مقبرة علي مقربة مما عثرنا عليه وسوف يتم مسح الجبل لاحتمالات ظهور مقبرة جديدة قد تكون للملكة "عنخ أس إن آمون" أو إحدي سيدات البيت المالك خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة.