نطلق علي مقبرة »توت عنخ آمون» اسم المقبرة الذهبية، وذلك بسبب آلاف القطع التي عثر عليها من الذهب داخل المقبرة، ولذلك نسمي توت عنخ آمون بالفرعون الذهبي؛ ومقبرته بالمقبرة الذهبية؛ وقناعه بالقناع الذهبي؛ وأحيانا أيضا نسميه بالطفل الذهبي.. حقا إن الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون هو أعظم كشف أثري تم في القرن العشرين وبلا منازع. أما لو تحدثنا عن تخطيط المقبرة فسوف نجد أنه فريد من نوعه في وادي الملوك؛ وهو غير متأثر بالتخطيط العام لمقابر الأسرة الثامنة عشرة والتي ينتسب إليها الملك توت عنخ آمون، ولكن قد يتشابه شكل المقبرة مع مقبرة أخري غير ملكية، وهي مقبرة »يويا وتويا» والد ووالدة الملكة »تي» زوجة الملك »أمنحتب الثالث» وهما بذلك يعتبران الجد والجدة الأكبر للملك توت علي اعتبار أن الملكة تي هي جدته كما أثبت ذلك تحليل الحمض النووي. والملكة تي هي بالمناسبة أقوي امرأة في تاريخ الفراعنة، ويوجد لها تمثال بنفس حجم الملك معروض حالياً في المتحف المصري ويعتبر من أهم التماثيل الموجودة داخل هذا المتحف. وتتكون مقبرة توت عنخ آمون من أربع حجرات صغيرة، وأعتقد أن هذه المقبرة قد أعدت أصلاً للملك »آي»، ولكن بعد موت »توت عنخ آمون» المفاجئ تنازل »آي» عن مقبرته بعد أن تم إعدادها لكي يتم تنفيذ المناظر الجنائزية علي حوائط حجرة الدفن علي عجل. وللمقبرة مدخل في نهاية الممر الأول يؤدي إلي حجرة أمامية منحوتة في باطن الصخر مثل كل حجرات المقبرة، وتؤدي هذه الحجرة مباشرة إلي حجرتين أخريين، ويؤدي المدخل في النهاية الجنوبية للحائط الغربي للحجرة الأمامية إلي غرفة جانبية أخري ويؤدي المدخل الثاني الواقع في منتصف الحائط الشمالي للحجرة الأمامية ومحاط بتمثالين بالحجم الطبيعي لحارسين إلي حجرة الدفن نفسها، ويوجد عند النهاية الشمالية للحائط الشرقي من حجرة الدفن مدخل يؤدي إلي حجرة تخزين أطلق عليها اسم »حجرة الكنز» عن طريق هيوارد كارتر.. وكان الممر مملوءا بكسرات الدبش، ولكن أن نلاحظ وجود آثار تشير إلي قيام اللصوص بفتحة وبعدها أعادت شرطة الجبانة سده بعد أن هرب اللصوص خارج المقبرة. وقد عثر كارتر علي عدد من القطع المختلفة في الدبش منها أوانٍ حجرية وفخارية، وكذلك أختام طينية وبعض أمواس الحلاقة وبطاقات خشبية، والعديد من القطع الأثرية من الخشب والخزف والزجاج، وأشكال معدنية والتي يبدو أنها جاءت من قطع نُهبت من المقبرة، وعثر أيضاً هنا وفقاً للتسجيل الذي كتبه بيده هيوارد كارتر علي رأس رائعة للملك توت وكأنه إله الشمس »نفرتوم» منبعثاً من زهرة اللوتس، وهذه القطعة في رأيي من أجمل القطع الأثرية والتي يظهر فيها جمال الفن المصري القديم وكيف استطاع أن يخرج لنا هذه القطعة الفريدة والتي تعتبر كنز من كنوز مقبرة الفرعون الذهبي، وأعتقد أن العديد من القطع الأثرية يمكن أن تخلب لُب كل زائر. وليس هناك شك أن هذه الآثار عندما يتم عرضها داخل المتحف المصري الكبير سوف يظهر جمال كل قطعة، وخاصة لأن القطع التي تم عرضها داخل المتحف المصري بالتحرير لم تظهر عبقرية المصري القديم.. وأنا شخصياً عندما أتجول داخل المتحف المصري وأشاهد كل قطعة علي حدة أحس بأن فناني العمارنة قدموا لنا أسلوب فن جديدا، وفنانو طيبة قدموا أسلوبا آخر يظهر مزيجا من الفن الطيبي وفن العمارنة، وأعتقد أن وادي الملوك مازال مليئا بالأسرار وقد تظهر لنا مقبرة ذهبية أخري.