عاصفة الفضائح الجنسية تطيح بأكبر جائزة أدبية في العالم، بعد إعلان الأكاديمية السويدية الجمعة الماضية تأجيل جائزة نوبل للآداب للعام 2018 وذلك للمرة الأولي منذ أكثر من سبعة عقود، وأنها ستعلن في أكتوبر 2019 اسم الفائز بالجائزة لعام 2018 مع اسم الفائز لعام 2019، وقد واجهت الأكاديمية العريقة التي أسست عام 1786 انتقادات واسعة تعد هي الأولي منذ منح الجائزة لأول مرة عام 1901، حيث أعلن ستة من أصل 18 عضوا في لجنة نوبل للآداب استقالتهم علي خلفية سلسلة من الفضائح بطلها المصور الفرنسي جان كلود أرنو، زوج عضوة سابقة بالأكاديمية، الشاعرة والكاتبة كاترينا فروستينسون، فبخلاف اتهامه بالتحرش بولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا أثناء حفل إعلان الفائز بنوبل عام 2006، فهناك أكثر من 18 بلاغًا بالاعتداء الجنسي علي سيدات ضده، إلي جانب اتهامات بالفساد موجهة إليه ولزوجته العضوة في الأكاديمية، حيث أن أرنو يمتلك مركزا ثقافيا أشيع أن زوجته مولت المركز بأموال تمنحها الأكاديمية، إلي جانب اتهامه بتسريب اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب إلي الصحافة قبل إعلان الفائز خلال السنوات الماضية، واستخدام شقة تابعة للأكاديمية في فرنسا، واستغلال علاقته بالأكاديمية في ابتزاز كاتبات بعد الاعتداء عليهن جنسيا، وكل هذا صنع الأزمة التي زلزلت عرش الجائزة الأكبر في مجال الأدب علي مستوي العالم. وتنص قوانين الأكاديمية علي إمكانية إرجاء منح الجائزة حتي العام التالي، وسبق وأن حدث ذلك سبع مرات من قبل في أعوام 1914، 1918 1935، 1940، 1941،1942، و1943 دون إبداء الأسباب، ومن المعروف أن الكاتب العربي الوحيد الذي حصل علي الجائزة الأشهر هو نجيب محفوظ، وعلي الرغم من تردد أسماء بعينها كل عام باعتبارها مرشحة للفوز إلا أن اللجنة لا تعلن سنويا أية قوائم للترشيح، ليظل محفوظ هو الفائز العربي الوحيد بالجائزة المؤجلة هذا العام والتي تحتاج - فيما يبدو- إلي غسيل السمعة واستعادة الهيبة.