بطولات أبناء القوات المسلحة والشرطة لا تنتهي علي أرض سيناء لأنهم أشد قناعة بواجبهم الوطني في حربهم ضد الإرهاب وتطهير كل شبر والأخذ بالثأر لزملائهم من الخونة والحاقدين.. خرجوا في سبيل الوطن لا معتدين ولا طامعين وانما للذود بأرواحهم ودمائهم ناصرين للحق خاذلين للباطل واتباعه من الآثمين والمجرمين حتي صارت تضحياتهم من اجل الدفاع عن الأرض والعرض صورة مشرفة أبهرت عيون العالم ورفعت هامات المصريين لأنهم تخلوا بها عن مباهج الدنيا وزخرفها. من بين هؤلاء الأبطال الشهيد مجند نعيم عاطف ابن مدينة ببا جنوب بني سويف والذي استشهد في ابريل من العام الماضي خلال عملية ارهابية بمدينة العريش. وقد عرف نعيم بين ابناء بلدته وزملائه بالشجاعة والرجولة وحب الوطن حتي انه كان يتقدم الصفوف لمداهمة أوكار الارهابيين حتي جاء اليوم الموعود الذي اشتبك فيه ومجموعة من زملائه مع شرذمة من العناصر الإرهابية حاولت اقتحام الكمين مقر خدمتهم وتصدوا لهم بكل رجولة واستبسال رافضين ترك موقعهم وتمكنوا من القضاء علي عدد من الارهابيين واثناء هروب البعض الآخر اطلق أحدهم رصاص الغدر علي البطل نعيم فلفظ انفاسه الاخيرة وسالت دماؤه الطاهرة علي ارض سيناء بعد ان أدي واجبه تجاه وطنه بكل شرف وأمانة. تقول أم الشهيد البطل والتي لم تستطع ان تتمالك نفسها وانهمرت الدموع من عينيها واعتصر الألم قلبها » ابني كان عارف أنه هيستشهد ووصاني مزعلش». وتابعت التحق نجلي بالقوات المسلحة عقب حصوله علي ليسانس الحقوق وكان سعيدا وبعد انتهائه من التدريبات الأولية تم الحاقه بإحدي الوحدات العسكرية العاملة في شمال سيناء وكان دائما ما يطمئننا عليه ويجري بنا اتصالات هاتفية بين الحين والآخر ليؤكد لنا ان الوضع آمن في ارض سيناء وألا نصدق الشائعات وان القوات المسلحة مسيطرة تماما علي الأمور بالمنطقة بفضل شجاعة وبطولة رجالها. وأوضحت أنه في آخر اجازة له وقبل ان يسافر طلب مني الدعاء له وقالي لي بالحرف الواحد » انا شفت رؤية اني هاموت شهيد » قلت له يبقي عمرك طويل قالي ما تزعليش يا امي انا عايزك تفرحي انت هتبقي ام الشهيد وانا هآجي ملفوف بعلم مصر» فأصابني الذعر من حديثه وانقبض قلبي خوفا عليه ولكني استعذت بالله وتمنيت له ولزملائه في وحدته كل الخير وطمأنني وسافر الي كتيبته وصارت الأمور علي حالها حتي جاءنا خبر استشهاد فلذة كبدي في العريش. واستطردت »بدعي له في كل وقت وصورته لاتفارقني وانا عارفه انه في الجنة بس الفراق صعب.. ووجع في القلب ملوش دواء». ويضيف عاطف سيد والد الشهيد 59 سنة سائق بمديرية الصحة » انا راض تماماً بقضاء الله وقدره، واحسب ابني شهيداً في سبيل الوطن وأنا عارف ان ابني في أحسن مقام عند الله فقد كان يداوم علي الصلاة في اوقاتها وبارا بي وبوالدته ودمث الخلق » وتابع كنت أطمئن عليه اذا سمعت عن أي حادث ارهابي في سيناء واجري اتصالات هاتفية به بين الحين والاخر ويطمئنني انه بخير، ولكن قضاء الله وقدره كان أكبر من كل شئ. وفي يوم 29 ابريل اجريت به اتصالا هاتفيا فوجدت تليفونه مغلق فأصابني القلق لكني لم ابلغ والدته إلي ان جاءني اتصال هاتفي بأن نعيم قد اصيب ولكن بعاطفة الابوة ادركت ان مكروها اكبر من الاصابةحدث لنجلي وهذا ما تأكد لي بعد ساعات قليلة من الاتصال حيث استشهد وبعيون تملأها الدموع اختتم الوالد حديثه احتسبناه عند الله شهيدا مع الابرار. واشار والد الشهيد الي انه قد اقيمت جنازة عسكرية للشهيد تقدمها المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف والقيادات الامنية بالمحافظة وعدد من ضباط القوات المسلحة وتم اطلاق اسمه علي المدرسة الاعدادية الحديثة بمركز ببا.