يبقي التاريخ شاهدا علي شهداء مصر الذين يضحون بحياتهم وأرواحهم من أجل الحفاظ علي أمن وكرامة المصريين ضد عصابات الارهاب ومخططاتهم الشيطانية لاحداث القلاقل والفتن كما ستبقي الملاحم البطولية التي يقدمها هؤلاء من بذل للدم والنفس للحفاظ علي ما تحقق علي ارض الواقع من امن واستقرار نبراسا للأجيال القادمة تنير لهم الطريق من اجل البناء والتقدم وكلما بحثنا عن قصة تنهمر مئات القصص من التضحيات والبطولات التي يقدمها ابناء القوات المسلحة علي ارض سيناء وفي كل سلاح لتكشف هؤلاء الابطال في مسلسل طويل ابطاله يسطرون حلقاته بدمائهم من آن لآخر في سبيل الوطن. من بين هؤلاء الابطال الشهيد مجند حسام حسن عبدالمعتمد بسلاح المشاة ميكانيكا ابن مدينة سمسطا جنوب غرب بني سويف والذي استشهد في نوفمبر العام الماضي في الهجوم الارهابي علي كمين الغاز بالعريش لترتقي روحه الطاهرة المخلصة إلي بارئها. داخل منزل الاسرة البسيط بدأت الحاجة نجاح عبدالصمد والدته حديثها رغم ان قلبها يعتصره الالم علي فراق نجلها الا ان وجهها لم تفارقه ابتسامة الرضا لكونه شهيدا قائلة ابني كان عارف انه هيموت ووصاني مزعلش لو حدث له مكروه والأعمار بيد الله، والشهادة في سبيل الله خير من الدنيا وماص فيها. وتابعت: حسام كان طيب القلب وحنية الدنيا فيه الله يرحمه، فبعد حصوله علي شهادة الدبلوم التحق بالقوات المسلحة وتم اختياره لسلاح المشاة ميكانيكا وتم نقله الي مدينة العريش ضمن القوات العاملة هناك وكان سعيدا وكان دائما ما يطمئننا عليه ويجري بنا اتصالات هاتفية بين الحين والآخر ليؤكد لنا ان الوضع آمن ولا نصدق الشائعات، وان القوات المسلحة مسيطرة تماما علي سيناء وبعيون باكية استطردت الام في آخر اجازة له وقبل ان يسافر والمهمة الاولي طلب مني الدعاء له وقال لي بالحرف الواحد »ماتزعليش يا أمي أنا عايزك تفرحي انت هتبقي ام الشهيد» فأصابني الذعر من حديثه وطلبت منه مد اجازته لكنه رفض وطمأنني وسافر الي وحدته ولم نعلم حتي جاءنا خبر استشهاد فلذة كبدي في العريش ومن ساعتها بدعي له في كل وقت وصورته لا تفارقني، وأنا عارفه انه في الجنة بس الفراق صعب يابني.. الفراق وجع في القلب ملوش دواء. حسن عبدالمعتمد والد الشهيد قال: انا راض تماما بقضاء الله وقدره، وبحتسب ابني شهيدا في سبيل الوطن وأنا عارف ان ابني في أحسن مقام عند ربنا فقد كان يداوم علي الصلاة في اوقاتها وبارا بي وبوالدته ودمث الخلق. وتابع: كنت كثيرا ما اجري اتصالات هاتفية به بين الحين والآخر خاصة اذا سمعت عن أي هجوم ارهابي في سيناء، وكان يطمئنني انه بخير وأنصحه بالحفاظ علي نفسه وسط أجواء الطرق المفتوحة في سيناء، ولكن قضاء الله وقدره كان أكبر من كل شيء. ففي يوم 24 نوفمبر شاهدت خبرا في التليفزيون عن هجوم ارهابي علي كمين الغاز بالعريش ففزعت كثيرا وأجريت اتصالا هاتفيا بنجلي فوجدت تليفونه مغلقا فأصابني القلق لكن لم ابلغ والدته الي ان جاءني اتصال هاتفيا بأن حسام قد اصيب فأسرعت للسفر لرؤية نجلي والاطمئنان عليه فوجدته قد استشهد، وبعيون تملؤها الدموع اختتم حديثه »احتسبناه عن الله شهيدا». وفي النهاية طالبت اسرة الشيهد المسئولين بمنحهم فرصة لتأدية فريضة الحج خاصة الاسرة دخلهامحدود والمستوي المعيشي للاسرة منخفض. • بني سويف - حمدي علي