قصص البطولة التي سطرها الشهداء في المعركة ضد الارهاب صارت وستبقي نبراسا للأجيال القادمة تسترشد وتهتدي بها في التسابق لفداء الوطن بالدم والنفس وهي قصص فذة لا حصر لها من هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم فداء لوطنهم في الحرب الضروس ضد تلك الشرذمة المأجورة التي لا دين لها ولا هدف سوي النيل من أمن مصر واستقرارها. الرائد احمد عمر غنام الشبراوي 29 عاما ضابط صاعقة ابن محافظة الشرقية الذي استشهد في الهجوم الارهابي علي الكتيبة 103بمدينة العريش وهو من قرية »الشبراوين »مركز ههيا ويقيم واسرته بمدينة الزقازيق .. يقول والده عمر الشبراوي 65 عاما وكيل اول وزارة بالجهاز المركزي للمحاسبات ومدير ادارة مراقبة حسابات قناة السويس سابقا ان الشهيد عمر هو أصغر ابنائي الثلاثة حيث اميرة اخصائية اجتماعية بمؤسسة تربية البنات ومحمد محاسب بهيئة قناة السويس وقد عاش رجلا ومات رجلا وكان اسطورة في العسكرية ويلتقط انفاسة بصعوبة ويستطرد قائلا: لقد تخرج احمد بالكلية الحربية عام 2007 وكان الأول علي دفعتة في اختراق الضاحية وكان من المقرر توزيعه علي سلاح المشاه الا انه ابدي رغبته الشديدة في الخدمة في سلاح الصاعقة وتم تلبية رغبته وتوزيعه بسيناء ثم انتقل للفرقة 777 وبعد اربع سنوات عاد مرةأخري للكتيبة 103 بمدينة العريش وكان نجلي كتوما لا يبوح باسرار عمله وكان دائما يطمئنني عليه ويقول لي ابنك راجل وحاولت كثيرا اقناعه بطلب النقل من العريش إلا أنه أصر علي البقاء في موقعه وزاد اصراره عند تعيين الشهيد العقيد احمد المنسي قائدا للكتيبة والذي كانت تربطه به علاقة حب واحترام ومودة وكان دائما يقول لي لن اغادر الموقع الا مع قائدي سويا وقد تحقق له ما اراد باستشهادهما سويا في موقع واحد.. وفاضت عيناة بالدموع وقال: حسبي الله ونعم الوكيل في القتلة وقد احتسبت ابني شهيدا عند الله واخذ يردد الآيات القرآنية التي تهدئ من روعه.. وطالب والد الشهيد بضرورة تطهير الوزارات والمدارس من العناصر الاخوانية وان يتم تطبيق قانون الطوارئ بحزم وقوة لكي يشعر الناس اننا في حرب وان يقوم الاعلام بدوره في توعية المواطنين بذلك.. اما والدة الشهيد هدي محمد عز الدين 62 عاما مديرة مدرسة ثانوية بالمعاش والتي بدت متماسكة في بداية حديثها ثم انخرطت في البكاء قائلة: منهم لله القتلة قصموا ظهري واغتالوا فلذة كبدي ربنا يحرق قلوبهم علي أعز ما لديهم وقالت: قبل الوفاة بساعات اتصل بي ليطمئن علينا وقال لي ادعيلي يا أمي وقلت له ربي وقلبي راضيين عنك وبعد عدة ايام جاءنا خبر استشهاده علي يد الارهابيين وأضافت لقد حرموني من قرة عيني ربنا يشرد اسرهم ويحرق قلوب الجناه علي اعز ما لديهم وحسبي الله ونعم الوكيل ويكفيني فخرا انني ام الشهيد والذي اصبح مصدر فخر واعتزاز لي ولوالده واخواته وزوجته واولاده وللمصريين جميعا وأضافت ان المعركة ضد الارهاب عمقت الشعور بالمواطنة لكل ابناء الوطن وأصبح كل مصري مهيأ لكل التضحيات وفي مقدمتها التضحية بالنفس والابن والأخ. أما زوجة الشهيد المهندسة ندا حسن احمد 26 عاما فقد انخرطت في البكاء الهستيري حزنا علي فراق شريك حياتها والذي اغتالته يد الارهاب وقالت ما ذنب طفل عمره 4 سنوات والمولود الذي لم يخرج للدنيا ان يقضيا حياتهما بلا أب لم يتبق منه غير لقطات مصورة او مسجلة.. واضافت ان طفلي الصغير يسأل عن والده باستمرار ولم اجد امامي ردا سوي انه مشغول في العمل.. وتنخرط في البكاء وتقول لقد حرص الشهيد علي التقدم باوراق طفلنا للروضة في مدرسة خاصة للغات ووعده باصطحابه في الاجازة القادمة لشراء مستلزمات الدراسة إلا أن الارهاب كان بالمرصاد له..وتضيف كان زوجي طيب القلب بارا بأسرته حريصا علي صلة الرحم بشوشا، ابتسامته لا تفارق وجهه وفي آخر اجازةله قال لي ان التسابق لفداء الوطن بالدم والنفس تحول لدي ابناء القوات المسلحة الي حالة محببة. وتستطرد: الشهيد كان شجاعا وحصل علي العديد من الفرق لمكافحة الارهاب كانت احداها بدولة ايطاليا وطالبت بضرورة القصاص له ولزملائه وان يتم توفير فرصة عمل لها لمواجهة متطلبات الحياه وسرعة صرف مستحقات اسرتها المالية وتوجهت بالشكر للجهاز التنفيذي لموافقته علي اطلاق اسم الشهيد علي مدرسة يوسف بيك الابتدائية بحي ثان الزقازيق.