ودعت محافظة الشرقية أمس ثلاثة من ابنائها هم العقيد أركان حرب احمد صابر محمد المنسي 39 عاما والنقيب احمد عمر الشبراوي 30 عاما والمجند احمد محمد علي نجم 21 عاما. وقد شارك آلاف المواطنين في تشييع جثامين الشهداء الثلاثة في جنازات عسكرية مهيبة من ابناء مدينتي العاشر من رمضان والزقازيق وقريتي الشبراوين والمناجاة بمركزي ههيا والحسينية. والشهيد الاول هو العقيد اركان حرب احمد صابر محمد المنسي قائد الكتيبة »103» صاعقة وهو من قرية »بني قريش» مركز منيا القمح الا انه يقيم هو واسرته بمدينة العاشر من رمضان كان والده الراحل طبيبا وتوفي منذ عام تقريبا ووالدته ربة منزل وله شقيقان هما محمد مهندس ورضا طبيب وقد انخرطت زوجة الشهيد العقيد احمد المنسي في بكاء هيستيري غير مصدقة انها فقدت شريك حياتها ووالد اطفالها الثلاثة حمزة 9 سنوات وعلياء 6 سنوات وعلي 4 سنوات واخذت تردد: منهم لله القتلة.. ربنا ينتقم منهم وحسبي الله ونعم الوكيل .. كما اصيبت والدته بانهيار عصبي فور علمها بنبأ استشهاد نجلها وأكدت انها احتسبته عند الله شهيدا وأنه يكفيها فخرا أنها أم الشهيد. ويقول منير سليم احد اقارب الشهيد انه كان شجاعا وكان يتمني الشهادة وقد منحها له الله واشار الي ان الشهيد اصيب بشظية في احدي العمليات الارهابية منذ 6 اشهر وبعد تماثله للشفاء عاد الي ارض الميدان ليستكمل مسيرته في مواجهة الارهاب الاسود واضاف ان الشهيد تم تكريمه في شهر رمضان الماضي علي كفاءته وتميزه في اداء عمله وانضباطه العسكري. والشهيد الثاني هو النقيب احمد عمر الشبراوي من قرية الشبراوين مركز ههيا ويقيم بمدينة الزقازيق وكان والده وهو الاصغر بين اشقائه . ومتزوج وله طفل عمره 4 سنوات وزوجته حامل في الشهر السادس وقد اصيبت والدته هدي عز الدين بانهيار فور علمها بنبأ استشهاد نجلها آخر العنقود وأخذت تردد العبارات التي هزت القلوب المتحجرة قائلة» منهم لله القتلة قسموا ظهري وحرقوا قلبي.. ربنا يحرق قلوبهم علي اعز ما لديهم» .. اما والد الشهيد فأخذ يردد الآيات القرآنية ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.. لقد احتسبته عند الله شهيدا. وانخرطت زوجته المهندسة ندا في البكاء ولم تتوقف دموعها لحظة حزنا علي فراق زوجها الذي اغتالته يد الارهاب بلا ذنب اقترفه سوي انه يؤدي واجبه نحو وطنه، وتساءلت ما ذنب طفله عمر والمولود الذي لم يخرج للدنيا بعد ان يقضيا حياتهما بلا أب ولم يتبق لهما سوي لقطات مصورة او مسجلة له وطالبت بسرعة ضبط الجناه .. والشهيد الثالث هو المجند أحمد محمد علي نجم 21 عاما من قرية »المناجاة» بمركز الحسينية.. وهو اصغر اشقائه علي عامل والسيد مزارع .. يقول والده محمد نجم مزارع 50 عاما ان ابنه الشهيد التحق بالخدمة العسكرية منذ عامين وتم توزيعه علي شمال سيناء وكان سعيدا بتأدية واجبه الوطني فيها.. ولم يبد اي تخوف من الارهاب، وكان دائما يقول لي ان الاعمار بيد الله وقال انه كان سندي في الحياة حيث يحرص دائماً علي معاونتي في اعمال الزراعة اثناء إجازته صمت قليلاً قبل أن يواصل: الجناة ليس لهم دين ولا ملة والله لو كفرة ما يعملوا كده في خير اجناد الارض. اما والدة الشهيد علا محمد محمد سالم 45 عاما ربة منزل فقد اصيبت بحالة بكاء هيستيري فور علمها بنبأ استشهاد ابنها واخذت تردد العبارات التي ابكت المحيطين بها وقالت ان الشهيد كان طيب القلب حريص علي صلة الرحم وكانت آخر زيارة له في عيد الفطر المبارك وحرص علي وداعنا جميعا وكأنه كان يشعر بأن مكروها سوف يلحق به وتنهمر دموعها قائلة لقد كنت ابحث له عن عروس لخطبتها عقب انهاء خدمته العسكرية بعد عام الا ان ايدي الارهاب الاسود كانت له بالمرصاد واغتالته قبل ان ازفه لعروسه.