رغم مرور 5 أشهر على استشهاده ما زال الحزن يخيم على قرية الشهيد أيمن الركايبى، وتغيب الابتسامة من وجوه عائلته وأصدقائه الذين مازالت الدموع تملأ عيونهم حزنًا على فراقه،ويتألمون من قسوة الفراق بعد غياب آخر العنقود بالأسرة والأبن الأصغر لوالدته،والصديق الوفى للعديد من شباب قرية السلسلة. أيمن الركايبى الذي استشهد في إحدى العمليات الإرهابية الغادرة أثناء تأدية خدمته العسكرية في تأمين مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء لا زالت ذكراه العطرة تملأ أرجاء قريته الصغيرة بمحافظة أسوان، ويجمع أهالي القرية على سيرته الطيبة. في البداية تحدثت أم الشهيد والدموع تملأ عينايها مؤكدة إنه منذ فراق أبنها الأصغر والدموع لم تفارقها وخيم الحزن على جميع أفراد العائلة،لأنه كان محبوبا من أشقائه وأبنائهم،كما أنه كان محبًا لكل من حوله ولا يخذل أحدا وأوضحت أن الشهيد كان في طفولته هادئا وكل من حوله يحبون التعامل معه،ومن التلاميذ المحبوبة في جميع المراحل التعليمية،وعندما ألتحق بمدرسة الصنايع أصبح صديقًا لمعلميه بسبب حسن المعاملة بينهم،مشيرة إلى أن والد أيمن توفى في حادث سير عندما كان عمره 10 سنوات ومنذ تلك اللحظة تولى أشقاؤه تربيته ولم يبخلوا عليه بأى شيء يطلبه،حتى بفقدان والده لأنه كان طفلًا مدللًا بالنسبة له. وأضافت:" منذ بدء تأديته الخدمة العسكرية في شمال سيناء وهو لم يشك من أي شيء يواجهه، ولكن تعبه الوحيد كان في وسائل المواصلات حتى الوصول إلى الكتيبة نظرًا لبعد المسافة، ودائما يطمئننى على أحواله ويخبرنى بأنه في راحة دائما هو وأصدقائه،كما رفض أن يتوسط له أي أحد للنقل من الكتيبة وأصر على تأدية خدمته العسكرية في المكان الذي أختارته الدولة له" وشددت على أن آخر مكالمة هاتفية لها مع أبنها كانت قبل وفاته بنحو يومين،لتطمئن عليه فور وصوله إلى كتبيته في شمال سيناء لأنه يصل إلى الكتيبة في محافظة الإسماعيلية أولا ثم ينتقل إلى العريش، وكان يحاول أن يطمئن عليها خلال تلك المكالمة عدة مرات ويسأل عن أشقائه ليطمن عليهم. وعن لحظة تلقيها خبر وفاته قالت أنها كانت جالسة في المنزل وشاهدت مجموعة كبيرة من شباب القرية في الشارع وعندما سألتهم برروا لها تجمعهم بسبب ذهابهم إلى منطقة مجاورة لتقديم واجب عزاء،وطلبوا منها التحدث إلى شقيق أيمن لأن هاتفه مغلق وأثناء سلامها على أحد أصدقاء الشهيد لاحظت يده ترتعش مما جعل قلبها ينقبض،وعندما تحدث أبنها شريف شقيق الشهيد في التليفون لاحظت على وجهه تعبير غريب،وادركت على الفور أن المكالمة تحمل خبر أستشهاد أيمن. أصدقاء الركايبى في الكتيبة أبلغوا أشقائه بوصية أيمن عقب إصابته، حيث استمر على قيد الحياة نحو أربع ساعات تقريبًا، بأن في حالة وفاته والدته تستلم جثمانه قبل تشييعه إلى مثواه الأخير، وبالفعل تماسكت حتى توجهت إلى مطار أسوان الحربى لاستلام جثمان أبنها ودفنه في مقابر القرية. يذكر أن الشهيد أيمن ركابى أحمد (19 سنة) حاصل على دبلوم المدارس الصناعية «نظام الثلاث سنوات»، ووالده متوفى ولديه 4 أشقاء وهو أصغرهم سنًا، وقد تم تجنيده منذ 8 أشهر قبل أستشهاده، واستشهد في تفجير مدرعة بمنطقة العريش في شمال سيناء.