قد يستغرب البعض من رسالتي إلي الحكومة وأنا هنا لا أعني حكومة بعينها وإنما أعني كل من توكل له المسئولية التنفيذية لتحقيق آمال وطموحات الشعب الذي فجر أعظم الثورات.. ثورة القصاص والقضاء علي الفساد ففي كليهما حياة كريمة للمواطنين. رسالتي أساسها الحب لكل من أخذ علي عاتقه وبنية حسنة خدمة المواطن وهي معاني اقتبسها من أحد أحاديث سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم : »إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها«.. يا لها من كلمات عظيمة تحض علي زرع الخير وإقامة الحياة الكريمة حتي آخر لحظة من عمر المكان والزمان. وبقدر عظمة الحديث الشريف بقدر ما نحن سائرون عكسه فعندما تم تشكيل حكومة الثورة التي خرج رئيس وزرائها عصام شرف يأخذ شرعيته من ميدان التحرير أرض شرارة الثورة قيل إنها حكومة انتقالية.. وحكومة تسيير أعمال.. وحكومة مؤقتة.. وحكومة تحاول إصلاح أحوال المواطنين بقدر المستطاع وهي بهذه المسميات حكومة مرحلية وبالتالي خططها وأسلوبها في العمل هو أيضا »مرحلة والسلام« ولا أري فارقا في التشبيه بين أداء الحكومة الانتقالي وإدارة النادي الأهلي التي استقدمت مدربا مؤقتا من أبنائها لحين عودة مانويل جوزيه لتدريب الفريق فقد كان حرصه طوال المدة الانتقالية تحقيق التعادل بلا طموح في الفوز حتي يسلم الراية لخلفه دون خسائر كبيرة رغم أن الفارق بين التعادل والهزيمة نقطة فهل نحن سائرون كحكومة علي هذا المنوال؟ إبقاء الوضع علي ما هو عليه مع إعادة نذر يسير جداً من الحق لأصحابه وتحقيق بعض الطموحات الغائبة عن أغلبية المواطنين بالكلام فقط لحين ظهور الحكومة المنقذة؟ في قراءة سريعة لأسلوب الحكومة في العمل خلال الفترة القصيرة السابقة نجد أن الأداء كان يفتقد دراسة القرارات قبل اعلانها بل والتراجع عنها أو التأرجح بين الموافقة والرفض ثم الموافقة تحت ضغط مثل زيادة المعاشات ثم العودة عنها ثم الرجوع إليها لدرجة حيرت الناس وأيضا زيادة حد الإعفاء الضريبي للطبقة المتوسطة التي أزعم الآن أنها تحمل لقب طبقة فقيرة بالمقاييس العالمية عدلت الحكومة في قرارها عن هذه الزيادة أما عن زيادة الاسعار فحدث ولا حرج، وأيضا التراجع بعد التأكيدات المغلظة عن أن قروض البنك والصندوق الدوليين بلا شروط وتتناسب مع المرحلة التي تمر بها مصر ثم رفض هذه القروض جملة وتفصيلا. وما أشبه الليلة بالبارحة في الحديث عن كم المليارات التي ستأتي من الدول العربية لدعم مصر في هذه المرحلة الحرجة ثم نكتشف في النهاية ان ما وصل منها مبالغ زهيدة دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك. فتح صناديق التبرعات لمساعدة ضحايا الثورة وإقامة مدينة زويل للأبحاث العلمية والتكنولوجية أشبه بالتبرعات لبناء مساكن الإيواء والمستشفيات وما هذا بذاك بل يجب أن يكون هناك بنية تحتية لإقامة هذا الصرح العلمي الذي نرجو منه أن يدفع مكانة مصر إلي الأمام .. ويمكن أن تأتي هذه البنية التحتية من اقتطاع جزء من أرباح الشركات والمصانع بنسبة محددة.. من هنا تطَّرد الموارد كلما توسعنا في الاستثمارات وبناء المصانع أما التبرعات فهي تشكل جانبا هامشيا لدعم خطوات البحث العلمي وليس لإقامته. إذا أراد الشعب الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. كلمات تحمل في طياتها الإرادة للشعب والحكومة حتي يستجيب القدر ولكن ما يحدث الآن تنعدم فيه الإرادة. أين الفسيلة التي تحملها الحكومة والمواطنون لغرسها حتي وإن غادروا حياتهم بعد ثوان؟ وهنا فقط سنردد بنحبك يا حكومة بجد وليس بشكل مؤقت. [email protected]