مصر علي فين؟.. كل أسبوع مليونية، واحيانا طوال الأسبوع.. ومُجمع المصالح يحصل علي اجازة اجباري تهديدا وانذارا للحكومة بالاسوأ. وشباب الثورة يضحون بأوقاتهم وأعمالهم دفاعا عن مطالبهم، ومنهم من يسقط بالرصاص تحت وطأة الشمس الحارقة، وشباب يتصدون للبلطجية الذين يتسللون إلي ميدان التحرير بأسلحتهم البيضاء والسوداء، وسمومهم القاتلة من مخدرات.. وحوارات لا تتوقف ولا تهدأ ممن يعلم ولا يعلم! ونادرا ما نسمع برنامجا علميا عن إعادة بناء مصر بالبحث العلمي وتعويض الشعب عما فات من عشرات السنين التي ضاعت، كان حصادها انتشار الأمية واخطر الأمراض، وندرة العلاج والبطالة والفساد الذي لم يتصور أحد حجمه من حكام تصورنا ثلاثين عاما انهم ملائكة، ومضحون من أجلنا ومن أجل الوطن!! ومرت ستة شهور منذ ثورة يناير حتي الان ولا يزال الشعب في انتظار مشاهدة المحاكمات من القتلة لخيرة الشباب، واللصوص، ومن باعوا مصانعنا للاجانب بأقل الأسعار.. والمجاملات علي حساب الشباب.. ثم جاءت وعود وزارة تسيير الأعمال »ترانزيت« لتستمر البطالة اسوأ مما كانت عليه، ويعاني المواطن من ارتفاع الأسعار، والحديث عن تحسين الأجور بلا أي تحرك ايجابي، ايضا تثبيت العمالة في غالبية الجهات التي تتذرع بأسباب التأخير في التنفيذ!! ولا يعلم الشعب مصير القرارات الخاصة بها. وكل يوم يمر دون تحقيق الاستقرار، يتأخر مجيء الاستثمارات الأجنبية، والسياح، وعودة الثقة لرجال الأعمال الشرفاء، لكن يحسب للمجلس الأعلي للقوات المسلحة، والحكومة السعي لتحقيق نهضة مصر بالعلم.. لذلك كان التحرك الايجابي في اتجاه علمائها في الخارج والداخل.. ود.أحمد زويل، وفاروق الباز، وعقد لقاءات مستمرة مع علمائها المقيمين في مصر لمناقشة المشروعات القومية التي تفتح أبواب الرزق أمام شبابنا المتعطل، والنقص الشديد في احتياجاتنا من السلع الغذائية.. وكان الأمل كبيرا في ان يختار رئيس الوزراء نائبا له للبحث العلمي ولكم لم يحدث. ان العالم يعيش اليوم سباقا بلا حدود في مختلف فروع العلم، بينما تعيش الدولة النامية ملهاة الصراعات لتحقيق المكاسب الفردية.. وهناك دول اخري في الوسط مثل الهند وكوريا وماليزيا واندونيسيا، وتكشف التقارير الدولية ان الدول الكبري تخصص 3٪ من دخلها للبحث العلمي، اما مصر فلا تنفق إلا 20.0٪، وما تنفقه يوجه اجورا متواضعة للعلماء والمعدات. ان مصر مشاكلها في مجال البحث العلمي معروفة منذ سنوات طويلة في ظل غياب وجود استراتيجية قومية، تشارك فيها مراكز البحوث والجامعات وانخفاض مستوي التعليم الفني، وعدم تبني رجال الأعمال للشباب النابغين وأوائل الكليات العلمية والاستعانة بهم في تطوير الانتاج وزيادة القدرة التنافسية لمنتجاتهم في الأسواق العالمية. ومن النماذج الرائعة ما تقدمه مؤسسة »جيتس« التي توجه جانبا كبيرا من تبرعاتها لجامعة كامبردج ومؤسساتها البحثية لرفع مستوي البشر وزيادة قدرتهم علي الابداع في أمريكا.. ويتكرر المشهد في اليابان من خلال التوافق بين الاقتصاد والمجتمع. وحديثا أجرت الدكتورة منال عبدالله عمران الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، تركزت علي تجربة مدرسة جلال فهمي الفنية المتميزة التي تدعمها شركة شيندر الكتريك الفرنسية احساسا منها بالمسئولية المجتمعية من خلال توصيل الكهرباء للقري والمناطق الفقيرة، وتدريبها عشرة آلاف طالب لترشيد الطاقة.. وقد حققت نجاحات كبيرة. اما صورة زويل في مجال البحث العلمي علي المستوي القومي فيرسمها الدكتور ماجد الشربيني رئيس هيئة البحث العلمي والتكنولوجيا، وتتمثل في زيادة الميزانية هذا العام من 9.51 مليون العام الماضي إلي 08 مليون جنيه هذا العام لإعادة هيكلة وزارة البحث العلمي، وتبني الحملات القومية للنهوض بمحصولي القطن والقمح لزيادة انتاجهما والتركيز علي الطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية المياه ورسم خرائط لمعرفة الميزة التنافسية لجميع مراكز البحوث للسنوات العشر القادمة، وانشاء مركز للالكترونيات الدقيقة بجوار مطار القاهرة علي مساحة 11 ألف متر وتستهدف المنظومة الجديدة اعداد مشروع قانون متكامل للبحث العلمي لمراقبة الأداء ودعم منظومة الملكية الفكرية في الابحاث واخلاقيات البحث العلمي، والانفتاح علي العالم وافريقيا، وتعيين أول الخريجين منذ عام 3002 ويقدر عددهم بنحو 55 ألف خريج في مراكز البحوث، واجراء حملة تطهير لمكتب براءات الاختراع من الفساد وتقييم المرشحين. ويظل الأمل في المستقبل بالتمسك بالبحث العلمي وخروج نتائجه إلي مواقع الانتاج والاستفادة الكاملة بطاقات مصر الكامنة في صحاريها وتقدير قيمة الوقت والبشر. جملة قصيرة: من يطارد عصفورين يفقدهما معا.. الإعلامي محمود سعد في قناته الجديدة.. انتظر مُداخلة من سيدة اسمها أمل، وعندما تأخرت خاطبها قائلا.. هل أغني لك أمل حياتي؟