الشهيد البطل رزق محمد عيسي ابن قرية نوسا البحر مركز أجا بمحافظة الدقهلية التحق بالخدمة العسكرية فور حصوله علي دبلوم المدارس الفنية وبعد ان أتم تدريباته بأحد مراكز التدريب انطلق ومجموعة من زملائه إلي أرض سيناء الحبيبة ليدافع عن تراب الوطن. لم يهب غدر الإرهابيين الموغلين في الوحشية ووضاعتهم ودناءتهم. شارك وزملاؤه في مداهمة العديد من أوكارهم من أجل الحفاظ علي الأرض والعرض وتطهير كل شبر من رجسهم. شهد له زملاؤه وقادته بشجاعته وبسالته واقدامه علي اجتثاث رؤوس الافاعي واستمر علي هذا المنوال حتي طالته إحدي رصاصات الغدر وهو بأعلي برج مراقبة لينال الشهادة علي أرض الفيروز. الشهيد رزق ينتمي لأسرة كريمة تدرك قيمة تراب الوطن، ومن هنا كان حرص الوالد والوالدة علي تربية ابنائهما تربية كانت مضرب مثل الجميع. يقول محمد عيسي والد الشهيد كان رزق أصغر ابنائي وأقربهم إلي قلبي ومنذ صغره اعتمد علي نفسه واصر علي العمل في الإجازات السنوية أثناء تعليمه ليخفف عني الاعباء كما كان بارا بي لم يتأفف يوما ولم يعص لي أمرا وبعد حصوله علي دبلوم المدارس الفنية طلب لأداء الخدمة العسكرية فلبي نداء الواجب وبعد انتهاء تدريباته العسكرية تم توزيعه علي إحدي الوحدات العاملة في شمال سيناء وكان سعيدا بالتحاقه بمصانع الرجال والابطال بالقوات المسلحة ويقول لي: يابا الجيش للرجال وجيشنا أعظم جيش في الدنيا واحنا لو قعدنا في بيوتنا مين هيدافع عن البلد وفي كل اجازة يحصل عليها يجلس بيننا ويحكي عن نذالة الإرهابيين وخستهم وكيف انهم يختبئون في أوكارهم كالفئران لا يقدرون علي المواجهة الحقيقية، الا بالمكر والخديعة وهي طابع الجرذان ورءوس الافاعي وكان مصرا علي الأخذ بثأر زملائه حتي لو دفع حياته ثمنا لذلك قائلا »أنا مش أحسن منهم وحياتهم مش اغلي من حياتي ولازم نخلص علي تلك العصابة مهما كان اجرامهم واجرام من يقف خلفهم» ويستطرد الوالد والدموع تنهمر من عينيه كان نجلي رزق يؤكد وبإصرار شديد أن هناك علي أرض سيناء ابطالا وأسودا من رجال القوات المسلحة والشرطة مصممون علي مواجهة الإرهابيين مهما كلفهم ذلك ليحيا أبناء الوطن آمنين من شرورهم وعلي استعداد لبذل الدم والروح فداء للوطن وكأنه يستعد لنيل الشهادة من أجل ذلك وتحقق له ما أراد أثناء قيامه بأداء واجبه دفاعا عن وطنه. وأضاف الوالد المكلوم ان نجله كان يدرك انه سينال الشهادة ودائما ما كان يؤهلنا لهذا اليوم من شدة خوفه علينا وقد عرفت ذلك عقب استشهاده من اصدقائه المترددين علينا وجميعهم اكدوا ان رزق اخبرهم بأنه سينال الشهادة وانه لا يبالي بحياته لكنه كان مشفقا عليَّ وعلي أمه وطالبهم برعايتنا والسؤال عنا دائما ورغم قسوة ومرارة الفراق إلا انني فخور بابني البطل. أما والدة الشهيد ليلي محمد الشافعي التي أقعدها المرض حيث اصيبت بجلطة في المخ اثرت علي عينيها وحركة يديها حزنا علي فراق فلذة كبدها واصبحت وزوجها في حاجة لعلاج شهري فتسترجع اللحظات الاخيرة في حياة ابنها الشهيد الذي كان دائم السؤال عنها فتقول اتصل بي نور عيني قبل استشهاده بساعتين وكأنه كان يستشعر الشهادة وطالبني بالصبر والتماسك ورعاية والده والدعاء له ولجميع الشهداء في كل صلاة وتضيف لقد احتسبته عند الله وأسأله سبحانه وتعالي ان يجمعني به في مستقر رحمته.