والدته: طول حياته متميز حتي في استشهاده التقت الارادة القوية للمصريين عند هدف الدفاع عن الوطن والاعتزاز به ماضيا وحاضرا ومستقبلا واقترنت هذه الارادة بالتضحيات العالية وغير المحدودة التي يقدمها ابناء القوات المسلحة والشرطة في حربهم ضد الارهاب والارهابيين الذين لايريدون لمصرنا خيراواصبحت هذه الارادة اليوم اقوي واكثر رسوخا في ضمائر ووجدان هؤلاء الابطال وهذا مايعبرون عنه عمليا في مجابهة هؤلاء الارهابيين واصرارهم علي مواصلة السير قدما في طريق اقتلاع جذورهم وتطهير كل شبر في ارض الوطن من رجسهم وشرورهم والذود عنه بالدم والروح. من بين هؤلاء الابطال الشهيد ملازم اول محمد احمد عبده الذي كان يردد »سيناء جزء من الجنة». أحد أبطال معركة »كمين الرفاعي» في الشيخ زويد بشمال سيناء.. ضحي بعمره من أجلها وصمم أن يتم نقله إليها بدلًا من الإسماعيلية وأخفي الأمر عن أهله.. حتي لايقلقهم أو يحاولوا إثناءه عن قراره.. كان متلهفًا للشهادة..يستعد لها وينتظرها.. أجل أجازته أكثر من مرة كلما سمع عن محاولة الإرهابيين مهاجمة سيناء لعله يحظي بالفرصة للثأر منهم وردهم عن أرض الفيروز..ولم يضع الله نيته الطيبة..ورزقه الاستشهاد في رمضان العام الماضي. ففي منزل الشهيد بشارع عمر المختار بمنطقة جناكليس بالإسكندرية.. بمجرد الدخول فاجأنا مجسم بالحجم الطبيعي للبطل الشهيد وهو في زي الجيش .. وكأنه يستقبل ضيوفه بنفسه..صنعه أحد أصدقائه له وأهداه لأمه »أمل المغربي» ليكون تذكار حب ووفاء..هذه السيدة العظيمة التي أبكت الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال روايتها للحظة استشهاد نجلها في الندوة التثقيفية ال24، والتي نظمتها إدارة الشئون المعنوية بعنوان »مجابهة الإرهاب.. إرادة أمة» في 9 فبراير الماضي. و بود شديد قالت ام الشهيد التي أظهرت صبرا جميلا علي فراق ابنها الغالي : »محمد في الجنة الآن».. لانه كان محبوبا جدًا وحاسة علي طول إن ربنا حافظه.. ولذلك لم أكن مندهشة أن يصبح شهيدًا.. كان طول حياته متميزا وحتي في استشهاده تميز ببطولته.. فهو بطل شهيد» تحبس الدموع في عينيها وتقول »كان يخفي عنا أنه يعمل في سيناء..صم علي نقله هناك تطوعًا.. ولم يخبرنا حتي لا نُثنيه عن قراره أو نخاف ونعيش في قلق دائم..كنا نظن أنه يعمل في الإسماعيلية ولذلك عندما سمعنا بخبر الحادث من التليفزيون..قلت لوالده »الحمد الله إنه بعيد عن سيناء» إلي أن علمت الحقيقة ! وحول يوم استشهاده، تقول والدة الشهيد: »كان يوم 14 رمضان.. وكنا ننتظره من أربعة أيام وفي كل يوم يؤجل نزوله بحجة مختلفة رغم أن تصريح الأجازة كان في جيبه.. فقد كان سمع عن احتمال مهاجمة الإرهابيين للكمين في محاولة لإعلان سيناء ولاية داعشية..فرفض ينزل وقرر البقاء للدفاع عن أرضه مع زملائه .. وفي يوم استشهاده بعد أن اغتسل واستعد للنزول بعد أن اطمأن انه لايوجد خطر..هاجم الإرهابيون الكمين فجأة.. وسمع استغاثة زميله الذي كان استلم مكانه فرجع ليدافع عن الكمين مع زملائه.. واستشهد معهم..» تضيف: »الصراحة لم استغرب قرار محمد لأنه كان مخلصًا في عمله بسلاح المدرعات..وكان حتي في وقت راحته يذهب للدبابة لكي يتعلم عنها أكثر». تتابع »أخبرني زملاؤه أنه في ليلتها كان يشعر بسعادة بالغة وكأنه كان يستعد للانتقال لحالة أجمل فالجنة تنتظره وقالوا لي : عرفنا السبب بعد استشهاده فهو كان يستعد للقاء الأجمل» وتابعت: »في هذه الأثناء كنت أشعر بأن قلبي مقبوض ولكني لم أفهم السبب ولم أتوقع ماحدث..كنت قلقة طوال اليوم.. ووصلني نبأ استشهاده من شقيقه أثناء تحضير طعام الإفطار انتظارا لوصوله.. لحظتها ربنا وقف جنبي وصبرني علي فراقه.. فهو ابني الكبير ورزقت به بعد فترة طويلة من الجواز.. ولكن ربنا عوضني بأن يُديم ذكره في الدنيا والآخرة كشهيد بطل». واختتمت قائلة »أملي الوحيد الآن هو تطهير سيناء من الإرهابيين وزمرة الحاقدين لكي تتحقق أمنية ابني».