عم خليل طهقان زهقان متضايق، حب يفك شوية فبعت لي جواب ، معرفش اختارني انا ليه من دون كل الكتاب .مش متذكر اني قابلته ، أو حتي صادفته في سكه ، أوعلي قهوه ، أو في الشارع ، أو في المترو، أو حتي ميدان .لكنه في جوابه بيعرفني بنفسه ، عم خليل بيقول : انا يا ابني مصري عجوز، متعلم نص علام ، يعني معايا الابتدائية، بتكلم انجليزي زي اللبلب ، اصل اللي علمنا اللغوه دي كان اصله خواجه ، العلام زمان يا ابني كان حاجه تانيه ، كان نفسي اكمل لكن فقر العيلة ماسمحش ، انا مولود يوم ما فاروق اتولي العرش ، يعني ها تلاقي علي وشي تجاعيد الفرح وتجاعيد الهم ، وبدون ما ادخل في التفاصيل ، انا عايزك يا ابني تقول للخلق ان انا زعلان ، مش زعلان ان اتسرقت محفظتي لما نزلت ويا ابني ميدان التحرير ، ولا زعلان لما حفيدي اتصاب برصاص الغدر ، ولا زعلان لما رجعت الكفر لقيتهم سرقوا جاموستي في عز الضهر ، ما انا اصلي مقدر ان دي ثورة مش محمية م اللي كانوا مفروض يحفظوا الامن ، اختفوا يا ابني من علي وش الارض زي ما يكون بلعهم عفريت ، عارف انا ليه زعلان ؟! زعلان علشان ما بقناش واحد بعد يا دوب كام يوم من تنحي مبارك ، كنا قبلها واحد ، شايلين علم مصر والكل بيقول انا مصري ، بعد يا دوب كام اسبوع الشعب الواحد بقي 100 شعب ، دول اخوان ، ودول سلفية ، ودول ثوار ، ودول احرار ، ودول في الليل غير ما بيبقوا نهار ، وده تيار ضد التيار ، فجأة طلع لنا خمسين ستين ائتلاف ولا مين دري ولا مين شاف ، ورحت استفتي لقيت مين بيقولي علم ع الدايره الخضرة علشان تدخل بيها الجنة ، ويادوب فركة كعب وحبه شوية لقيت مبن بيقول لي علم ع الدايره السوده لحسن تركبنا الاخوان ! انا طول عمري عايش مبسوط مع جاري النصراني ، اللقمة بتتقسم بينا وايدينا ف الصحن الواحد ، وعيالنا راضعه علي بعضيها ، يعني اخوات ، دا انا لما ركعت اصلي في التحرير كان اللي حارسني مسيحي ، قوم فجأة اسمع بكنيسة بتولع ومحاصره لبيت البابا ، واسمع ان السلفية استولوا علي المسجد واعتدوا ع الشيخ ، معرفش مين هد مقام ايه ومقام ايه ، وكأن يا خال اللوثة اشتغلت وبلدنا دي حتة تورتة مين ياخد منها الحته الاكبر ، تقولش جاموسة عشار وخلفها ها يتقطع بين الخلق من كتر الشد ، الناس سابت قدمها ووراها وهاتك يا اعتصمات ووقفات واحتجاجات وكأن مفيش عند الناس دي اشغال ، واي مصيبة تدق علي الراس اسمع كلمة مش عارف ايه معناها ، واتلخبط لما يقولوا " فلول " ، لما الشرطة اشتبكت مع اسر الشهداء برضوا يقولوا " فلول " ، فوضي الميكروباص والتوكتوك والباعة اللي ما بقوش جائلين ، واللي بيبني من غير رخصة ، واللي معليله دورين ، كل دي برضوا وراها " فلول " ولا ده تصرف ناس استغلت نبل الثورة واستحلت طعم الفوضي ، والاكاده يا ابني فزورة الدستور ، نحط العربية قبل الحصان ولا الحصان قبلها ، البيضة اصل الفرخة ولا الفرخة مش اصلها ، نجيب الريس والمجلس ولا الدستور هو اللي يجيبهم ، ولا الاسعار نار الاسعار نار ، اللي اتغير جشع التجار، الاستغلال بقي اكتر م الاول ، يعني مفيش حاجه تسر ، عارف ليه ، لاننا مبقناش واحد زي ماكنا ايام الثورة ، علشان كده انا ها افضل زعلان ، لحد ما نرجع واحد من تاني . تفتكر ده ممكن ؟ "