بدأت مدينة »زويل» مشروع مصر للنهضة العلمية تحقيق خطوات ملموسة علي الدرب الذي رسمه العالم الكبير الراحل, لكن هذه الخطوات ليست كافية بالنظر إلي أهداف المشروع العملاق الذي تنتظره مصر.. حاورنا د. شريف صدقي الرئيس التنفيذي لمدينة زويل للعلوم للتعرف علي التحديات الحالية التي تواجه استكمال هذا الحلم, فقال: بداية.. مدينة زويل باعتبارها مشروع مصر القومي للنهضة العلمية تقوم علي منظومة علمية متكاملة تبدأ من إعداد الطالب وحتي عبور الفجوة ما بين الأكاديميا والصناعة وإمكانية توطين الصناعة, وتخريج جيل قادر علي خلق فرص عمل من خلال ريادة الأعمال. فنسعي لتحقيق الدورة الكاملة بإعداد طلاب في المجالات العلمية المتقدمة التطبيقية, والقيام بعمل بحوث تطبيقية هدفها التعامل مع كل التحديات الاستراتيجية التي تواجه مصر, وخلق قيمة مضافة من ورائها. نواجه 3 تحديات كبيرة لاستكمال مسيرة العالم الراحل أحمد زويل, والتحدي الأول :هو الوصول إلي الطلاب والباحثين الموهوبين والمتميزين القادرين علي الابتكار بغض النظر عن قدراته المادية, ونحن نضع المعايير للوصول إلي هؤلاء الطلاب,وتكلفة الطالب الواحد تصل إلي 250 ألف جنيه في السنة الدراسية, والتعليم في جامعة زويل يقوم علي المنح حتي لا نغلق الباب أمام الطلاب الموهوبين غير القادرين, والدفعة لدينا لا تزيد علي 300 ونوفر لها كل ما يحفزها علي الابتكار والاختراع. ولدينا طلاب يمثلون 24 محافظة مختلفة, ونعتبر أول جامعة في مصر تحقق هذا الانتشار الجغرافي. لذلك فالتحدي الثاني والأكبر :هو الحصول علي دعم المجتمع المدني ورجال الأعمال لاستكمال الطريق, والرئيس السيسي يدعم مشروع مصر للنهضة العلمية بشكل كبير, ووجه الدعوة مؤخرا لرجال الأعمال للتبرع لاستكمال انشاءات المقر الدائم. والمشروع يحتاج 4 مليارات جنيه وديعة لضمان استمرار المدينة ودعم البحث العلمي. التحدي الثالث :استدامة البحوث, فربط المنظومة البحثية بالجهات المستفيدة منها تحد كبيرة, فنحتاج جهات مانحة لتمويل الأبحاث وهي موجودة مثل صندوق العلوم والتكنولوجيا لكنها ليست كافة, ولدينا الفجوة كبيرة ما بين الصناعة وبين البحث العلمي, فلايوجد ربط بين الأثنين, فالأولي لاتمتلك حق المعرفة, ومانحتاجه توعية الصناعة أن حل مشاكلها عن الجامعة, وكيف تعمل علي معالجة مشاكلها بالتعاون مع الجهات البحثية لتتحول من الاعتماد علي الحلول المستوردة من الخارج, ونحن نعمل علي استغلال كل الامكانات المتاحة لخلق جثور من الثقة بيننا وبين الصناعة. نجح باحثو مدينة زويل بالفعل في الوصول إلي حلول لتحديات تواجه المجتمع, فابتكر الباحثين »ضمادة ذكية» تساعد علي التئام جروح مرضي السكر في 9 أيام. وهذه الضمادة في انتظار رجال الصناعة لتحويلها إلي منتج. ونجح فريق بحثي آخر بإشراف د. إبراهيم الشربيني في عمل تغليف للسماد بمواد نانو مترية تحافظ علي المادة الفعالة وبطريقة يمكن التحكم فيها بعد وضعها في الأرض, مما يوفر للدولة مليارات. كما توصل فريق بحثي بقيادة د. شريف الخميسي مدير مركز علوم الجينوم حل لغز الهجمات علي الحمض النووي في مركز قوة الخلايا »الميتوكوندريا», الذي يمكن أن يمهد الطريق لعلاج جديد لأمراض السرطان, فنستطيع بناء علي التحليل الجيني للمريض نحدد مدي استجابته لعلاج السرطان, وبالتالي تصنيف المرضي بناء علي التركيب الجيني ومن ثم تركيب العلاج المناسب لكل منهم.