سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حتي الاحتكار وصل الي المياه!! حسين سالم »ملك المية« في شرم الشيخ.. منع توصيل خطوط المياه للمدينة ليحكم قبضته عليها
تعطيل تنفيذ مشروع إنشاء خزانين بسعة 80 ألف متر مكعب لصالح محطات تحلية مياه البحر
مفارقة غريبة يلاحظها الزائر لمدينة شرم الشيخ الجميلة من أول وهلة_ وهي افتقارها للمياه العذبة.. فعلي الرغم من كون المدينة صاحبة النصيب الاكبر في الجذب السياحي الا إنها محرومة من المياه الصالحة للشرب والتي ثبت إنها ضارة احيانا بصحة الانسان وقد تصيب ببعض الامراض الجلدية..الغريب ان مصدر المياه لا يبعد عن شرم الشيخ سوي 100 كيلو متر فالمياه توقفت في الطور و وقف امام توصيلها الي شرم الشيخ رجل الاعمال المقرب من الرئيس مبارك حسين سالم والذي أطلق عليه »صاحب المية« لتحكمه في توصيلات المياه لمعظم انحاء المدينة.. فقد قام بالسيطرة علي النصيب الاكبر من حصة المياه المغذية لشرم الشيخ بان انشأ شركة لتحلية مياه البحر وضخه للفنادق والمنازل والمحلات باسعار باهظة وعلي الرغم من ذلك فهي في الحقيقة ليس بمياه ادمية فكثير من الشوائب والأوساخ تعلق بها.. ولم تكتف امبراطورية حسين سالم بالتحكم في المشروعات السياحية والاسثمارات التي يتم ضخها في شرم الشيخ فقط بل قرر التحكم بصحة وحياة الانسان نفسه بان ينصب شخصه كمسئول أول علي احد الحقوق الاصيلة في حق المواطن الا وهي حقه في تناول مياه سليمة وصحية.. وهذا ليس حال شركة حسين سالم فقط فهناك شركتين اخرتين يمتلكهما رجال اعمال ايضا تقوم بتحلية المياه وضخها لانحاء شرم الشيخ ولكن تظل شركة »الامبراطور« صاحبة النصيب الاكبر في تغذية 80 ٪ من المدينة. تعددت عشرات الشكاوي امام بعثة " الاخبار " اثناء القيام بمهام عملها في شرم الشيخ وجميعها كانت تدور حول قضية المياه في هذه المدينة العظيمة سواء كانت هذه الشكاوي من اصحاب الفنادق والقري السياحية والمحلات بل والسكان نفسهم.. فقد تسائل الجميع من كون مدينة سياحية وجميلة مثل شرم الشيخ تدر دخلا عظيما سنويا تفتقر للمياه التي لا غني عنها في كل قضاء كل احتياجات المواطن هناك، حتي السائح نفسه احيانا يرفض استخدام المياه التي يجدها في صنابير المياه بالفنادق وان كانت لغرض الاستحمام أو غسيل ادواته ومتعلقاته بسبب لونها ورائحتها الكريهة.. فالملاحظ ان المدينة تشهد رواجا كبيرا لتجارة المياه الطبيعية فقد امتلاءت شرم الشيخ بمحلات و مولات خاصة ببيع المياه علي جميع الاشكال والانواع واحجام العبوات.. وقد تبين ان حسين سالم قام بتشييد شركة مياه تسمي شركة مياه جنوبسيناء والتي منها قام باحتكار معظم موارد المياه بشرم الشيخ بل انه علم بقيام المحافظة باسناد انشاء خزانين للمياه لشركة المقاولين العرب عام 2005 فقام سالم باستخدام نفوذه في ايقاف المشروع رغم انجاز ما يقرب من 80 ٪ منه رغم علمه بان الخزانين سوف يوفران 80 الف متر مكعب من المياه للمواطنين وكل هذا لاجل استمرار امبراطورية حسين سالم.. وعلي الرغم من ذلك فان شركة مياه سالم تبالغ في فواتير المياه حتي ان سعر المتر يعادل 15 جنيها بل ان الفاتورة تصل احيانا إلي 13 الف جنيه لاي منشأة سياحية صغيرة و تصل لعشرات الآلاف للمنشأت الكبيرة. فيقول عماد عزيز صاحب عدد من المشروعات السياحية بشرم الشيخ ان هناك كثير من الفنادق والمنتجعات الكبيرة بالمدينة تملك ماكينات تحلية لمياه البحر لتقوم بضخها إلي الغرف لخدمة نزلاء الفنادق والعملاء وفي المقابل فان معظم سكان شرم الشيخ في المناطق السكنية والشاليهات الصغيرة تضطر لاستخدام مياه الشركات العامة التي تخدم باقي انحاء المدينة.لافتا الي انه من المفترض ان خدمة أو مرفق مثل المياه لا يكون قطاعا خاصا في اي حال فلا بد ان يكون ملك الدولة و التي تسير اموره الحكومة لا الافراد. و من جانبه يشير علي عطوة عضو مجلس الشعب السابق عن جنوبسيناء الي ان هناك ايادي خفية تعبث بالامن القومي للجنوب مؤكدا ان مشروع انشاء خزان المياه انتهي تنفيذه بنسبة 80٪ ولكن توقف منذ عام 2005 لاسباب غير معلومة..و لفت الي ان الجميع في شرم الشيخ يردد ان حسين سالم رفض استمرار تنفيذ هذا المشروع حتي يظل المتحكم الرئيسي في حياة الجميع في شرم الشيخ. اما ممدوح احمد موظف باحد البنوك فيقول ان المياه التي يتم ضخها للمنازل والمساكن في شرم الشيخ تكون في غاية السوء ولا يمكن استخدامها في الاغراض الشخصية كغسيل الملابس واعداد الطعام بل حتي إنها قد لا يمكن استخدامها في الاستحمام بعد ان اصابت البعض بامراض جلدية وبالتالي فلا ينصح الاطباء باستعمالها. اما النادي محمد موظف بشركة لمكافحة الحشرات فيقول انه علي الرغم من الخدمة السيئة التي تقدمها شركات المياه لمواطني شرم الشيخ فانها تبالغ بشكل كبير في اسعار الفواتير حتي ان معدل استهلاك الفرد للمياه في الشهر بما يوازي من 200 - 300 جنيه رغم ان استخداماته تنحصر في الاستحمام والاغتسال والنظافة.. ويضيف النادي ان دعك تتخيل قيمة فاتورة المحل التجاري اذا كانت مثيلتها للمسكن تبالغ كذلك فبالفعل فان رسوم المياه لمثل تلك المحلات والشركات تصل إلي 12 و13 الف جنيه. ويتساءل محمد عبدالفتاح مالك شركة استثمار عقاري لماذا لا تقوم الدولة بانشاء شركات مياه قطاع عام أو حتي قطاع اعمال في شرم الشيخ مثل باقي المحافظات بدلا من تركها للقطاع الخاص يسيرها ويديرها كما يشاء بلا رقيب.. واضاف انه طالما هناك عائد كبير من دخل السياحة لهذه المدينة فلماذا لا يتم اقتطاع جزءا منه لخدمة سكانها الذين هم جميعا عاملين بمعظم المشروعات السياحية المقامة بها. اما أحمد ابراهيم عامل بسلسلة محلات تجارية بشرم الشيخ فيؤكد ان تجارة المياه الطبيعية رائجة بشكل كبير في انحاء المدينة بسبب افتقادها للمياه العذبة الصالحة للشرب.. ويضيف ان كل شركات المياه المعباة تتسابق لعرض منتجاتها علي جميع اشكالها واحجام عبواتها واحيانا تبالغ في اسعارها بسبب الاقبال الشديد علي منتجات المياه الطبيعية وهذا فضلا عن المشروبات الغازية والمثلجات المنتشرة في كل شرم الشيخ.. ويضيف احمد التعامل بالمياه الطبيعية كثيرا لا يتناسب مع سكان المدينة واهلها بسبب حاجتهم إلي أموال كبيرة لشرائها وهو ما لا يتناسب مع دخل بعضهم المتواضع وبالتالي فليس امامهم غير إحضار عبوات ضخمة من المياه العذبة من مدن الطور ورأس سدر وغيرها من المدن القريبة من شرم الشيخ.