لا شك أن حالة التألق التي يعيشها النجم المصري العالمي محمد صلاح حاليا في صفوف ليفربول الإنجليزي ومن قبله مع روما وفيورنتينا وبازل ليست وليدة الصدفة أو بضربة حظ ولكنها نتاج طبيعي لحلم انطلقت شرارته مع السنوات الأولي من عمره واستمر معه يقترب من تحقيقه خطوة بخطوة بفضل الإرادة الحديدية والعزيمة الصلبة التي ساعدته علي تحقيق حلمه الصغير باللعب في أوروبا. وبعيدا عن تتويجه بألقاب أفضل لاعب علي مستوي القارة أو حتي في الدوري الإنجليزي العريق فإن النجم المصري العالمي محمد صلاح أصبح ملكا متوجا داخل قلوب وعقول المصريين والكثير من الجماهير حول العالم ليس فقط لتفوقه الرياضي ولكن بفضل حالة الإصرار والثبات التي يظهرها هذا النجم وقدرته علي تخطي العقبات الواحدة تلو الأخري. ولعل شخصية صلاح القتالية منذ كان صغيرا والتي ساعدته في الاعتماد علي نفسه منذ كان يتنقل بشكل شبه يومي من قريته نجريج بمحافظة الغربية إلي القاهرة لحضور مران فريقه الأول المقاولون وهو لايزال في سن صغيرة، وعلي الرغم من موهبته التي شعر بها وشاهدها كل من حوله وهو لايزال صغيرا إلا أن طريق محمد صلاح للنجومية لم يكن مفروشا بالورود وتعرض لعدة مطبات كان يمكن لها أن تعطل مسيرته كما حدث مع الكثير من الموهوبين علي مر العصور. ولأن محمد صلاح أصبح ملكا متوجا داخل قلوب المصريين الذين يعقدون عليه آمالا كبيرة سواء في قيادة المنتخب في مونديال روسيا أو مواصلة التألق لرفع أسهم اللاعب والمواطن المصري في كل مكان فقد رصد ملحق »الأخبار» هذا التقرير للاحتفال والاحتفاء بشخصية العام الرياضية المصرية والعربية والأفريقية. بدأ محمد صلاح من نادي عثماثون أو مقاولون طنطا إلي المقاولون العرب مرورا بجميع المراحل السنية حتي الفريق الأول ثم انتقاله للإحتراف الأوروبي في صفوف بازل. في البداية حكي رفعت رجب ريعو مدير قطاع الناشئين بنادي المقاولون في الفترة من 2004 وحتي 2008 بداية محمد صلاح مع المقاولون العرب حيث أكد أنه قام بعمل مشروع لاكتشاف اللاعبين في أفرع وأكاديميات نادي المقاولون العرب في الوجه القبلي والبحري وكان يشرف علي الوجه البحري الكابتن طارق السياجي وكان ريعو يقوم بزيارة القطاع مرتين شهريا من أجل متابعة الموهوبين هناك وفي إحدي المرات تحدث القطاع علي أن هناك لاعباً يلقبونه بالكنز يدعي محمد صلاح ويرون فيه ضرورة ترحليه إلي القاهرة للعب في صفوف النادي الأم المقاولون العرب فقام ريعو بمشاهدته وعلي الفور قرر نقل صلاح إلي القاهرة وهو في عمر 13 وأضاف ريعو أن الكابتن عبد الفتاح عباس هو أول من قام بتدريب الفرعون المصري ثم قرر ريعو نفسه عمل فريقين للنادي تحت مسمي فريق الأمل وكان يقود تدريب فريق الأمل »أ» الكابتن حمدي نوح وكان صلاح يتواجد في ذلك الفريق .وأشار ريعو إلي أنه نظرا لمهاراة صلاح وموهبته ولصعوبة تنقله يوميا من نجريد إلي القاهرة حيث كان يخرج من نجريج إلي بسيون ثم طنطا ومنها إلي رمسيس حتي يصل للمقاولون فقرر النادي عمل استراحة له بجانب حجرة ريعو ثم تقررت إقامته في فندق النادي. وأضاف ريعو أنه بعد فترة قصيرة انتقل صلاح للتدريب مع الكابتن سعيد الشيشيني وعمره 16 عاماً حتي تم تصعيده إلي الفريق الأول مع الكابتن محمد رضوان مشيرا إلي أنه كان هناك فريق عمل بالكامل ساعد صلاح ووفر له كل شيء. وأكد ريعو أن المهندس شريف حبيب رئيس النادي آنذاك ومحافظ بني سويف حاليا ساعد بعلاقته كعضو مجلس إدارة الشركة في احتراف صلاح بسويسرا مشيرا إلي أن صلاح كان خلوقا جدا ومتدينا إلي حد كبير وخجول، مؤكدا أن علاقته مع والد صلاح مستمرة حتي الآن. من جانبه أكد الكابتن حمدي نوح نجم الإسماعيلي السابق ومدير قطاع الناشئين بذئاب الجبل أن صلاح لاعب موهوب منذ الصغر وكان يتميز بالسرعة سواء بالكرة أو من غيرها بالإضافة إلي قدرته الكبيرة علي التصويب علي المرمي. وأضاف نوح أنه وقت عودته من الإمارات كان صلاح 14 سنة وفي أول مقابلة معه قلت له ستصبح من أفضل لاعبي مصر لو التزمت بعدم السهر والالتزام خلقياً ودينياً وبتعليمات المدربين وكان يجيبني دائماً بثلاث كلمات هي حاضر ونعم وتحت أمرك ياكابتن. وأشار نوح إلي أنه قال لصلاح إنه يجب أن يحول حياته الكروية من لاعب هاو للاحتراف الكامل وأن الكرة هي ما تجعله يسعد أهله وجمهوره وبدلاً من أن يتقاضي مئات الجنيهات يمكنه أن يتقاضي الملايين لو التزم بالفكر الاحترافي وأن أندية العالم ستحاول حينها التعاقد معه وسيصبح من أبرز النجوم العالميين .وعن المهارات الفنية التي كان يمتلكها صلاح أكد نوح علي أنه كان يمتلك سرعة فائقة مضيفا أنه ساعد صلاح علي تطوير اللعب بقدمه اليمني حيث أنه لاحظ أن صلاح يلعب كجناح وينتظر الكرة عندما تأتيه ويلعب بالقدم اليسري فقط وعلي الفور طالبه بضرورة اللعب بالقدم اليمني أيضاً. بينما أكد كابتن سعيد الشيشيني نجم المقاولون السابق والذي أشرف علي تدريب صلاح حينما كان عمر 16 عاما أن صلاح تدرب معه في ثلاث مراحل سنية مختلفة حتي تم تصعيده إلي الفريق الأول .وأضاف الشيشيني أن صلاح كان يلعب في البداية في مركز الظهير الأيسر بجانب أربعة آخرين في نفس المركز هم علي فتحي لاعب الزمالك الحالي وشريف علاء لاعب الزمالك السابق. وأشار سعيد إلي أنه في أحد اللقاءات بقطاع الناشئين أمام إنبي وفاز المقاولون حينها برباعية نظيفة سجل منها محمد زيكا ثلاثة أهداف وأهدر صلاح 4 انفرادات بالمرمي رغم أنه كان يلعب في مركز الظهير الأيسر ولم يسجل أي هدف وعقب المباراة دخل اللاعبون في حالة فرح عامرة إلا صلاح الذي كان يبكي بشدة لأنه لم يسجل وأهدر فرصاً عديدة.