فتش في داخلك ستجد شادية فتشي في ذاتك ستجدين شادية تقبع داخلك. كل منا له حق في شادية.. هي ملكنا جميعاً. هي الحبيبة الشقية الدلوعة، خفيفة الظل، هي فتاة أحلام أي شاب.. هي الأنثي الناضجة التي تمثل منتهي أمل أي رجل.. هي الأم.. وهل هناك أعذب من غني للضنا غيرها؟.. كانت لنا جميعاً أماً رغم أن الله لم يرزقها نعمة الأمومة، ولكنه منَّ عليها بصوت عذب جعلنا نتغني بصوتها العذب لكل أطفالنا »سيد الحبايب يا ضنايا أنت».. هي غنوة وطن، وإشراقة الأنوثة الرقيقة.. مصرية الملامح. النموذج المتكامل أو الموديل أو القدوة لكل فتاة مصرية.. كانوا يقلدونها في كل شيء.. حتي في قصة شعرها.. بالتأكيد سمعت من والدتك أو من أي كوافير عن »قصة شادية». إذا كان الحب قد طرق باب قلبك فأنت بالتأكيد ذهبت إلي شادية وحفظت أغانيها عن ظهر قلب، وحفظت سيناريوهات أفلامها مشهداً مشهداً. وإذا كان قلبك مهموماً مكدوداً فيكفيك أن تلقي كل الهموم وراء ظهرك، وتتابع شادية في رائعتها »ريا وسكينة». شادية في كل بيت مصري، وكل بيت عربي، أختي وأختك، أمي، وأمك.. بنت البلد، البنت المراهقة الفتاة الرقيقة التي تتفتح عيونها علي الدنيا.. مين ما يحبش شادية؟.. مين ما يطربش لأغانيها؟ ينفع تكتب كتابك وتتجوز من غير »يا دبلة الخطوبة» للرقيقة الدلوعة شادية؟ هل هناك أفضل من صوت شادية عندما »تلاغي» الحبيبة حبيبها وهي تتغني بأغنية »مكسوفة.. مكسوفة منك»؟ وعندما تطرق باب الأغاني الوطنية فهي حاضرة وبقوة.. أغنيتها الموجعة للقلوب »الدرس انتهي لموا الكراريس» باقية للتاريخ.. أكبر إدانة لمجزرة بحر البقر التي ارتكبها العدو الصهيوني في مدرسة بحر البقر.. هل يمكن أن ننسي أغانيها وهي تدعو إلي عبور الهزيمة »يا ام الصابرين» إلي النصر »عبرنا الهزيمة» وتبقي أغنيتها »سينا رجعت كاملة لينا.. مصر اليوم في عيد» أعظم تسجيل لعبور مصر من الهزيمة للنصر.. باقية محفورة في وجدان كل مصري وعربي. إنها معبودة الجماهير.. اسم علي مسمي. ذهبت شادية، توارت عن الأضواء برضاها منذ سنوات طويلة، ولم تعد تظهر للرأي العام بعد أن استنجدت بالله أن يأخذ بيدها »خذ بإيدي» وبالأمس القريب رحلت بجسدها، ولكنها ستبقي بفنها الخالد.. في الزوجة رقم 13، وفي مراتي مدير عام.. وفي عفريت مراتي وفي مئات الأعمال التي أمتعتنا بها طوال مسيرتها الفنية الطويلة.. باقية تغني لك يوم فرحك وأنت »تلبس» عروستك الدبلة، وأنت تداعب طفلك، عندما تكتوي بنار الحب.. لم نجد أعظم من مذكرات شادية التي خطتها بقلمها الفريد الناقدة العظيمة أستاذة الأجيال إيريس نظمي عبر صفحات مجلة آخر ساعة لكي نقدمها هدية »كتاب اليوم» لعشاق شادية.. وهم بالملايين في كل بيت مصري، وعربي. رحم الله شادية