رحلت شادية (فاطمة احمد شاكر 1931 2017) عن عمر 86 عاما بعد حياة فنية حافلة تاريخها كبير فى فن التمثيل والغناء على حد سواء.. تعتبر شادية من قامات الفن العظيمة فى مصر ان لم تكن اهمهم.. فهى الممثلة العظيمة التى أدت كل الادوار بحرفية وتحد كبير والمطربة الاعظم التى جددت فى اسلوب الموسيقى نظرا لطاقتها الصوتية التى تتمتع بالشقاوة والحنية والشجن فى ذات الوقت بدأت شادية حياتها الفنية وهى فى السادسة عشرة من عمرها من خلال فيلم (العقل فى إجازة) مع محمد فوزى وليلى فوزى إخراج حلمى رفلة ثم توالت أفلامها مع محمد فوزى فى شخصية البنت الدلوعة من خلال أدوار بها العديد من الأغنيات إلى أن قررت عام 1959 أن تقوم ببطولة فيلم (المرأة المجهولة) مع عماد حمدى إخراج محمود ذو الفقار والذى قدمت نفسها فيه كممثلة ثقيلة دون غناء لتكون الأفلام التالية لممثلة كبيرة وليست لبنت دلوعة فقط.. وتعتبر شادية من الممثلين الأقوياء حيث تتمتع بجرأة كبيرة وأيضا قلب كبير فحينما كان عبد الحليم حافظ مطربا جديدا لا أحد يعرفه قامت شادية بالتمثيل أمامه وهى الممثلة المشهورة انذاك فى فيلم (لحن الوفاء) 1955 وأيضا مع كمال حسنى فى فيلم (ربيع الحب) صاحب أغنية غالى على ولكنه لم يكمل فى الفن وأيضا أول بطولة لمنير مراد فى فيلم (أنت حبيبي) فهى لم تخش على اسمها من الوقوف أمام فنانين جدد بل بالعكس كانت تمد يديها اليهم وبطبيعة الحال لها العديد من الأدوار الخالدة مثل حميدة فى (زقاق المدق) وفؤادة فى (شيء من الخوف) وسيدة فى (نحن لا نزرع الشوك) وزهرة فى (ميرامار) وسعاد فى (اضواء المدينة) وعايدة فى (الزوجة ال13) والعديد من الشخصيات حتى آخر أفلامها (لا تسألنى من أنا) 1984 فى شخصية (عائشة) التى تبيع ابنتها لتستطيع بثمنها تربية بقية أولادها.. لتثبت شادية انها من أعظم ممثلات جيلها.. حتى المباراة الفنية التى جمعتها بفاتن حمامة بعدما كبرتا فى فيلم (المعجزة) عام 1963 بعد أن مثلتا معا (ظلمونى الناس) 1950 والعديد من الافلام كانت النتيجة ل شادية فهى ممثلة من العيار الثقيل.. ولكن لأنها كانت بنفس القوة فى الغناء صنفت أنها مغنية أكثر منها ممثلة.. شادية فى الغناء قامت بالتحديث فى الأغنية القصيرة.. فهى صاحبة أغنية دبلة الخطوبة التى لن تجد لها مرادفا فى أزمان الغناء أيضا الوحيدة التى تغنت بالأغانى الوطنية كما تتغنى بالأغانى العاطفية وهو شيء لم يستطع مغن قبلها ولا بعدها عمله مثل أغانى يا حبيبتى يا مصر التى لم يجد التليفزيون والإذاعة أغنية أقوى منها وقت ثورة يناير وأغنية أقوى من الزمان.. أغان وطنية ولكنها بطعم الحب كما أن هناك أغانى أخرى إذا تم سماعها الان لن يصدق المستمع لها أنها قديمة من روعة موسيقاها مثل بوست القمر مع محمد الموجى أو تعاونها مع بليغ حمدى وحتى عمار الشريعى وحتى آخر اغنية وطنية لها مع جمال سلامة (مصر اليوم فى عيد) وآخر اغانيها على المسرح وكانت أغنيتها الدينية (خد بايدي) لتعتزل بعدها اعتزالا ليس فيه أى ظهور ولا تبرؤ من الفن كما ردد البعض بعد موتها هذا الكلام العارى من الصحة بل إنها كانت فخورة بكل أعمالها فليس هناك ما يخجل.. رحم الله الأسطورة الباقية شادية.