ارتفاع أسعار الذهب الفورية اليوم الخميس 31-7-2025    نمو مبيعات التجزئة في اليابان بنسبة 2% خلال الشهر الماضي    فورد تتوقع خسائر بقيمة ملياري دولار هذا العام نتيجة رسوم ترامب    هاريس ستدلي بشهادتها في الكونجرس بشأن الحالة العقلية لبايدن والعفو عن 2500 شخص    ترامب يهدد كندا حال الاعتراف بدولة فلسطين: لن نعقد اتفاقا تجاريا    20 شاحنة مساعدات إماراتية تستعد للدخول إلى قطاع غزة    إصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بشمال سيناء    ملعب الإسكندرية يتحول إلى منصة فنية ضمن فعاليات "صيف الأوبرا 2025"    سعر الدولار اليوم الخميس 31-7-2025 بعد تسجيله أعلى مستوياته خلال 60 يومًا    معتقل من ذوي الهمم يقود "الإخوان".. داخلية السيسي تقتل فريد شلبي المعلم بالأزهر بمقر أمني بكفر الشيخ    "ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب    قناة السويس حكاية وطنl القناة الجديدة.. 10 سنوات من التحدى والإنجاز    الرئيس الفلسطيني يرحب ب"الموقف التاريخي والشجاع" لكندا    لليوم الرابع، ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تأثر الإمدادات بتهديدات ترامب الجمركية    دعمًا لمرشح «الجبهة الوطنية».. مؤتمر حاشد للسيدات بالقليوبية    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    قناة السويس حكاية وطن l حُفرت بأيادٍ مصرية وسُرقت ب«امتياز فرنسى»    الطب الشرعى يحل لغز وفاة أب وابنائه الستة فى المنيا.. تفاصيل    سلاح النفط العربي    حرمه منها كلوب وسلوت ينصفه، ليفربول يستعد لتحقيق حلم محمد صلاح    نحن ضحايا «عك»    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    طريقة عمل سلطة الفتوش على الطريقة الأصلية    المهرجان القومي للمسرح يحتفي بالفائزين في مسابقة التأليف المسرحي    بمحيط مديرية التربية والتعليم.. مدير أمن سوهاج يقود حملة مرورية    بينهم طفل.. إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق فايد بالإسماعيلية (أسماء)    بعد الزلزال.. الحيتان تجنح ل شواطئ اليابان قبل وصول التسونامي (فيديو)    الدفاع الروسية: اعتراض 13 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعتي روستوف وبيلجورود    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    رامي رضوان ودنيا سمير غانم وابنتهما كايلا يتألقون بالعرض الخاص ل «روكي الغلابة»    نقيب السينمائيين: لطفي لبيب أحد رموز العمل الفني والوطني.. ورحيله خسارة كبيرة    السيارات الكهربائية.. والعاصمة الإنجليزية!    424 مرشحًا يتنافسون على 200 مقعد.. صراع «الشيوخ» يدخل مرحلة الحسم    الحقيقة متعددة الروايات    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    اصطدام قطار برصيف محطة "السنطة" في الغربية.. وخروج عربة من على القضبان    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    هل يعاني الجفالي من إصابة مزمنة؟.. طبيب الزمالك السابق يجيب    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شادية.. حلاوة الصوت والصورة وبراعة الأداء
نشر في صوت البلد يوم 02 - 12 - 2017

شادية هي المطربة الوحيدة في السينما المصرية التي اكتسبت نفس الجاذبية حين غنت في الأفلام، وأيضًا حين توقفت عن الغناء واكتفت بالتمثيل، حيث جمعت الحلاوة في صوتها كمغنية، وأيضا في نبراتها وهي تتكلم بالإضافة الى حلاوة الوجه، وتناسق الجسد، خاصة في شبابها، بالاضافة إلى الوجه الحسن الموسوم بالدلال، والقدرة الهائلة على تقمص الأدوار التي أسندت اليها، وبقائها في وجدان الناس رغم أنها اعتزلتهم لأكثر من ثلاثين عاما.
كما أنها المطربة الوحيدة الأطول عمرًا في تاريخ الغناء على الشاشة في الأفلام التي عملتها بين عامي 1947 - 1984 تدرجت الأغنيات التي شدت بها شادية في أفلامها من الأغنيات الخفيفة إلى الدويتو والأغنية الحزينة، ورغم أن البطولة الأولى في عملها الأول "العقل في إجازة" لحلمي رفلة كانت لليلى فوزي، فإن ملامح البطلة القادمة تجلت في هذا الدور، وظلت الأدوار التي تقدم للمطربة في السنوات العشر التالية تكاد تكون صورة مكررة من الفتاة الخفيفة الشقية المظلومة أحيانا المطموع فيها في أحيان أخرى.
وحلمي رفلة هو المخرج الذي أعطي الفرصة الأولى لشادية في فيلمها الأول، ومع بدايات الخمسينيات تنوعت أدوارها أمام المخرجين الذين عملت معهم المطربة الشابة آنذاك، وكانت تعود إلى حلمي رفلة بين الوقت والآخر الذي أخرج لها في عام 1951 "حماتي قنبلة ذرية"، و"قدم الخير" 1952، و"حظك هذا الأسبوع"، و"شرف البنت" 1954، ولو راجعنا قائمة شادية بين أعوام 1948 و1954، فسوف نجد أنها مثلت حتى نهاية العام الأخير المشار إليه 59 فيلمًا، وهو رقم ضخم بالنسبة لفنانة.
وهناك سمة بالغة الغرابة في أفلام شادية في مرحلتها الأولى، حيث بدت هذه الأفلام كأنها متقاربة الموضوعات وإيقاع الأغنيات، ولذا فمن الصعب على المتفرج أن يفرق بين أسماء أفلامها أو موضوعات هذه الأفلام، بين "الهوا مالوش دوا" و"في الهوا سوا" والاثنان ليوسف معلوف، وبين "آمال" و"الدنيا حلوة"، وكلاهما لنفس المخرج.
ولا يرجع ذلك قط إلى أن شادية عملت بشكل متكرر مع المخرج نفسه، بل أيضا مع نفس الممثلين، حيث شاركت كمال الشناوي بين عامي 1948 - 1954 فقط في 13 فيلمًا، وعملت أمام إسماعيل يس 19 فيلمًا، وأمام عماد حمدي في ستة أفلام، وأمام محسن سرحان في ثمانية أفلام، بالإضافة إلى مشاركات في أفلام عديدة لكل من شكري سرحان ومحمد فوزي.
شاطىء الذكريات
والغريب أنه مع عام 1955، بدأت أدوار الممثلة تتغير بشكل ملحوظ فرغم أنها جسدت دور الفتاة الخاطئة في فيلم "ليلة من عمري" في نهاية 1954، فإنها في هذا الفيلم غنت لحبيبها الكثير من الأغاني السعيدة المبهجة، لكنها في فيلم "شاطىء الذكريات" 1955 كانت أكثر حزنًا وخطيئة باعتبار أن الشاب الذي أخطأت معه ظل يلاحقها حين عودته من السفر، وكانت قد تزوجت أخاه فقلت الأغنيات الخفيفة.
وابتداءً من هذه الفترة اشتهرت شادية بأغنياتها الدويتو، فغنت أمام عبدالحليم حافظ، وغنت "يا سلام على حبي وحبك" أمام فريد الأطرش في فيلم "أنت حبيبي" ليوسف شاهين، ورغم أن شادية وقفت أمام نجوم طرب، فإنها في كل الأفلام التي عملت فيها كان عليها أن تغني أغنياتها الخاصة بها التي تعبر عن مشاعرها، مثلما حدث في "إنت حبيبي"، و"دليلة" وكافة الأفلام المذكورة، وبالطبع فإن هذه المرحلة لم تأت من فراغ، بل غنت دويتات أخرى أمام منير مراد الذي لحن لها في حياتها كمًا كبيرًا من أغنياتها الخفيفة.
والفترة المهمة من حياة شادية كمطربة استمرت حتى عام 1962، ولكنها منذ منتصف الخمسينيات بدأ عدد الأغنيات يقل، وتلاشت تدريجيًا صورة البنت الدلوعة لتحل محلها الفتاة الخاطئة، حيث جسدت مثل هذه الشخصية في أكثر من فيلم منها "وداع في الفجر" و"لواحظ" و"قلوب العذاري" و"الهاربة" و"المرأة المجهولة"، ثم هي تكاد أن تخطىء في "لوعة الحب" بعد أن وقعت في غرام زميل زوجها الغائب.
ولا يمكن أن نضع قاعدة عامة لأغنيات شادية في هذه الأفلام، فبعض الأغنيات كانت تنجح بشكل بارز وتختفي بعض الأغنيات الأخرى، وصارت تغني على الأكثر أغنيتين في بعض أفلامها، مثلما حدث في "التلميذة" لحسن الإمام، حيث غنت "سونة"، و"فوق يا قلبي"، وفي فيلم "الزوجة 13" غنت "على عش الحب"، و"حياة عينيك"، ثم غنت "نو يا جوني" في فيلم "زقاق المدق" لحسن الإمام 1963.
وشيئًا فشيئًا، تخلصت شادية لبعض الوقت من المطربة، وصار عليها أن تكون ممثلة فقط، وبدا هذا واضحًا في شخصية الفتاة الضائعة في فيلم "المعجزة" لحسن الإمام. لذا فإن أدوارها التالية التي لم تغن بها لم تكن بمثابة مفاجأة، بل بدا الأمر ممهدًا للمطربة التي صارت امرأة ناضجة وممثلة يمكنها أن تحمل هذا التغيير بكل تميز، وهي بذلك تكون حالة خاصة وفريدة في السينما المصرية لم يسبق لمطربة أن مرت بها، سواء من قبل أو من بعد، وفي تلك المرحلة بدت السينما تتعامل مع شادية باعتبارها ممثلة إغراء بالغة الفتنة، وكان ذلك واضحا في فيلمين هما "زقاق المدق" والطريق"، وهنا ارتدت ثوبا مغريا للغاية في دور كريمة التي تقع في غرام صابر، وهي الزوجة التي تتسلل في الليل الى مخدع عشيقها، ويبدو أنها انتبهت الى ما قدمته فلم تكرر مثل هذه الأدوار بعد ذلك أبدا.
مطربة مناضلة
ولم تكن تلك قاعدة بالنسبة للفنانة، فقد ظهرت كمطربة فقط تغني أمام الجنود العائدين من اليمن في فيلم "منتهي الفرح" لمحمد سالم عام 1963، لكنها لم تغن في "الطريق"، و"مراتي مدير عام"، و"كرامة زوجتي"، وفي عام 1976 عادت للغناء في دويتو "حاجة غريبة" أمام عبدالحليم حافظ في "معبودة الجماهير"، والغريب أنها تركت زميلها المطرب يستأثر وحده بغناء أربع أغنيات أخرى في الفيلم ثم غنت في خلفية المشاهد في "شيء من الخوف" لحسين كمال. وغنت أغنيتين في "نصف ساعة جواز" وهما أغنيتان خفيفتان تعودان بالمطربة إلى بداياتها الأولى في السينما.
والأفلام التالية لشادية كانت بمثابة ابتعاد واقتراب من الغناء، فقد تغني في فيلم أغنية أو أغنيتين على أكثر تقدير، أو قد لا تغني بالمرة، فهي تغني "عالي" في "لمسة حنان" لحلمي رفلة مكتشفها الاول عام 1971، ثم غنت العديد من الأغنيات في "أضواء المدينة" لفطين عبدالوهاب .
وفطين هو المخرج الأكثر اقتناعًا في أفلام شادية الأخيرة بموهبتها كمطربة، وهو الوحيد الذي أتاح لها أن تغني كل هذه الأغنيات في أغلب أفلامه، وفي فيلمه "أضواء المدينة" منحها فرصة الغناء الجماعي لأكثر من ست أغنيات؛ اشترك في هذه الأغنيات بالأداء كل من أحمد مظهر وعبدالمنعم إبراهيم وجورج سيدهم، وآخرين، ومنها "سلامة"، و"الله يا بوصة"، و"عطشان يا صبايا"، و"صفر يا وابور" وأغنية "الجدة"، بالإضافة إلى أغنيتين فرديتين هما "حبه بحبه"، و"الهداوة".
والغريب أن هذه الأغنيات كانت أيضا سينمائية، لم نسمعها بعيدا عن شاشة الأفلام، في الوقت الذي لمعت فيه شادية كمطربة إذاعية في المقام الأول من خلال أغنيات من طراز "قولوا لعين الشمس"، و"عنب بلدنا"، و"قاللي الوداع"، و"آخر ليلة" و"اتعودت عليك" و"رحلة العمر" وغيرها ، وحتى فيلمها الأخير "لا تسألني من أنا" فإن شادية لم تكف عن الغناء حيث غنت "مين بماله" وهي أغنية قدرية، بقت أيضا في تراث الفنانة. (خدمة وكالة الصحافة العربية)
شادية هي المطربة الوحيدة في السينما المصرية التي اكتسبت نفس الجاذبية حين غنت في الأفلام، وأيضًا حين توقفت عن الغناء واكتفت بالتمثيل، حيث جمعت الحلاوة في صوتها كمغنية، وأيضا في نبراتها وهي تتكلم بالإضافة الى حلاوة الوجه، وتناسق الجسد، خاصة في شبابها، بالاضافة إلى الوجه الحسن الموسوم بالدلال، والقدرة الهائلة على تقمص الأدوار التي أسندت اليها، وبقائها في وجدان الناس رغم أنها اعتزلتهم لأكثر من ثلاثين عاما.
كما أنها المطربة الوحيدة الأطول عمرًا في تاريخ الغناء على الشاشة في الأفلام التي عملتها بين عامي 1947 - 1984 تدرجت الأغنيات التي شدت بها شادية في أفلامها من الأغنيات الخفيفة إلى الدويتو والأغنية الحزينة، ورغم أن البطولة الأولى في عملها الأول "العقل في إجازة" لحلمي رفلة كانت لليلى فوزي، فإن ملامح البطلة القادمة تجلت في هذا الدور، وظلت الأدوار التي تقدم للمطربة في السنوات العشر التالية تكاد تكون صورة مكررة من الفتاة الخفيفة الشقية المظلومة أحيانا المطموع فيها في أحيان أخرى.
وحلمي رفلة هو المخرج الذي أعطي الفرصة الأولى لشادية في فيلمها الأول، ومع بدايات الخمسينيات تنوعت أدوارها أمام المخرجين الذين عملت معهم المطربة الشابة آنذاك، وكانت تعود إلى حلمي رفلة بين الوقت والآخر الذي أخرج لها في عام 1951 "حماتي قنبلة ذرية"، و"قدم الخير" 1952، و"حظك هذا الأسبوع"، و"شرف البنت" 1954، ولو راجعنا قائمة شادية بين أعوام 1948 و1954، فسوف نجد أنها مثلت حتى نهاية العام الأخير المشار إليه 59 فيلمًا، وهو رقم ضخم بالنسبة لفنانة.
وهناك سمة بالغة الغرابة في أفلام شادية في مرحلتها الأولى، حيث بدت هذه الأفلام كأنها متقاربة الموضوعات وإيقاع الأغنيات، ولذا فمن الصعب على المتفرج أن يفرق بين أسماء أفلامها أو موضوعات هذه الأفلام، بين "الهوا مالوش دوا" و"في الهوا سوا" والاثنان ليوسف معلوف، وبين "آمال" و"الدنيا حلوة"، وكلاهما لنفس المخرج.
ولا يرجع ذلك قط إلى أن شادية عملت بشكل متكرر مع المخرج نفسه، بل أيضا مع نفس الممثلين، حيث شاركت كمال الشناوي بين عامي 1948 - 1954 فقط في 13 فيلمًا، وعملت أمام إسماعيل يس 19 فيلمًا، وأمام عماد حمدي في ستة أفلام، وأمام محسن سرحان في ثمانية أفلام، بالإضافة إلى مشاركات في أفلام عديدة لكل من شكري سرحان ومحمد فوزي.
شاطىء الذكريات
والغريب أنه مع عام 1955، بدأت أدوار الممثلة تتغير بشكل ملحوظ فرغم أنها جسدت دور الفتاة الخاطئة في فيلم "ليلة من عمري" في نهاية 1954، فإنها في هذا الفيلم غنت لحبيبها الكثير من الأغاني السعيدة المبهجة، لكنها في فيلم "شاطىء الذكريات" 1955 كانت أكثر حزنًا وخطيئة باعتبار أن الشاب الذي أخطأت معه ظل يلاحقها حين عودته من السفر، وكانت قد تزوجت أخاه فقلت الأغنيات الخفيفة.
وابتداءً من هذه الفترة اشتهرت شادية بأغنياتها الدويتو، فغنت أمام عبدالحليم حافظ، وغنت "يا سلام على حبي وحبك" أمام فريد الأطرش في فيلم "أنت حبيبي" ليوسف شاهين، ورغم أن شادية وقفت أمام نجوم طرب، فإنها في كل الأفلام التي عملت فيها كان عليها أن تغني أغنياتها الخاصة بها التي تعبر عن مشاعرها، مثلما حدث في "إنت حبيبي"، و"دليلة" وكافة الأفلام المذكورة، وبالطبع فإن هذه المرحلة لم تأت من فراغ، بل غنت دويتات أخرى أمام منير مراد الذي لحن لها في حياتها كمًا كبيرًا من أغنياتها الخفيفة.
والفترة المهمة من حياة شادية كمطربة استمرت حتى عام 1962، ولكنها منذ منتصف الخمسينيات بدأ عدد الأغنيات يقل، وتلاشت تدريجيًا صورة البنت الدلوعة لتحل محلها الفتاة الخاطئة، حيث جسدت مثل هذه الشخصية في أكثر من فيلم منها "وداع في الفجر" و"لواحظ" و"قلوب العذاري" و"الهاربة" و"المرأة المجهولة"، ثم هي تكاد أن تخطىء في "لوعة الحب" بعد أن وقعت في غرام زميل زوجها الغائب.
ولا يمكن أن نضع قاعدة عامة لأغنيات شادية في هذه الأفلام، فبعض الأغنيات كانت تنجح بشكل بارز وتختفي بعض الأغنيات الأخرى، وصارت تغني على الأكثر أغنيتين في بعض أفلامها، مثلما حدث في "التلميذة" لحسن الإمام، حيث غنت "سونة"، و"فوق يا قلبي"، وفي فيلم "الزوجة 13" غنت "على عش الحب"، و"حياة عينيك"، ثم غنت "نو يا جوني" في فيلم "زقاق المدق" لحسن الإمام 1963.
وشيئًا فشيئًا، تخلصت شادية لبعض الوقت من المطربة، وصار عليها أن تكون ممثلة فقط، وبدا هذا واضحًا في شخصية الفتاة الضائعة في فيلم "المعجزة" لحسن الإمام. لذا فإن أدوارها التالية التي لم تغن بها لم تكن بمثابة مفاجأة، بل بدا الأمر ممهدًا للمطربة التي صارت امرأة ناضجة وممثلة يمكنها أن تحمل هذا التغيير بكل تميز، وهي بذلك تكون حالة خاصة وفريدة في السينما المصرية لم يسبق لمطربة أن مرت بها، سواء من قبل أو من بعد، وفي تلك المرحلة بدت السينما تتعامل مع شادية باعتبارها ممثلة إغراء بالغة الفتنة، وكان ذلك واضحا في فيلمين هما "زقاق المدق" والطريق"، وهنا ارتدت ثوبا مغريا للغاية في دور كريمة التي تقع في غرام صابر، وهي الزوجة التي تتسلل في الليل الى مخدع عشيقها، ويبدو أنها انتبهت الى ما قدمته فلم تكرر مثل هذه الأدوار بعد ذلك أبدا.
مطربة مناضلة
ولم تكن تلك قاعدة بالنسبة للفنانة، فقد ظهرت كمطربة فقط تغني أمام الجنود العائدين من اليمن في فيلم "منتهي الفرح" لمحمد سالم عام 1963، لكنها لم تغن في "الطريق"، و"مراتي مدير عام"، و"كرامة زوجتي"، وفي عام 1976 عادت للغناء في دويتو "حاجة غريبة" أمام عبدالحليم حافظ في "معبودة الجماهير"، والغريب أنها تركت زميلها المطرب يستأثر وحده بغناء أربع أغنيات أخرى في الفيلم ثم غنت في خلفية المشاهد في "شيء من الخوف" لحسين كمال. وغنت أغنيتين في "نصف ساعة جواز" وهما أغنيتان خفيفتان تعودان بالمطربة إلى بداياتها الأولى في السينما.
والأفلام التالية لشادية كانت بمثابة ابتعاد واقتراب من الغناء، فقد تغني في فيلم أغنية أو أغنيتين على أكثر تقدير، أو قد لا تغني بالمرة، فهي تغني "عالي" في "لمسة حنان" لحلمي رفلة مكتشفها الاول عام 1971، ثم غنت العديد من الأغنيات في "أضواء المدينة" لفطين عبدالوهاب .
وفطين هو المخرج الأكثر اقتناعًا في أفلام شادية الأخيرة بموهبتها كمطربة، وهو الوحيد الذي أتاح لها أن تغني كل هذه الأغنيات في أغلب أفلامه، وفي فيلمه "أضواء المدينة" منحها فرصة الغناء الجماعي لأكثر من ست أغنيات؛ اشترك في هذه الأغنيات بالأداء كل من أحمد مظهر وعبدالمنعم إبراهيم وجورج سيدهم، وآخرين، ومنها "سلامة"، و"الله يا بوصة"، و"عطشان يا صبايا"، و"صفر يا وابور" وأغنية "الجدة"، بالإضافة إلى أغنيتين فرديتين هما "حبه بحبه"، و"الهداوة".
والغريب أن هذه الأغنيات كانت أيضا سينمائية، لم نسمعها بعيدا عن شاشة الأفلام، في الوقت الذي لمعت فيه شادية كمطربة إذاعية في المقام الأول من خلال أغنيات من طراز "قولوا لعين الشمس"، و"عنب بلدنا"، و"قاللي الوداع"، و"آخر ليلة" و"اتعودت عليك" و"رحلة العمر" وغيرها ، وحتى فيلمها الأخير "لا تسألني من أنا" فإن شادية لم تكف عن الغناء حيث غنت "مين بماله" وهي أغنية قدرية، بقت أيضا في تراث الفنانة. (خدمة وكالة الصحافة العربية)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.