يعد نزول المطر من أعظم مظاهر رحمة الله بعباده، فهو حياة للأرض والإنسان والحيوان، ومع ذلك قد تأتي أوقات يشتد فيها المطر أو تصحبها اضطرابات جوية شديدة، فتتحول لحظة الرحمة إلى مشهد من الخوف والرهبة. وفي مثل هذه الأوقات، يتوجه المؤمنون إلى الله بالدعاء، مستشعرين قدرته وعظمته، طالبين الرحمة واللطف والأمان. فضل دعاء المطر وأثره الروحي أكدت السنة النبوية على أن وقت نزول المطر من أوقات استجابة الدعاء، لما فيه من نزول الرحمة الإلهية، وفتح أبواب السماء. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اثنتان لا تُردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر" (رواه الحاكم). ويُستحب للمسلم أن يغتنم هذه اللحظات بالدعاء بخشوع، طالبًا من الله الغيث النافع والرزق الواسع، بعيدًا عن الضرر والبلاء. الأدعية المأثورة عند نزول المطر ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد من الأدعية التي يُستحب قولها عند نزول المطر أو اشتداده، ومنها: * "اللهم صيبًا نافعًا". * "اللهم اجعله رحمة ولا تجعله عذابًا". * "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر". * وعند شدة الرياح والعواصف، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به". الاضطرابات الجوية واختبار الصبر والإيمان تشهد بعض المناطق من وقت لآخر اضطرابات جوية شديدة، مثل الأمطار الغزيرة والسيول والعواصف، وهي ظواهر طبيعية تذكّر الإنسان بضعفه أمام قوة الخالق. وعلى الرغم من أنها قد تسبب الخوف أو الخسائر، إلا أنها تحمل في معناها ابتلاءً واختبارًا لصبر الإنسان وشكره، وفرصة للتوبة والدعاء بالستر والرحمة. الدعاء وقت العواصف والرياح القوية عندما تشتد الرياح أو تكثر الرعود والبرق، يُستحب أن يردد المسلم الأدعية التي وردت في السنة النبوية، مثل: * "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته". * "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك". فهذه الأدعية تُطمئن القلب وتغرس في النفس اليقين بأن كل ما يحدث في الكون هو بأمر الله وتقديره. الدعاء رحمة ولطف في زمن الخوف الدعاء في زمن الاضطرابات الجوية ليس مجرد كلمات، بل هو حالة إيمانية تجمع بين الخشية والرجاء، بين الخوف من البلاء والطمع في رحمة الله. فهو دعاء يحمل الأمل في أن يجعل الله المطر غيثًا نافعًا، وأن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء، وأن يبدل الخوف أمنًا، والابتلاء رحمة.