عُثر حتي الآن بوادي الملوك علي 64 مقبرة منها مقبرتان كشف عنهما بعد العثور علي مقبرة الملك توت عنخ آمون رغم أن البعض أعلن أن الوادي قد باح بكل أسراره، ومع ذلك فلايزال هناك العديد من الأسرار التي سوف تظهر قريباً بوادي الملوك. يبدو أن أحلام اللورد قد تحققت بعد وصول برقية كارتر وهو يهنئه بالكشف العظيم، وأعتقد أن رحلة السفر كانت بالباخرة، حيث إنه وصل إلي محطة الأقصر في 23 نوفمبر أي بعد 19 يوماً من وصول البرقية، وخلال اللحظة يبدو أن المليونير الإنجليزي بدأ يحلم أنه سوف يستعيد ما دفعه من مال خلال السنوات الماضية، وأن موارده المالية سوف تزداد وهو يحصل علي نصيبه من الكشف، وخاصة أن هناك قانوناً في ذلك الوقت وهو إعطاء 50% من المكتشفات إلي البعثة الأجنبية، ولم يكن اللورد يعرف أنه سوف يصاب بصدمة عندما يعلم أن هناك قانوناً مصرياً آخر، وهو أن المقبرة إذا اكتشفت كاملة ليس من حق المكتشف أن يأخذ منها قطعة آثار واحدة... وأنا أعتقد أن الذي صاغ هذا القانون هو عبقري، وإذا كان مصرياً أو أجنبياً فكان يعشق آثار مصر ويحاول أن يحافظ عليها؛ لأنه لا يمكن أن نقسم المقبرة إلي نصفين، أحدهما داخل المتحف المصري، والآخر في لندن، وللأسف الشديد كان البعض في الماضي يقسم ما كشف داخل المقبرة الواحدة لكي تعرض داخل أكثر من متحف، وكان رؤساء الآثار للأسف يصدقون علي هذه الامتيازات! وعندما كشف چورچ رايزنر مقبرة الملكة »حتب حرس» أم الملك »خوفو» كاملة داخل بئر يصل عمقه حوالي عشرة أمتار ولم يحصل علي أي قطعة أثرية، ولكن مصلحة الآثار كانت كريمة معه عندما أهدته التمثال الرائع ل »عنخ - حاف»، والذي كان مهندساً للهرم الثاني، وعرفنا من خلال أهم اكتشاف أثري في هذا القرن وهو البردية التي تعرف باسم »بردية وادي الجرف»، وفيها كان »عنخ - حاف» مفتشاً لما يعرف بمنطقة »فم البحيرة» ل »خوفو»؛ ولذلك أعتقد أن هذا المنصب يتوازي حالياً مع مفتش عام جمارك الإسكندرية فكان يشرف علي ما يدخل ويخرج للهرم داخل منطقة معروفة باسم »عنخ – خوفو»، أي (حياة خوفو).. وسوف نعرف بعد ذلك الصراعات والمشاكل التي تمت بين اللورد كارنانڤون والحكومة المصرية؛ لأنه لم يحصل علي أي قطعة أثرية من المقبرة لأنها كشفت كاملة؛ ولذلك فقد سرق العديد من الآثار سجلها توماس هوڤنج مدير متحف المتروبوليتان في كتاب يعرف باسم »القصة التي لم تقل عن توت عنخ آمون».. وقد حصل هيوارد كارتر علي 19 قطعة أثرية من المقبرة لا أعرف سبب حصوله عليها، وقد سلمها إلي متحف المتروبوليتان، ولم يحاول أن يبيعها، وقد استطعت من خلال الإتصال مع بيل كامبل مدير المتحف السابق، ودورثيا أرنولد رئيسة قسم المصريات أن أعيد القطع الأثرية لمصر مرة أخري.. عموماً فقد وصل اللورد كارنانڤون مع ابنته إيفيلين هيربرت إلي الأقصر وقابلهم المحافظ وكارتر..