لم يكن أمام هيوارد كارتر غير طريق واحد وهو إقناع اللورد كارنانڤون بأن يحصل علي امتياز الحفر وأقنعه أنه علي ثقة تامة بأنه سوف يعثر علي مقبرة كاملة؛ لم تُمس من قبل. عمل هيوارد كارتر مع اللورد كارنانڤون في العديد من المناطق الأثرية بالدلتا، ولكنه كان يفكر في وادي الملوك.. المكان الذي قضي فيه أياماً جميلة، ولكن كان هناك حلم آخر يراوده حيث كان علي ثقة تامة أن مقبرة توت عنخ آمون مازالت مختفية تحت الرمال، بل وكان لديه اعتقاد كبير أنها لم تُمس ولم يسرقها اللصوص.. وكان أمام عينيه ما قاله ديڤيز عندما عثر علي قطع أثرية تخص الملك توت عنخ آمون، وأعتقد أنه قد كشف عن المقبرة، ولكن ديڤيز لم يكن خبيراً أو أثرياً لكي يؤكد ذلك، وترك الوادي معتقداً بأنه لن يكشف عن أي مقابر أخري بالوادي.. ولذلك كان كارتر يعرف أن ما عثر عليه ديڤيز ليس بالمقبرة، بل هي آثار تخص الملك توت عنخ آمون، وقد تكون عبارة عن خبيئة التحنيط.. لذلك كان كارتر علي ثقة أن المقبرة الأصلية موجودة بلاشك بجوار هذه الخبيئة، ومن محاسن الصدف أن امتياز الحفر الذي كان يملكه ديڤيز أصبح غير موجود بعد أن ترك الوادي وتخلي عن امتياز الحفر.. لم يكن أمام هيوارد كارتر غير طريق واحد وهو إقناع اللورد كارنانڤون بأن يحصل علي امتياز الحفر وأقنعه أنه علي ثقة تامة بأنه سوف يعثر علي مقبرة كاملة؛ لم تُمس من قبل.. ولمعت عين اللورد بل وتخيل لو أن كارتر كشف عن مقبرة توت عنخ آمون فسوف يصبح من أكبر أثرياء العالم؛ لأن المقبرة سوف يكون داخلها كنوز ذهبية لم تُمس من قبل.. لم يكن اللورد يعرف أن قانون الآثار في ذلك الوقت لن يسمح له بأن يأخذ قطعة واحدة بالطرق القانونية حيث ينص القانون علي بقاء كنوز المقابر السليمة في مصر ولا تخضع للقسمة. علي أي حال بدأ كارتر عام 1915م العمل مع اللورد كارنانڤون في وادي الملوك. وقد بدأ الحفر في الموقع المعروف باسم (وادي القرود) أو (الوادي الغربي)، وهو المكان الذي عثر فيه علي مقبرة الملك آي الذي تزوج أرملة توت عنخ آمون؛ وحكم مصر بعده مباشرة.. وقام كارتر بإعادة الكشف عن مقبرة الملك أمنحتب الثالث، وكان أغلب العلماء يعتقدون أن هذه المقبرة قد نُهبت تماماً وفي نفس الوقت لم يتم تنظيفها بالكامل من قبل، ولكن المفاجأة أن هذا الرجل المحظوظ كارتر قد قام بالكشف عن آثار هامة بالمقبرة منها ودائع الأساس، وكذلك أجزاء من تمثال الأوشابتي الشهير للملكة تي زوجة الملك أمنحتب الثالث والتي كانت من عامة الشعب ولكنها أسرت قلب الملك واستطاعت السيطرة عليه تماماً، بل ووجدنا أنها أمرت بأن تضع لها التماثيل بحيث تتوازي في الطول مع الملك نفسه، وفي نفس الوقت طلبت من الملك أن يدفن والدها »يويا» ووالدتها »تويا» بوادي الملوك. وقام كارتر أيضاً بالكشف عن آثار أخري داخل المقبرة، منها كسرات من الأواني الكانوبية التي كان يوضع داخلها الأحشاء بعد عملية التحنيط وأطلق عليها اسم »الكانوبية» نسبة إلي بلدة كانوب التي تقع بجوار الإسكندرية، وعثر كذلك علي محور عجلة العربة التي تخص الملك، وكذلك جزء من قلادة... وقد خرج اللورد بهذه الاكتشافات ولكن كارتر كان يفكر في »توت عنخ آمون».