يبدو أن احداث الملف النووي الايراني قد اخذت تتطور بسرعة في الآونة الأخيرة وهو ما يشير الي انها تسير نحو التفاقم والدفع بها الي حافة الهاوية أملا في ان يؤدي ذلك اما إلي ايجاد حل سلمي لها أو اللجوء الي عمل عسكري. بالطبع فإن لا واشنطن ولا حلفاءها من الدول الغربية وبتأثير هذا الاحساس والتوقع.. اصبح الموقف خاضع لعدد من المظاهر التي تزخر بها الساحة حاليا وهي: عودة الحديث الأمريكي عن ان كل خيارات التعامل مع الموقف الايراني مفتوحة بما في ذلك الخيار العسكري. احساس ايران بما يدبر لها كان وراء هذه المناورات العسكرية التي تقوم بها وتعتقد انها يمكن ان تؤثر علي أي تحرك مستقبلي تجاهها. لجوء ايران الي سياسة التناور التي تعتقد انها نجحت فيها طوال السنوات الثلاث الماضية بإعلان استعدادها لتبادل اليورانيوم المخصب خارج اراضيها. لم يعد خافياً ان اطالة فترة التعامل والأخذ والرد مع ايران انما تستهدف من ورائه واشنطن فضح محاولاتها لخداع العالم حتي الوصول الي تحقيق طموحها في صنع سلاح نووي، هذه السياسة كانت وراء السيطرة علي تهور اسرائيل وتعطيل خطتها في ضرب مواقع ايران النووية لمنعها من ان تكون منافسة لها في امتلاك هذا السلاح. هذا التدخل الامريكي لدي اسرائيل لم يكن يستهدف ألا تقوم اسرائيل بهذه الخطوة وانما كان الهدف التأجيل حتي تستوي الطبخة لتوجيه الضربة العسكرية الخاطفة التي يمكن أن تطوي صفحة صراع الملف النووي الايراني. وتصفية ما تصاحبه من اخطار علي مصالح امريكا والغرب في المنطقة وكذلك أمن اسرائيل ويمكن القول من متابعة التطورات عن كثب ان العد التنازلي للتعامل مع هذه المشكلة قد بدأ بالفعل وان الحديث عن الاستعداد لاقرار حزمة عقوبات جديدة علي ايران في شهر مايو القادم ما هو الا تغطية للتعامل العسكري الذي اقترب موعده بالفعل. ان اسرائيل ومن ورائها اللوبي الصهيوني يرون ان سطوتهم وسيطرتهم علي مقاليد القوة في العالم ستساعدهم علي عدم السماح لايران بتحدي مطلبهم بعدم المضي في عمليات تخصيب اليورانيوم الي حد نجاحها في صنع سلاح نووي. ليس غائباً وعلي ضوء ما حدث في حرب العراق وافغانستان التي اقدمت عليها واشنطن ومن ورائها دول حلف الاطلنطي ومناهضة الرأي العام العالمي لهاتين الحربين انه كان من الضروري التمهيد لأي اجراء عسكري ضد ايران. وهو الأمر الذي جعلها تروج لمسألة الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة والتي تتركز فيما يلي: بدء خطة شغل سوريا حليفة ايران بالتحوط والاستعداد من اتخاذ اجراء عسكري ضدها من خلال اتهامها بتزويد حزب الله اللبناني بصواريخ سكود واشترك كل من واشنطن وتل ابيب في التحذير والتضخيم من هذه الخطورة السورية المشكوك فيها. لا جدال ان كل هذه المؤشرات لا يمكن ان تأتي من فراغ وبناء علي ذلك فانه من المؤكد اننا علي أبواب عمل خطير لن يوقفه سوي تحرك ايراني يقدر ويدرك حجم وخطورة الخطوة التالية. جلال دويدار [email protected]