أجمع علماء الأزهر علي أن زيارة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر لقرية الروضة في بئر العبد رسالة مهمة، في ضوء جهود الحرب علي الإرهاب، وأشاروا إلي أنها تؤكد وقوف الشعب وكل المؤسسات صفا واحدا في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف أمن المصريين وحياتهم حيث قام الإمام الأكبر بأداء الصلاة مع أهالي القرية في المسجد وزار أسر الشهداء والمصابين في المستشفيات. وأكد د. عباس شومان وكيل الأزهر إن وقوف قيادات الأزهر والأوقاف والإفتاء يتقدمهم الإمام الأكبر في قلب مسجد الروضة وأداء صلاة الجمعة وسط أهالي الشهداء بمثابة تحد للمجرمين الذين داهموا المسجد الجمعة الماضية. وأوضح أن قرارات شيخ الأزهر تؤكد دعمه لاسر الشهداء وأهالي القرية ومحاولة من إب وإمام لكل المصريين لتضميد الجراح حيث قرر الإمام الأكبر البدء الفوري في توسعة معهد الروضة الابتدائي وتحويله إلي إعدادي ثانوي وصرف معاش شهري للآرامل والمحتاجين من بيت الزكاة وإعفاء طلاب قرية الروضة من المصروفات الدراسية حتي الانتهاء من الجامعة وحج الآرامل في العام المقبل علي نفقة الأزهر،وتسكين طلاب وطالبات جامعة الأزهر في المدن الجامعية، و فتح اتصال مباشر مع المحافظ وشيوخ القبائل ومشيخة الأزهر لتلبية الاحتياجات فورا، وتوجيه قوافل دعوية وطبية لأهالي شمال سيناء وبخاصة بئر العبد. وأضاف د. عبد المنعم فؤاد عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين قائلا: »هذا هو إمام المسلمين الإمام الطيب بحق، وفي وقت يتطاول فيه البعض علي الأزهر يجوب معنا الصحراء في سيارته أكثر من خمس ساعات بين القاهرة ومسجد الروضة ذهابا ومثلها إيابا ويواسي أهل القرية ويصلي معهم ويثلج صدورهم بكلماته النابعة من القلب .. فهل يتريث ويعتبر المتطاولون المتهمون للأزهر دائما بالتقصير ؟ نأمل ذلك ». وأشار د. عبد الحليم منصور عميد كلية الشريعة والقانون بالدقهلية إلي أن زيارة الإمام الأكبر ل»الروضة» تؤكد أن جهاد المتشددين من الإرهابيين أعداء الوطن من الدواعش ومن علي شاكلتهم ليس فرض عين علي الجيش والشرطة فقط وإنما فرض عين علي جميع طوائف الأمة وفي مقدمتهم العلماء من خلال تفكيك الفكر المتطرف وبيان عواره للناس. وأوضح د. علي الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر أن الإمام الأكبر يقدم النموذج العملي لمن يريد أن يقدم شيئا ملموسا للناس فهو يفعل علي أرض الواقع ولا يتحدث كثيرًا، بينما نجد من نصبوا أنفسهم أوصياء علي الناس لم يفعلوا إلا أن يطعنوا في التراث ومناهج الأزهر وإمامه الأكبر.. وأكد أن ما فعله شيخ الأزهر كان له وقع السحر في تخفيف آلام أسر الشهداء وأكد تضامن الأزهر ومصر كلها معهم وأنهم لم يتركوا ليواجهوا مصابهم وحدهم وأن ما حدث مصاب لكل مصر وليس لهم وحدهم. من جانبه أعلن مرصد الفتاوي بدار الإفتاء إن علماء الأمة والقيادات الدينية يواصلون دَورهم في مقدمة الصفوف لدحر الإرهاب. وأوضح المرصد أن كلمة الإمام الأكبر في مسجد الروضة جاءت حاسمة قاطعة في بيان الحكم الشرعي في تنظيمات الإرهاب بأنهم خوارج بغاة ومفسدون في الأرض، ومن ثم يجب علي ولاة الأمر تطبيق حكم الله تعالي بقتال هؤلاء المحاربين لله ورسوله والساعين في الأرضِ فسادًا؛ حمايةً لأرواح الناس وأموالهم وأعراضهم. وقد اهتمت وكالات الانباء ووسائل الاعلام العالمية بعودة المواطنين المصريين لاداء الصلاة في مسجد الروضة.. وابرزت وكالة رويترز مقاطع من كلمة شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب عقب صلاة الجمعة التي بثها التليفزيون علي الهواء. وحث القوات المسلحة علي محاربة التشدد الاسلامي والقضاء عليه.. وابرزت قوله: أما القتلة الذين اجترأوا علي الله ورسوله فهؤلاء خوارج وبغاة ومفسدون في الارض.