السيسي : الاستفادة من الخبرة الفرنسية في المنسوجات والسيارات والدواء والسكة الحديد لوميير يشيد ببرنامج الإصلاح الاقتصادي.. ويزور مصر قريبا أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تقديره لحرص فرنسا علي دعم خطط التنمية المصرية عبر الآليات التنموية المختلفة، فضلاً عن النشاط الواضح للشركات الفرنسية في مصر، وأشار إلي ما يتيحه برنامج الإصلاح الاقتصادي من فرص جديدة لتوسيع نشاط هذه الشركات، خاصة مع ما يتوفر لمصر من سوق كبير وموقع استراتيجي يتيح لها أن تكون مركزاً للإنتاج وتصدير المنتجات إلي أسواق الدول الأفريقية والعربية، والتي ترتبط مع مصر بالعديد من اتفاقيات التجارة الحرة. وأكد الرئيس التطلع للاستفادة من الخبرات الفرنسية للتعاون في عدد من المجالات ذات الاهتمام بالنسبة لمصر، خاصة الملابس الجاهزة والمنسوجات وكذلك قطاع تصنيع السيارات ومكوناتها، والصناعات الدوائية، والسكك الحديدية، فضلاً عن مجالات البحث والابتكار والتطوير. جاء ذلك خلال زيارة الرئيس السيسي صباح أمس لمقر وزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية، حيث كان في استقباله وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أنه تم عقد جلسة مباحثات أشاد الوزير الفرنسي في بدايتها بما تشهده علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة من تطور ملحوظ، لتصبح أحد الأعمدة الرئيسية التي تتأسس عليها الصلات والروابط بين الدولتين. وأكد لوميير اعجابه ببرنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل الذي تنفذه الحكومة المصرية، والخطط التنموية التي تطبقها من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام. وأشار الي حرصه علي تنفيذ توجيهات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الهامة التي تجمع البلدين والارتقاء بها إلي آفاق أرحب، فضلاً عن دعم برنامج التنمية الاقتصادية الشاملة الذي تنفذه الحكومة المصرية. ومن جانبه أكد الرئيس السيسي الأهمية الخاصة التي توليها مصر لتطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع كل الدول الصديقة وعلي رأسها فرنسا، وشدد علي حرص مصر علي الارتقاء بمستوي التعاون الاقتصادي والاستثماري مع فرنسا، من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة تلبي مصالح الطرفين، وتساهم في خلق فرص العمل، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسي عقد عقب ذلك لقاء موسعا مع عدد كبير من رؤساء كبري الشركات الفرنسية، شهد حواراً مفتوحاً استعرض خلاله الرئيس السيسي أهم ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يتم تنفيذه علي مدار ثلاثة أعوام وفق أربعة محاور رئيسية تشمل الإصلاحات المالية والنقدية وسياسات الحماية الاجتماعية فضلاً عن الإصلاحات الهيكلية. وأشار إلي ما تحقق من نتائج إيجابية ملموسة جراء تنفيذ البرنامج، علي رأسها ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وما تحقق من استقرار نقدي، ومعالجة اختلالات سوق الصرف الأجنبي، وارتفاع الاحتياطي النقدي، وتعزيز قدرة الاقتصاد علي توليد وخلق فرص عمل جديدة للشباب. وأوضح الرئيس السيسي أن الشعب المصري يقف خلف تلك النتائج الايجابية من خلال تحمله للصعوبات الناتجة عن تطبيق الاصلاحات الاقتصادية، وعياً منه وادراكاً لأهمية تنفيذها علي الرغم من صعوبتها، انطلاقاً من رغبته في تغيير الواقع إلي مستقبل أفضل. واستعرض الرئيس جهود الحكومة لخلق بيئة استثمارية جاذبة، من خلال معالجة اختلالات هيكلية حالت في الماضي دون تحقيق العائد المطلوب من الفرص الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد المصري، حيث تم تبني حزمة من الإصلاحات والتشريعات من أجل تحسين بيئة الاستثمار والأعمال، وتطوير الجانب الإداري والمؤسسي لتبسيط الإجراءات، ومنح الحوافز اللازمة في المجالات الاستثمارية ذات الأولوية. وعرض الرئيس خلال اللقاء المشروعات القومية الكبري الجاري تنفيذها، ووجه الدعوة للشركات الفرنسية للاستثمار في تلك المشروعات، وعلي رأسها مشروع تنمية محور قناة السويس، الذي يهدف إلي تعظيم الاستفادة من الإمكانات الهائلة لقناة السويس كمعبر بين الشرق والغرب، من خلال جعل المنطقة مركزاً عالمياً للملاحة والخدمات اللوجستية، إلي جانب إنشاء المراكز الصناعية بالمنطقة الاقتصادية للقناة. وقد تحدث خلال اللقاء عدد من رؤساء الشركات الفرنسية وأشادوا بمناخ الاستقرار الذي تشهده مصر، وتوافر فرص استثمارية واعدة في العديد من المجالات، مما يشجعهم علي التوسع في استثماراتهم بمصر. كما استمع الرئيس السيسي إلي ملاحظاتهم ومقترحاتهم لتطوير مناخ الأعمال في مصر. وقد أعلن وزير الاقتصاد والمالية في نهاية اللقاء انه سيتوجه قريباً إلي مصر علي رأس وفد يضم عدداً كبيراً من الشركات الفرنسية، من أجل بحث سبل تنفيذ مشروعات مشتركة في العديد من المجالات.