الحوار والتواصل وفتح قنوات اتصال هكذا يسعي المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة.. لتطبيق سياسة جديدة تجاه شباب الثورة. وجاءت انطلاقة تلك اللقاءات المهمة بين المجلس العسكري وعدد من ائتلافات شباب الثورة مساء أمس الأول الأربعاء بمسرح الجلاء للقوات المسلحة. شارك في الحوار الذي استمر ساعتين حوالي ألف شاب من ممثلي حوال 153 من ائتلافات الثورة من مختلف محافظات مصر.. شهدت الجلسة بعض المشاحنات من المشاركين ومحاولة مقاطعة ممثلي المجلس الأعلي المشاركين في الحوار وهم اللواءات محمد العصار ومحمود حجازي وممدوح شاهين وإسماعيل عتمان.. الذين استطاعوا تهدئة المشاركين والوصول بدفة الحوار لبر الأمان. أكد ممثلو المجلس الأعلي في الحوار أن القوات المسلحة ملك للشعب وأن سلاحها فقط لحماية حدود الدولة وليس لقتل الشعب ومهمتها الأساسية حماية إنجازات الشعب والدفاع عنه وهذه ثوابت للجيش لم ولن يحيد عنها.. وأن القوات المسلحة سوف تستمر في أداء دورها لتحقيق كافة مطالب الثورة.. وأن الجيش لن يتستر علي فساد ومحاكمة كل الفاسدين مع ضرورة وجود ضمانات للمحاكمة العادلة للجميع.. وأن المجلس يسعي لتسليم البلاد إلي سلطة مدنية منتخبة ولا يسعي للقفز علي السلطة.. ولا يتدخل مطلقا في شئون القضاء.. وسوف يساند الجيش عودة الشرطة سريعا لأداء رسالتها السامية في حفظ الأمن.. في البداية قدم اللقاء اللواء اسماعيل عتمان، عضو المجلس العسكري ومدير إدارة الشئون المعنوية حيث قال "كان لي الشرف كمتحدث عسكري يلقي اول بيان يصدر عن القوات المسلحة بمناسبة احداث 25 يناير.. كما اتشرف بتقديم اول لقاء يجمع ما يقرب من 150 ائتلافا مع عدد من اعضاء المجلس العسكري. وتابع عتمان "نوجز لكم في هذا اللقاء دور القوات المسلحة في الثورة واهم التحديات التي تواجهنا واهم ما تحقق من انجازات والرؤية المستقبلية ودور الشباب المنتظر. ثم انطلق الحوار بكلمة للواء محمد العصار، عضو المجلس العسكري، والذي طلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد علي أرواح شهداء الثورة ثم ردد جميع من في القاعة سورة الفاتحة، ورددوا هتافات منها »ارفع راسك فوق انت مصري« و»الجيش والشعب ايد واحدة«. وأكد العصار أن المجلس منذ أن تولي المسئولية وهو يعمل علي التواصل مع كل أطياف المجتمع من سياسيين وكتاب وصحفيين وادباء، وبالتالي فإن هذا اللقاء يأتي ضمن فكر التواصل مع الشعب المصري. وتحدث اللواء محمود حجازي، عضو المجلس العسكري ومدير إدارة التنظيم والإدارة، حول دور القوات المسلحة في ثورة 25 يناير.. مؤكدا أن ما حدث هو ثورة لشعب متحضر استعاد ذاكرة أجداده وقام ليعبر عن مطالبه.. وأضاف أن ما جعل الثورة متفردة هي أنها سلمية فمن كان يخرب لا ينتمي للثورة وللثوار ولكن لفلول النظام السابق«.. كما تحدث حجازي عن مسئولية حماية الثورة .. وتابع حجازي "قبل الثورة وعندما كنت قائد منطقة كان توجيه المشير حسين طنطاوي دائما بالسعي لخدمة هذا الشعب العريق انطلاقا من مبدأ ثابت بالقوات المسلحة وهو رد الجميل للشعب الذي يساهم في بناء قوات مسلحة قوية وقادرة علي الردع وحماية حدود الدولة.. وقد طلب المشير طنطاوي ببناء ناد أو منطقة رياضية في أي قطعة أرض فضاء بالمحافظات.. كما أنشأت مستشفيات منتشرة في كل مساحات الجمهورية .. وأكد ان ثوابت القوات المسلحة تقوم علي أن القوات المسلحة لا يمكن أن تقفز علي السلطة و أن الجيش هو ملك للشعب وبالتالي فإن الرصاص يوجه للعدو فقط. قوانين مهمة من جانبه أكد اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة خلال اللقاء ان القوات المسلحة لن تتقدم بمرشح من داخل المؤسسة العسكرية في انتخابات الرئاسة القادمة واضاف سنحرص علي ان يتضمن الدستور الجديد للبلاد علي مادة تنص ان الجيش ملك للشعب المصري وحامي الدولة المدنية والدستور وضامن الديمقراطية وهنا ارتفعت اصوات الحاضرين بالمسرح بالهتافات "الجيش والشعب ايد واحدة" وصفقوا لكلمات اللواء شاهين الذي سارع الي تاكيد ان المجلس الاعلي لا يسعي الي السلطة منذ ان تولي مسئولية البلاد .. وأن القوات المسلحة من الشعب وللشعب، وستعمل علي تحقيق اماله وطموحاته المشروعة واشار الي ان المجلس الاعلي منذ توليه السلطة وهو لايتدخل في شئون القضاء ولم يصدر اي امر للتستر علي فاسد مهما كان منصبه وحتي المجلس الاعلي للقوات المسلحة ليس فوق القانون. وأكد شاهين ان قانون انتخابات مجلس الشعب لم يقر بعد بصورة نهائية وقال لقد طرحنا مشروع القانون في وسائل الاعلام من اجل ان نستمع لاراء كل القوي الوطنية والسياسية. واشار شاهين مؤكدا ان انتخابات مجلس الشعب القادمة ستجري قبل نهاية شهر سبتمبر القادم وبذلك نكون ملتزمين بالدستور الذي ينص علي ان تجري انتخابات مجلس الشعب بعد 6 اشهر من الاعلان الدستوري للبلاد واضاف انه قبل انتخابات مجلس الشعب بشهرين علي الاقل سيتم اصدار قرار يسمح للمواطنيين بتغيير اي بيانات شخصية ببطاقة الرقم القومي حتي يتسني لهم اختيار وتحديد المنطقة واللجنة الانتخابية التي يرغب المواطن في ان يقوم بالانتخاب فيها.. واعلن ان قانون الانتخابات الرئاسية سيصدر عقب صدور قانون انتخابات مجلس الشعب مباشرة واضاف ان هناك ايضا مشروع قانون سيحدد اختصاصات جهاز الامن الوطني وستكون بعيدة كل البعد عن الدور الذي كان يلعبه جهاز امن الدولة المنحل. وبالنسبة لمحاكمة رؤوس الفساد، قال إن المجلس العسكري لا يتدخل مطلقاً في قرارات النيابة، مشيراً إلي أن البطء في المحاكمات يرجع إلي حرص القضاء للحصول علي الأدلة الكافية ضد المتهمين واوضح شاهين ان محاكمة مدنيين امام المحاكم العسكرية جاء بعد احداث الانفلات الامني التي سادت البلاد بعد الثورة وقد نظر القضاء العسكري في 1800 قضية بلطجة صدرت فيها احكام رادعة ساهمت بشكل كبير في خفض نسبة البلطجة التي عاني منها المجتمع مؤخرا.. واكد شاهين حرص المؤسسة العسكرية علي عودة الشرطة المدنية بكل قوتها والشرطة العسكرية تساند فقط حتي تعود الامور كما كانت. واشاد شاهين بحكمة القيادة العسكرية التي كان في استطاعتها اصدار قرار بالعمل بقانون الطورائ رغم ان البلاد كانت في حالة عدم استقرار امني كبير وهو اكبر دليل علي ان الجيش لم يسع الي الحصول علي اي السلطة.. وحول المجالس المحلية قال نحن حاليا نقوم بمشاورات لاتخاذ قرار حول المحليات وانسب الطرق لحلها. الانفلات الامني من جانبه، قال اللواء اركان حرب محمد العصار عضو المجلس الاعلي للقوات المسلحة ان القوات المسلحة لن تقفز علي السلطة وتقف علي مسافة واحدة من جميع القوي السياسية إن أحد تحديات الثورة هو حالة الانفلات الامني.. وأكد أنه يتم بذل أقصي الجهد لعودة الامن، مشيرا إلي انه وصل الي درجة جيدة.. وأضاف أن الجانب الاقتصادي يعد أيضا أحد التحديات بالغة الاهمية، مشيرا إلي أن الاحداث التي تمر بها البلاد أدت إلي تأثر الحركة السياحية والمصانع، مؤكدا ضرورة العمل لدفع الاقتصاد. وتطرق اللواء أركان حرب محمد العصار عضو المجلس الاعلي للقوات المسلحة إلي تحدي الفتنة الطائفية، مشيرا إلي أن النظام السابق كان يعتمد علي الاسلوب الامني لمعالجة الفتنة الطائفية، إلا أن القوات المسلحة قامت الآن بالعمل علي أساس وطني وأشار إيضا إلي أن التحدي المتمثل في إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب، من خلال دس السموم للوقيعة بين الجانبين، بالاضافة إلي وجود قوي معادية للثورة من داخل البلاد.. وأضاف أن استعجال المطالب هي أحد التحديات الاخري التي تواجه المجلس العسكري، مشيرا إلي تعدد الرؤي عند الطرح، وانه لابد في النهاية أن يتم الأخذ بإحداها، بالإضافة إلي تحدي الاعلام وما يمثله من دور مهم ومؤثر في مسيرة البلاد. وللشباب رأي اللقاء كان من طرف واحد.. لم يتم تحديد آليات اللقاء وأجندة النقاش.. أتينا من مختلف المحافظات احتراما وتقديرا لمجلسنا العسكري وكنا نرجو تفاعلا اكثر مع المنصة.. مؤكدين في النهاية ان الجيش يحظي بكل احترام وتقدير وان محاولة الوقيعة بينه وبين الشعب "مستحيل".. كانت هذه هي ردود شباب الثورة تعليقا علي لقائهم مساء اول امس مع المجلس العسكري بمسرح الجلاء في اول لقاء جمع بين 153ائتلافا وممثلي المجلس العسكري. المهندس حسام إسماعيل عضو الاتحاد العام للثورة يقول: عندما رأيت الاعداد الغفيرة من الشباب قبل بداية اللقاء تخوفت كثيرا من الفشل وان اصعب شيء السيطرة علي شباب من جميع التيارات كل واحد منهم يحمل رؤية او مطلبا او يعتقد ان رأيه فقط هو الصواب..لكن سرعان مازال الخوف بمجرد ان دخل ممثلو المجلس العسكري وضجت القاعة بالتصفيق احتفالا بهم.. وأصغيت جيدا لكل ما قاله اعضاء المجلس وكان لقاء مثمرا حيث اعلنوا فيه عن جميع نواياهم في المرحلة المقبلة ونالوا اعجاب اغلبية الحضور.. الا اننا تمنينا ان يكون اللقاء اقل عددا واكثر تفاعلا معهم. التنظيم والانضباط ويضيف سعد طعيمة امين عام ائتلاف بيت الثورة الي ان اللقاء كان علي مستوي عال من التنظيم الذي ابهر الجميع ولم نندهش من ذلك لان المعروف عن القوات المسلحة هو الانضباط والالتزام وهذا كان السبب الرئيسي في نجاح لقاء المجلس العسكري مع اكثر من 1000 شاب ثائر غير انهم يحظوا بحب شديد من جانب الجميع وهو ماشاهدناه لحظة دخول المجلس العسكري حيث ضجت بالتصفيق والترحيب بهم وتعالت الهتافات بان الجيش والشعب ايد واحدة..ويقول عمرو نجيب الي ان احترام الشباب والشعب للقوات المسلحة ادي الي نجاح اللقاء وان كان لدي البعض انطباع بان اللقاء لم يكن ناجحا بالصفة المرجوة حيث تعالت الهتافات وحدثت بعض المقاطعات لهم اثناء الحديث ولكن كان الاغلبية ينادون علي من يقاطع »اقعد.. اقعد« حتي يلتزم بادب اللقاء ويجلس علي مقعده. من جانبه اكد محمد القصاص عضو ائتلاف الثورة الذي لم يشارك في لقاء المجلس العسكري بناء علي قرار الائتلاف الي ان اللقاء كان غير جدي لأنه كان من طرف واحد معتبرا انه لم يكن اكثر من كلمات ألقاها ممثلو المجلس العسكري لشباب الثورة وان الجميع تخيل انه حوارا مفتوحا معهم لما رأينا من دعاية مكثفة له في الايام السابقة ولكن هناك فرق بين الحوار واللقاء واعتقد انه اشبه مايكون بندوة. مبادرة الأخبار أشار الدكتور محمد مصطفي عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد العام للثورة أكد علي ان المجلس كان حريصا علي عدم إضاعة الوقت في النقاش المتبادل بين الطرفين حيث قام بتوزيع ورقة علي جميع الحاضرين لكتابة سؤال او مقترح حيث حرص اكثر من 20 ائتلافا علي المطالبة بتنفيذ مبادرة الاخبار التي اطلقها ياسر رزق رئيس التحرير بتحويل المجلس القومي للشباب الي مجلس شباب الثورة ليكون كيانا موحدا يضم جميع التيارات ونخرج من حالة الانقسام الموجودة بين الشباب..واننا كاتحاد نقوم بالتنسيق مع باقي الائتلافات لتنفيذ المبادرة علي ارض الواقع وان اللقاء القادم مع المجلس العسكري او مجلس الوزراء سوف نناقش معهم سبل تحقيق ذلك علي ارض الواقع دون المراوغة من الذين يجدون مصلحتهم في انقسامات شباب الثورة واللعب علي هذا الوتر حتي يحققوا مكاسب شخصية..واكد مصطفي الي ان اهم مطلب في المرحلة الحالية هو العمل نحو تنفيذ المبادرة في كل لقاء او حوار لاننا كشباب ثورة الورثة الحقيقيون لمكاسب ثورة 25 يناير. ويقول عامر الوكيل المنسق العام ومؤسس تحالف ثوار مصر علي انه دعونا نتفق ان لقاء المجلس العسكري معنا اول امس تعدت نسبة نجاحه اكثر من 70٪ ولابد ان نعي جيدا الفرق بين الحوار واللقاء حتي لا يدعي البعض فشله كحوار وان تواجد اكثر من 1500شاب من ثوار مصر لابد ان يجد نوعا من المقاطعات والتي كانت لاتعبر بالضرورة عن الالتزام والانضباط التي تحلت بهما قواتنا المسلحة منذ بداية استقبال الضيوف وحتي نهاية اللقاء وان الاعتراضات التي حدثت من قبل البعض كانت امرا طبيعيا وسط هذا الكم الهائل من الحضور . ويشير عمرو احمد عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد العام للثورة الي انه يكفي المجلس العسكري قدرته علي تنظيم وتجميع 1500من خيرة شباب مصر وان مجرد اللقاء معه كان مكسبا للشباب . حرص الدكتور عبد الله الاشعل المرشح لرئاسة الجمهورية علي حضور لقاء المجلس العسكري مع شباب الثورة قبل بداية اللقاء مستمعا لجميع الكلمات والمداخلات والذي عبر للأخبار عقب انتهاء اللقاء عن سعادته الغامرة بهذا اللقاء.. مشيرا الي ان القوات المسلحة تعد السند الحقيقي للشعب في جميع الاوقات.