انطلقت أمس أولى جولات الحوار بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وائتلافات شباب الثورة، وذلك فى مسرح الجلاء التابع للقوات المسلحة بمشاركة 153 ائتلافا من مختلف محافظات مصر، ومن بينهم جماعة الإخوان المسلمين، وشهدت الجلسة مشاحنات بين بعض المشاركين بسبب مطالبة عدد من الشباب بصياغة دستور جديد أولا وانسحاب البعض الآخر، لكن أعضاء المجلس العسكرى الذين حضروا اللقاء وهم: اللواءات إسماعيل عتمان ومحمد العصار وممدوح شاهين ومحمود حجازى، استطاعوا السيطرة على الموقف. وأجرت القوات المسلحة استطلاعا للرأى أثناء اللقاء يتكون من 23 سؤالا حول تطورات الأحداث فى مصر بعنوان «مصر أولا»، وتضمنت الأسئلة تقديم المقترحات التى يمكن أن تنفذ خلال الفترة الانتقالية الحالية وما يهدد الثورة وتقييم أداء المجلس العسكرى وكتابة النقاط السلبية فى تعامل المجلس العسكرى مع الأحداث، فضلا عن تقييم أداء حكومة د.عصام شرف. كما تضمن الاستبيان كتابة اسم أحد مرشحى رئاسة الجمهورية الذين يؤيدونه من بين الأسماء التالية «عمرو موسى ود. محمد البرادعى وأيمن نور وحمدين صباحى ود. كمال الجنزورى، أسماء أخرى تذكر»، وطبيعة نظام الحكم الذى يريده المصريون وأهم البرامج التليفزيونية التى يفضلونها بالإضافة إلى أسئلة أخرى حول كيفية عودة الأمن وتقييم قانون مباشرة الحقوق السياسية. ومن بين الائتلافات التى شاركت فى اللقاء ائتلافات محاميى الثورة وإذاعة الثورة والاتحاد العام للثورة ومصابى الثورة والمدنى الديمقراطى والثورة المصرية واتحاد الأقاليم واتحاد محافظة القليوبية وشباب الأزهر وشباب المهندسين وائتلاف حركة شباب الأطباء وحزب العدالة والحرية والمواطنة والإخوان المسلمين بالغربية و11 فبراير وصوت الاغلبية ومصر بلدنا وحركة تصحيح المسار وحركة إنقاذ مصر وأمن الثورة وشعب مصر و ائتلاف شباب الثورة فى كل من المنصورة والفيوم وشمال سيناء. قدم اللقاء اللواء إسماعيل عتمان، عضو المجلس العسكرى ومدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، حيث قال «كان لى الشرف كمتحدث عسكرى يلقى اول بيان يصدر عن القوات المسلحة بمناسبة احداث 25 يناير وأستمر فى إلقاء البيانات حتى البيان السادس الى ان سلمت المهمة الى المتحدث باسم المجلس الاعلى للقوات المسلحة وهو اللواء محسن الفنجرى، كما اتشرف بتقديم اول لقاء يجمع ما يقرب من 150 ائتلافا مع عدد من أعضاء المجلس العسكرى. وتابع عتمان «نوجز لكم فى هذا اللقاء دور القوات المسلحة فى الثورة واهم التحديات التى تواجهنا واهم ما تحقق من إنجازات والرؤية المستقبلية ودور الشباب المنتظر. ثم تحدث اللواء محمد العصار، عضو المجلس العسكرى، والذى طلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الثورة ثم ردد جميع من فى القاعة سورة الفاتحة، ورددوا هتافات منها «ارفع رأسك فوق إنت مصرى» و«الجيش والشعب إيد واحدة». وأكد العصار أن المجلس منذ أن تولى المسئولية وهو يعمل على التواصل مع كل أطياف المجتمع من سياسيين وكتاب وصحفيين وأدباء، وبالتالى فإن هذا اللقاء يأتى ضمن فكر التواصل مع الشعب المصرى، ووعد العصار بوجود لقاءات أخرى لتشمل أكبر عدد من شباب مصر، مطالبا الحضور بتقديم مقترحات لتحسين هذا التواصل، مؤكدا أن الجيش يراهن على شباب الثورة فى قيادة النهضة خلال الفترة القادمة. وتحدث اللواء محمود حجازى، عضو المجلس العسكرى ومدير إدارة التنظيم والإدارة، حول دور القوات المسلحة فى ثورة 25 يناير، وبدأ بمحور أهمية استعادة الذاكرة، بمعنى أن المصريين أحفاد لأجداد يعود تاريخهم لنحو 7 آلاف سنة حضارة، مؤكدا أن ما حدث هو ثورة لشعب متحضر استعاد ذاكرة أجداده وقام ليعبر عن مطالبه. وأضاف أن «ما جعل الثورة متفردة هى أنها سلمية وشدد على ضرورة ان تبقى سلمية حتى انتهاء المشوار وتحقيق الأهداف وقال «أنا أتحدث عن الثوار الحقيقيين وليس البلطجية الذين أساءوا للثورة، فمن كان يخرب لا ينتمى للثورة وللثوار ولكن لفلول النظام السابق»، موضحا أن الثورة أعلت قيمة المواطنة وكان نموذجا يحتذى به عندما كان يحرس المسيحيون المسلمين بعضهم البعض خلال الصلاة فى ميدان التحرير أثناء الثورة. كما تحدث حجازى عن مسئولية حماية الثورة بسبب دخول متغيرات تضعف من رصيد الثورة ويقلل من قيمتها وطالب بضرورة أن يبقى الشعب المصرى حذرا وعلى درجة من الوعى لإجهاض مخطط أصحاب تلك المتغيرات، وقال «جلستنا بهذا التحضر رسالة قوية لمن يشكك فى حضارة هذا الشعب ويصفه بأنه لا يمكن إدارة حوار معه». وتابع حجازى «قبل الثورة وعندما كنت قائد منطقة كان توجيه المشير طنطاوى بعمل ناد للشباب بجوار اى منطقة بها كثافة سكانية، وبالفعل تم عمل نحو 100 ساحة، القوات المسلحة عملت مستشفيات منتشرة فى كل مساحات الجمهورية وكان ينظر لهذه المستشفيات على انها تكمل الخريطة العلاجية فى مصرن وكان يقال لنا إن ما تقدمه القوات المسلحة للشعب ليس منة ولكنه حق أصيل للشعب، ورد لجميل الشعب على القوات المسلحة وليس أى شىء آخر». وأكد أن ثوابت القوات المسلحة تقوم على أنها لا يمكن أن تقفز على السلطة و أن الجيش هو ملك للشعب وبالتالى فإن الرصاص يوجه للعدو فقط لأن مهمة أفراد القوات المسلحة تأمين البلد وليس مهاجمة الشعب، وبالتالى كان طبيعيا أن نرفض استخدام السلاح ضد الشعب تحت أى مسمى. وأشار حجازى إلى أن أول بيان للقوات المسلحة يوم 1 فبراير الذى قال إن حق التظاهر مكفول وأن الجيش يتفهم مطالب الشعب وأنه لم ولن يستخدم السلاح ضد الشعب، بيان تاريخى فاصل، وقال «من حقكم أن تفتخروا أنه كانت هناك قيادة واعدة فى القوات المسلحة اتخذت القرار الصحيح ونفذته على أكمل وجه». وتساءل حجازى: «كيف سيكون الحال لو القوات المسلحة عندما نزلت الى الشارع سلكت مسلكا عكسيا؟ حينها ثار الحضور ورددوا «كنا هنبقى ليبيا» و«الجيش والشعب إيد واحدة».