يبدو اننا نعيش في حالة " شبورة " في الحياة المصرية يصعب معها الشوفان ولا اريد أن اقول ان الحكاية اصبحت " خل وزيت " في كل شيء حولنا .. وأنا عن نفسي اعيش حالة صدمة وخوف من بكرة الذي نصنعه هذه الايام ويصعب علي نفسي ان اقول ان الجنين الذي يحمله لا نعلم حتي الان من هو أباه الشرعي وسط " الميغة " التي نعيش فيها وقد اصبح الوضع اشبه بحالة القذافي فنحن نصرخ مثله " ثورة ثورة " ثم نركب التوك توك لنصنع المستقبل ! المدهش في الحالة التي نعيشها تلك الاسماء التي طفت علي سطح حياتنا ولم نكن يوما نسمع بها وقام بعضها باعلان تأسيس احزاب فوقية سقطت علينا من اقصي اليمين الديني ممثلا في السلفيين وحتي اقصي اليمين الليبرالي متمثلا في الحالة " الحمزاوية " نسبة الي د. عمرو حمزاوي لنجد انفسنا في مواجهة "الجماعة الحمزاوية" التي تريدنا ان نركب الصاروخ الي اقصي الليبرالية او امام الجماعة السلفية التي تطلب منا ان نركب الناقة لنصنع الغد الميمون ؟ تشكلت هذه الصورة عندما شاهدت د.عمرو حمزاوي يتحدث عن رؤيته لليبرالية المطلقة التي يريدها فانزعجت فهو لايري غضاضة في ان يكون الزواج مدنيا وليس دينيا حتي لو تم بين مسلم ومسيحية ومسلمة ومسيحي باعتبار ذلك نوعا من حرية الفرد طالما أنه لا يضر بالاخرين ونسي اخونا ان كل الحريات تتم في سياق اجتماعي معين باستثناء الحريات الاساسية وان المجتمع مسيحيين ومسلمين لن يقبل بذلك وخشيت ان يكون الرجل - أي د. حمزاوي - قد خاف ان يكمل ويقول ان الشواذ لهم حق الزواج المدني للمثليين ! واكتملت الصورة عندما شاهدت الشيخ السلفي ممدوح جابر يرد علي سؤال بشأن اغنية وطنية ويقول :كل الغناء حرام .. وهو كلام يبدو من صحيح الدين الذي عليه اجماع كما يعتقدون رغم ان فيه اختلافا كثيرا مثل اشياء كثيرة يحرمونها ولعل ابسطها عدم اطلاق اللحية و طولها الشرعي وصبغها او البدء بالسلام علي النصاري واهل الذمة اوالتضييق عليهم في الطرقات وكل الاحاديث التي يعتمدون عليها صحيحة، كما أن الآراء الفقهية موجودة ولكن لم يلتفتوا الي سياقها كما توجد في نفس الوقت احاديث اخري وأراء فقهية تقول بغير ذلك ولا ادري علي سبيل المثال كيف يمكن ان اضيق في الطريق علي مسيحي وانا مأمور بعدم انتقاصه حتي لا يكون الرسول عليه الصلاة والسلام حجيجي يوم القيامة ؟ ! وانا عن نفسي لا اميل الي الجماعة " الحمزاوية " او" السلفية" ولكني مع الاستقامة والاعتدال و مع الذين يرون الاسلام كما هو ويطبقون اوامر الله وكلمات رسوله صحيحة غير مبتورة او منقوصة او خارج سياقها فاسلامنا جميل يتجاوز الشكل كما انني لا اريدها حرية تعادي المجتمع واصوله المسيحية او الاسلامية او تتعارض معه بحجة حرية الانسان كما في حالة الزواج المدني الذي هو متاح لمن يريده! احلم بحلول وطنية مبتكرة لحالتنا تجعل المصري يفخر بانه مصري لانه مصري فقط وكما كانت الحالة التركية مبتكرة وخلاقة مهما كان رأي البعض فيها فنحن نحتاج الي حالة مصرية ليست حمزاوية او سلفية ! ويبقي العتب كبير علي الازهر من شيخه الي أصغر طلابه وقد تركوا الحشائش الضارة تكبر حتي اصبحت مستنقعا.. يراني البعض فيه منقوص الدين لانني حليق الذقن او استمع الي تواشيح النقشبندي ! اخر سطر : هلك المتنطعون .. فقد هيمنت النطاعة علي حياتنا في الدين والسياسة والرياضة وكل شيء !