دخل التلاميذ الفصل كعادتهم كل يوم، ففوجئوا بوجود لوحة رائعة بجوار السبورة.. نظر جاسر إلي اللوحة وظل يتأمل تفاصيلها، كانت تصور جنديا مصريا من أبطال حرب أكتوبر وهو يرفع العلم وينظر إلي أعلي في شموخ. سأل جاسر معلمته: ما قصة هذه اللوحة؟ قالت المعلمة: إنها لوحة »رفعنا العلم » للفنان بيكار.. وسوف أحكي لكم قصتها في الحصة الأخيرة.. تعجب جاسر وتساءل مع أصدقائه: لماذا في الحصة الأخيرة بالذات؟! وعندما حان الوقت سألت المعلمة: كم الساعة الآن؟ بادر جاسر بالرد: الساعة الثانية إلا خمس دقائق.. قالت المعلمة: في هذا التوقيت بالضبط كانت ساعة الصفر التي عبر فيها جنود مصر البواسل خط بارليف يوم 6 أكتوبر 1973 وحققوا أغلي انتصار وقدموا أرواحهم فداء للوطن.. وأشارت إلي اللوحة: هذا هو جدكم الجندي المصري البطل الذي ظل ممسكا بالعلم ثابتا علي أرض سيناء الغالية رغم إصابته حتي تحقق النصر العظيم وعادت سيناء الغالية إلي حضن الوطن.. والآن أريدكم ان تعبّروا عن نصر أكتوبر العظيم من خلال الرسم.. فرح جاسر وراح يرسم الجندي البطل وهو يرفع العلم، وعندما عاد إلي منزله وضع اللوحة علي مكتبه وأخذ يتأملها وهو يقول: سوف أجتهد لكي أصبح في يوم ما جنديا يدافع عن تراب الوطن مثل جدي البطل.