بقلم: أحمد بكير منذ 1 ساعة 34 دقيقة اليوم يمر 38 عاماً علي نصر أكتوبر، فقد حقق الجيش المصري في 6 أكتوبر 1973 إعجازاً لم يكن أحد في العالم يتوقعه. عبر المصريون قناة السويس، وحطموا خط بارليف الحصين، وقضوا علي أكذوبة الجيش الاسرائيلي الذي لا يُقهر.. ترك المصريون جرحاً غائراً في اللحم الإسرائيلي لم يلتئم رغم مرور قرابة النصف قرن. حرب أكتوبر قالت عنها جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل وقتها: «إنها كارثة وكابوس مروع قاسيت أنا منه، وسوف يلازمني مدي الحياة».. وقال عنها موشي ديان وزير الدفاع: «إن حرب أكتوبر كانت كزلزال هز إسرائيل من داخلها، فأفقنا علي واقع جديد».. وقال ابا ايبان وزير خارجية إسرائيل» بعد حرب أكتوبر لابد من إعادة النظر في علم البلاغة الوطنية. وعلينا أن نكون أكثر واقعية ونبتعد عن المبالغة». وقال حاييم هرتزوج رئيس إسرائيل في مذكراته: «إن حرب أكتوبر انتهت بصدمة كبري لكل الإسرائيليين. ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل، وانطوي علي نفسه، وأصبح يمزقه الشك والتردد والعجز». وبعد مرور 38 عاماً علي الانتصار العظيم يتأكد للعرب وللعالم أن القتال والسلاح والاستشهاد والتضحية والإرادة والتصميم علامات علي طريق الاستقلال والتحرر.. ومخطئ من يظن أن سيناء قد تحررت بالمفاوضات والمباحثات والاتفاقيات.. سيناء تطهرت من رجس الإسرائيليين عندما «مرمط» جنودنا كرامة الصهاينة في التراب مع أول طلعة جوية.. كسروا شوكتهم مع عبور القناة للضفة الشرقية «وحطموا كبرياءهم وغرورهم مع خط بارليف المنيع.. وغرسوا أنوفهم في الأرض تحت علم النصر والتحرير».عادت سيناء كاملة كنتيجة لحرب وانتصار أكتوبر، وبعد أن ألقم جنودنا البواسل أحذيتهم في حلوق الإسرائيليين!! و30 عاماً تمر اليوم أيضاً على مقتل الرئيس الراحل أنور السادات،الذى أُغتيل فى يوم عرسه ويوم احتفاله بنصر كان صعب المنال.ولم أكتشف أنور السادات إلا مؤخراً، أعادت جيهان السادات تقديمه لي. وعندما أتيحت لي فرصة لقائها سمعتها تتحدث عنه حديث مُحبة مُعجبة، عاشقة لشخص الرجل الذي ملأ عليها حياتها، ومازال يملأ فكرها وتفكيرها.. أنور السادات رأيته في عيني زوجته بطلاً فارساً شجاعاً، وإنساناً فريداً من البشر.. ووطنياً محباً لبلاده بكل إخلاص، عاش من أجلها و مات أيضاً من أجلها.. وأعترف أنني لم أكن أري أنور السادات بهذه الصورة التي رسمتها له السيدة جيهان. فقد رأيته كما رآه البعض غيري سلبياً عنيفاً في بعض مواقفه وربما خائناً. هكذا كانت صورة أنور السادات في ذهني. ولم أجتهد في تغييرها، أو علي الأقل معرفة حقيقتها، إلي أن أعادت جيهان السادات رسمها.. والذين رفضوا دعوته للمشاركة في صنع السلام هم الآن الخاسرون. يعضون علي أصابعهم من الندم. بعد أن وضعوها في آذانهم حتي لا يسمعوا دعوته للسلم.. فقد كان ذكياً محنكاً سبق برؤيته عصره. أنور السادات الذي اتهمته أنا كالملايين غيري، أجدني اليوم بعد أكثر من ربع قرن علي رحيله، مديناً له باعتذار واجب.فقد كنت مخطئاً في حقه. وسرت في مظاهرات تهتف بسقوطه، وكتبت وأنا طالب منشورات ضد حكمه. اليوم أجدني أنحني إجلالاً لروح السادات الذي حقق المعجزات، وأرفعه تقديراً لما قدمه لنا. دون أن نكون نعلم أنه الوطني المخلص الشجاع.. تحية إجلال وتقدير لأنور السادات والشهداء الحقيقيين شهداء أكتوبر أجمعين.