الفتنة نائمة لعن الله من يويقظها.. وفي مصر لانكاد نطفئ نار فتنة، حتي يشعل آخرون ناراً جديدة تهدد أمن وأمان البلد.. فلم تمض أيام قلائل علي إخماد نار الفتنة الطائفيةالتي اشعلها مجموعة من الدخلاء. جاء من يريد أن يشغل فتنة آخري، لاتقل في خطورتها وتأثيرها عن الفتنة الطائفية، ألاو هي فتنة التعصب الكروي بين الجماهير.. فالتصريحات غير المسئولة التي أطلقها الكابتن سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالاهلي في أعقاب مباراة فريقه الأخيرة أمام الانتاج الحربي بإتهامه لحكم المباراة محمد عبدالقادر مرسي بأنه سب جماهير الاهلي، تسببت في اشعال فتنة جديدة عرضت حياة الحكم وستعرض حياة آخرين غيره للخطر إذا ما أراد الجمهور المتعصب أن يثأر لكرامته وكرامة ناديه من الاهانة.. علي الرغم من التعامل الجاد والايجابي الذي قام به مسئولو إتحاد الكرة لردع المحرضين علي الفتنة من أمثال سيد عبدالحفيظ، بإيقافه مباراة واحدة، إلا أن هناك من رأي أن العقوبة لم تكن علي مستوي الحدث، وغير كافية أبداً لردع من يثير الفتنة أو يحرض عليها، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر الآن في أعقاب ثورة تاريخية مازال هناك من يحاول اساءة استخدامها. الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة ورئيس لجنة الطوارئ الموجودة خصيصا لمواجهة مثل هذه الاحداث، موافق تماما علي أن مافعله سيد عبدالحفيظ بمحاولة إحداث الوقيعة بنين وبين جمهور يمثل الغالبية العظمي من جماهيرالرياضة المصرية، مؤكدا ان عبدالحفيظ أخطأ تماما بما قاله من تصريحات، مشيرا إلي أنه لوجاز له التصريح بمثل هذا الكلام في أوقات سابقة فلا يجوز له في هذا التوقيت بالذات الذي تعيش فيه مصر حالة توتر وغير مستقرة. ويقول زاهر أيضا ان العقوبة التي تم توقيعها علي عبدالحفيظ ربما تكون من وجهة نظر البعض مخففة أو غير مساوية لحجم الخطأ، لكنه يقول أيضا ان هناك لوائح وقواعد يتم السير عليها ولايجب خرقها أو استثنائها مع كل خطأ يحدث.. ويؤكد زاهر علي أن هذا لايعني أبدا التساهل أوالتسامح مع اي مسئول أولاعب يسعي أو حتي يحاول ضرب الاستقرار الامني أو إثارة الازمات والمشاكل، مشيرا إلي أن الوضع الامني الحرج الذي تمر به مصر حاليا يتطلب الضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه فعل اي تصرف آخر من شأنه تحريك الانفلات الامني. تهديد بالاضراب وبعيدا عن الموقف الرسمي لمسئولي إتحاد الكرة ورد فعلهم السريع مع الازمة، إلا أن هناك من يري ان ما تعرض له حكم مباراة الاهلي والانتاج الحربي من محاولات تحرش من بعض الجماهير بل وقيام البعض بتحطيم زجاج سيارته، أمر قد يتكرر مع غيره، بل ربما يتفاقم ويتضخم في المرات القادمة خاصة مع إرتفاع حدة المنافسة بالدرب في القمة والقاع، وهو ما يراه البعض في غير صالح اللعبة، خاصة إذا ما تتكرر من الحكام المصريين ما فعله الحكام التوانسة الذين اتخذوا منذ فترة قرارا بالاضراب عن إدارة المباريات إعتراضا علي ما يتعرضون له من إعتداءات جماهيرية.