100 سؤال في اختبار السمات .. والرياضية لاستعراض المهارات .. وكشف الهيئة لقياس الثقة بالنفس من هنا تبدأ الرحلة لتحقيق الحلم.. حلم الدفاع عن الأرض والعرض، الالتحاق بحياة جديدة، ترك مراهقة الشباب، اختصار الوقت ليصبح الشاب ابن السابعة عشر عاماً رجلاً يعتمد عليه، ليس اعتماد الأسرة علي ابنها لكي يقضي لها طلباتها أو أن يصبح الشاب مسئولاً عن أسرة بعينها.. ولكن يصبح رجلاً يعتمد عليه الوطن للحفاظ علي مقدساته واستقلاله.. والاستعداد للاستشهاد في سبيل رفعة الوطن.. الالتحاق بالكلية الحربية.. نيل شرف الانضمام لخير أجناد الأرض.. توديع الحياة المدنية بكل ملذاتها وتتركها خلفك.. قرار صعب يتخذه الشباب، خاصة بعد التغييرات السياسية التي تحدث في مصر والدول المحيطة.. الإرهاب وما يفعله بكل دول العالم.. القوات المسلحة أخذت علي عاتقها التصدي لقوي الشر.. الجيش يقدم شهداء كثيرين من أبنائه فداءً لمصر، وحماية لحدودها.. رجال الجيش أقسموا القضاء علي الإرهاب والاستعداد لمواجهة أي عدو داخلي أو خارجي بكل ما أوتوا من قوة.. هنا يقف الشاب علي مفترق الطرق، وعليه أن يختار ليعيش بين الرجال والعمل علي حماية مصر.. يدافع عنها ويقدم حياته فداءها وليبدأ في تحقيق حلمه. »الأخبار» عاشت تجربة الاختبارات المؤهلة لدخول الكليات العسكرية في محاولة منها لإلقاء الضوء علي ما يحدث داخل أسوار الكلية الحربية، وتوضيح ماهية تلك الاختبارات وأسبابها والرد علي مخاوف بعض الطلاب الراغبين في الالتحاق بالقوات المسلحة. المشهد في البداية يبدو مهيباً فأول دروس القوات المسلحة هي الاستيقاظ مبكراً، الحضور في الكلية الحربية في السادسة صباحاً ليشعر الطالب بما هو مقدم عليه من تغيير جذري في حياته.. مئات بل آلاف الطلبة جاءوا من مختلف محافظات الجمهورية للكلية الحربية بالقاهرة.. يدخلون في نظام وطوابير من باب »3» لسحب الملفات، طابور طويل منذ الساعات الأولي من الصباح، ونظراً لارتفاع درجات الحرارة قامت إدارة الكلية الحربية بعمل مظلات كبيرة »تندات» ومقاعد للانتظار مجهزة بمكبرات صوت كما قامت بعمل أماكن انتظار السيارات لأولياء أمور الطلبة بالإضافة إلي كافتيريا.. وبعد الحصول علي الملف من الشباك يشعر الطالب بأنه أخذ الخطوة الأولي في تحقيق حلمه والانضمام للكلية الحربية.. ليقوم بقراءة البيانات المطلوبة وإذا كان لديه أي استفسار عن أي شيء يذهب لمكتب الاستعلامات بجوار البوابة.. ليعود الطالب لمنزله ويقوم بكتابة بياناته وإحضار الأوراق والمستندات المطلوبة.. ويعود بعدها للكلية الحربية ليقوم بتقديم ملفه، لتبدأ رحلة حلم الالتحاق بالكليات العسكرية ونيل شرف الانضمام لخير أجناد الأرض. بداية الحلم قاعة كبيرة.. الطلاب علي مقاعدهم في انتظام.. يستمعون لأول تلقين داخل القوات المسلحة، والتلقين عادة دائماً ما تحدث داخل الجيوش في مختلف دول العالم.. وهو بمثابة التعليمات قبل البدء في تنفيذ أي مهمة، ومعرفة الدور المطلوب من كل فرد.. الطلاب يستمعون في إنصات لما يُملي عليهم عن ماهية أول اختبارات القوات المسلحة وكيفية الإجابة عليها. يبدأ الطالب فور تسليم ملفه في اختبار السمات.. وهو مقسم لقسمين الأول 50 سؤالاً في 15 دقيقة عبارة عن أسئلة ضع علامة صح أو خطأ، و50 أخري أسئلة اختيار من متعدد عبارة عن أسئلة في المعلومات العامة والأمن القومي المصري، وحدود مصر، والأهمية الاقتصادية لمصر، والمشاكل المعاصرة الموجودة في العالم.. معلومات عامة في مجالات مختلفة، للتأكد من أن ضابط المستقبل لديه وعي وإدراك كامل لمصر وما يحيط بها.. وهذا الاختبار تقييمه 100 درجة. وبعد انتهاء الوقت يخرج الطالب عائداً لمنزله منتظراً رسالة علي هاتفه المحمول أو يقوم بالدخول علي موقع الكلية الحربية علي الإنترنت ليعرف نتيجته وتقوم إدارة الكلية بإخباره بموعد الاختبار التالي.. وهو الاختبار الطبي. الاختبارات الطبية المشهد يبدو صارماً، شباب من محافظات شتي بمختلف الهيئات، مفتولو العضلات، بنيانهم القوي، يستعرضون أجسادهم الفتية أمام بعضهم البعض، لعل أحدهم يتخطي بالاختبارات الطبية بنجاح، ويفوز بدخول إحدي الكليات العسكرية التي طالما حلم بها منذ الصغر.. الشباب لديهم الحماس مع الرهبة، التحدي في عيونهم واضح جلياً للعيان، عازمون علي تخطي كافة الصعاب ليحققوا الحلم. قمنا بالذهاب إلي غرف الكشف علي الطلاب المتقدمين، لمتابعة الاختبارات. وإذا كان الطالب غير لائق في أي اختبار يتم إبلاغه فوراً، وله الحق في التظلم والعرض علي لجنة طبية مكونة من طبيبين واستشاري كبير برتبة عميد أو لواء وهم من يحددون إن كان لائقاً أم لا.. كما أن هناك طبيبين في كل عيادة لتقييم الطلاب، ويجب أن يتفقا علي أن الطالب لائق أو غير لائق، ولو هناك اختلاف يتم تحويل الطالب لأقدم طبيب برتبة عميد غالباً ليبت في الأمر.. وقامت القيادة العامة للقوات المسلحة بفتح مستشفي مصطفي كامل العسكري بالإسكندرية لإجراء الاختبارات لبعض طلبة الوجه البحري نظراً للأعداد الكبيرة التي تتقدم سنوياً للكليات العسكرية، وتخفيفاً علي الطلاب بدلاً من السفر للقاهرة. ويجب أن يتأكد الأطباء من خلو الطلبة من الأمراض حالياً أو التي يمكن أن تصيبهم في المستقبل لأن خريج الكلية الحربية سيخدم في القوات المسلحة طوال حياته وتحرص علي أن يكون لائقاً لأقصي درجة، لأنه مستمر بالعمل بالقوات المسلحة لمدة لا تقل عن 25 عاماً وتلك النسبة البسيطة ستؤثر عليه مستقبلاً. ومن الممكن أن يكون المتقدم يعاني من نسبة تقوس الساقين بسيطة.. ولكنه لو قفز بالمظلة فسيتعرض لمخاطر كسر في ساقه.. وكذلك لو ن سبة تقوس بسيطة جداً في العمود الفقري لا يلتحق لأنه يجب أن يكون العمود الفقري مستقيماً 100 %. اليوم الأول البداية الصعبة والرهبة تملأ القلوب.. إنه اليوم الأول للاختبار الطبي.. مئات الطلبة يخلعون ملابسهم ينتظرون دورهم في الكشف.. محلقين رؤوسهم.. في مشهد يكشف عزيمة وتحدياً وإصراراً غير مسبوق لجميع الشباب.. ليبدأوا اليوم باختبار القوام وهو عبارة عن قياس الطول والوزن ثم جهاز تناسق الطول مع الوزن فمن الممكن أن يكون الطالب لديه الوزن المثالي والطول المثالي ولكن تناسق هيئته ليست جيدة فتوجد دهون في منطقة معينة في جسده فلا يتم قبوله.. لواء طبيب يجلس ويمر أمامه المتقدمون واحداً تلو الآخر. المساعدون من الضباط وضباط الصف يقومون بوضع الطالب الوضع الصحيح علي أحدث أجهزة قياس القوام.. تشعر بمنظومة العمل المتكاملة داخل جدران تلك الكلية. إذا كان الطالب لائقاً يقوم بعد ذلك بالذهاب إلي غرف كشف الأسنان ليقوم أحد الأطباء بالكشف عليه.. وإذا كان الطالب قام بخلع أكثر من ضرسين أو قام بعمل أكثر من 4 حشوات لضروسه، أو قام بعمل تقويم أو العضة كانت معكوسة.. وتلك هي الحالات التي لا يمكن قبولها في الكلية الحربية نظراً لأن الطالب الآن هو ضابط وقائد المستقبل. ثم يذهب بعد ذلك إلي غرف كشف الأنف والأذن والحنجرة، ليتأكد الطبيب من أنه لا يعاني من أي نوع من أنواع الحساسية بالأنف لأنه سيخدم فترة في الصحراء، وألا يعاني من مشاكل بالسمع أو طبلة الأذن. وبعد اجتياز الطالب تلك الكشوفات يتوجه إلي غرف كشف الرمد ويقوم الأطباء بالكشف علي قاع العين لاكتشاف أي مرض بالعين.. كما ينصح أطباء القومسيون الطبي بقيام المواطنين بإجراء كشف دوري ولو كل عام علي عيون أطفالهم، لأن هناك أمراضاً غير ملحوظة ومن السهل علاجها في الصغر بدلاً من إهمالها. الجميع يقف انتباه.. يستعرضون قوة وصرامة ورباطة جأشهم.. يقفون في صفوف للدخول لغرف كشف العظام.. ينتظرون كلمة »تقدم» بجانب رقمهم من صف الضابط المسئول عن تنظيمهم.. تري مشاعر كثيرة في عيون شباب مصر الرهبة والحذر والقلق والإصرار.. ثم الدخول لتوقيع كشوفات العظام علي الطلاب واحداً تلو الآخر. وبذلك ينهي الطالب اليوم الأول للكشف الطبي ليعود لمنزله لاستكمال الكشوفات الطبية في اليوم الثاني وهي القلب ورسم القلب والموجات الصوتية وقاع العين والجلدية والجراحة والباطنة والأمراض النفسية والعصبية والتخاطب. الاختبارات الرياضية الساعة الخامسة والنصف فجراً.. طابور كبير من الشباب في الزي الرياضي تراهم للوهلة الأولي تحسبهم مشاركين في ماراثون كبير، ويقومون بعمل الإحماءات.. الأعداد كبيرة والساحات الرياضية مشغولة عن آخرها، جميع الطلبة تجدهم في تحدٍ كبير وكأنهم وصلوا للتو للمرحلة النهائية في الأوليمبياد ويتنافسون علي الميدالية الذهبية.. الجميع يحرص علي أن يبرز ما قام به من إعداد بدني علي أعلي المستويات.. العضلات المفتولة.. القوام الممشوق، الكل ينتظر لحظة البداية ليفوز بالكأس. فبعد انتهاء الكشوفات الطبية كاملة واجتياز الطالب لها ينتظر رسالة علي هاتفه المحمول تخبره بموعد الاختبار الرياضي.. وتلك الاختبارات يتنافس فيها الطلبة ويستعرضون مهاراتهم البدنية علي أقرانهم.. والاختبار الرياضي من 200 درجة يقيس إذا كان الطالب ستصبح لديه القدرة علي تحمل الحياة العسكرية.. والاختبار الطبي أولاً اختبار العقلة ثم الضغط ثم البطن والجري لمسافة 100 متر ثم الجري لمسافة 1500 متر ثم التوازن والسباحة وقفزة الثقة وهناك أيضاً اختبار السباحة التفضيلي للكلية البحرية. في البداية يتم تقسيم الطلاب إلي 3 مجموعات وإعطائهم أرقاماً ليقوموا بأداء جميع الاختبارات الرياضية بها، ثم تأتي مرحلة التلقين وتحرص إدارة الكلية الحربية علي إعطاء الفرص كاملة ومتساوية أمام الجميع فتسمح للطلبة بالإعتذار والتأجيل ليوم آخر، إذا شعر أحدهم أنه ليس علي ما يرام » قادم من سفر أو لم يأخذ قسطاً كافياً من النوم، أو شعر أنه ليس في فورمة تسمح له بإخراج كل ما لديه من طاقة»، مع حفظ حقه كاملاً في الدرجات.. فالكلية الحربية تحرص علي أن يحصل الطلاب علي أعلي الدرجات الرياضية. ليدخل بعد ذلك الطلاب قاعة لتغيير الملابس ثم التلقين بالتمارين الرياضية التي سيقومون بها والأوضاع الصحيحة لتلك التمارين والدرجات اللازم الحصول عليها لاجتياز تلك الاختبارات. الجري 1500 متر الساعة الآن أصبحت السابعة صباحاً.. يصطف بعض الطلاب »وفقاً لأرقامهم» ينتظرون إشارة البدء لأول اختبار رياضي وهو الجري لمسافة 1500 متر في زمن محدد وإذا أدي الطالب الاختبار بنجاح في 6 دقائق يحصل علي 40 درجة كاملة، وإذا كان توقيته من 6:01 إلي 6:30 دقيقة يحصل علي 30 درجة، وإذا كان توقيته من 6:31 إلي 7 دقائق يحصل علي 20 درجة وإذا تخطي زمن 7 دقائق يصبح دون درجات. ويحصل بعدها الطالب علي وقت للراحة من نصف ساعة إلي 45 دقيقة ليستعيد فيها نشاطه ليبدأ الاختبارات التالية، وهي الجري لمسافة 100 متر وتقييمه من 10 درجات في زمن 14 ثانية إلي 17 ثانية، وإذا تخطي ذلك التوقيت يخرج بلا درجات.. ثم يأتي بعد ذلك اختبار التوازن وتقييمه 10 درجات أيضاً. ثم يتم تجميع الطلبة بعد ذلك ويتم تقسيمهم إلي مجموعتين استعداداً للسباحة، المجموعة الأولي تسبح بطول الحمام 50 متراً والثانية بعرض الحمام 25 متراً، وذلك بعد أن يقوم الطالب بقفزة الثقة من ارتفاع 7.5 متر.. ويقوم الكابتن المسئول عن الاختبار بالعد ل 3 ثوانٍ ويقول له اقفز وإن لم يقفز فلا يحصل علي تقييم. لتأتي بعد ذلك تمارين الضغط ويجب أن يقوم الطالب ب 40 عدة دون زمن محدد، ثم تمارين البطن ويجب أن يقوم الطالب ب 40 عدة في زمن دقيقة ونصف دقيقة ثم العقلة ويجب أن يقوم ب 10 عدات دون زمن محدد. وفي حالة ما إذا كان الطالب لديه شهادات تفوق رياضية أو حاصلاً علي بطولات محلية أو دولية، نطلب منه تلك الشهادات والميداليات ويحصل علي درجات تميز وأفضلية عن نظرائه.. ثم يتم إعلان النتيجة ويتم تحديد موعد للاختبار النفسي. الاختبار النفسي بعد اجتياز الاختبار الرياضي تقوم إدارة الكلية بإرسال رسالة علي الهاتف المحمول للطالب تخبره بموعد الاختبار التالي وهو الاختبار النفسي، يأتي الطلاب في الموعد المحدد للاختبار، ومكان الاختبار عبارة عن قاعة كبيرة تحتوي علي عشرات من أجهزة الكمبيوتر يختبر الطالب من خلالها والاختبار النفسي 14 امتحان »بطارية اختبار» خلال 60 دقيقة، ويتم تحديثها كل عام وفقاً للمتغيرات المختلفة.. ويتم تلقين الطلاب قبل الاختبار حول كيفية الإجابة علي الأسئلة.. والاختبار النفسي يقيس قدرات الطالب العقلية ويحدد السمات الشخصية عبر الإجابة علي أسئلة توضح ميول الطالب، وتتنبأ تلك الاختبارات بمدي توافق الطلاب مع القوات المسلحة والتي تتطلب سمات وخصائص وقدرات نفسية وعقلية ذات طبيعة خاصة.. وهل يستطيع التكيف مع الحياة العسكرية والضغوط العسكرية ؟ فالضابط يتحمل الضغوط الصعبة في الحرب فمن الممكن أن يحاصر الضابط ومعه الجنود لعدة أشهر ويجب أن يتحلي ببعض السمات النفسية والعصبية للسيطرة علي جنوده واتخاذ القرار المناسب وتحمل الضغوط. كشف الهيئة قاعة داخل المبني الرئيسي للكلية الحربية.. مجلس مكون من 6 لواءات ينتظرون دخول الطلاب عليهم للاختبار الأخير.. وهو كشف الهيئة، وفيه يدخل الطلاب مرتدين زياً موحداً »بنطلون أسود وقميص أبيض» للعرض علي مجلس الكليات العسكرية والذي يرأسه مدير الكلية الحربية ثم مديري الكليات الست الباقية.. البحرية والجوية والدفاع الجوي والفنية العسكرية والمعهد الفني وكلية الطب. ويدخل الطالب يعرف نفسه ويتم سؤاله بعض الأسئلة نكون من خلال إجاباته عليها إذا ما كان الطالب المتقدم لديه ثقة قوية بنفسه وقدر من المعلومات سواء المعلومات الشخصية أو العلمية. بعد ذلك يكون هناك اختبار طبي متقدم »مستوي طبي أعلي» لتتأكد إدارة الكلية الحربية من خلال مستشارين علي صحة الطالب، وأن يكون لائقاً ولا يحدث له مشاكل طبية.. ويتم عمل تحليل مخدرات وتحاليل مختلفة. ثم يكون هناك اختبار رياضي متقدم عبارة عن جري لمسافة 2500 متر بدلا من 1500 واختبار عقلة وعدة اختبارات أخري مثل الضغط والبطن.
