منذ آلاف السنين ونحن نشكو من سائقي الميكروباص، وكان أي مصري قديم يمتلك سيارة جديدة، يفاجأ بظهور مصاصي الميكروباص بالقرب منها، ثم ينقضون عليها ليمصوا دماءها ورفارفها وكبوتها واكصدامها وهي تستغيث وتئن وصاحبها يصرخ لكن أحدا لا يسمعه، إلي أن تأتي زوجته لإيقاظه من النوم وإنقاذه من هذا الكابوس الذي يهاجمه منذ أن اشتري السيارة الجديدة. إلي هذا الحد بلغ بنا الذعر من »عفاريت الأسفلت«، حتي إن والدتي عندما تدعو لي: »ربنا يكفيك شر الطريق« فهي تقصد سائقي الميكروباص الذين تخصصوا في ترويع الآمنين وشتم المؤدبين، وكسر الإشارات والكسر علي العربيات، ومع ذلك مش عاجبهم وعاملين إضراب ووقفة احتجاجية، طب احنا نعمل ايه؟ نعمل »محشي«؟!