الدعوة عامة للمتضررين من غلاء اللحوم: »انضموا إلي قائمة النباتيين.. اضمنوا معدة سليمة تهضم الزلط.. وجسم يتمتع باللياقة والصحة والعافية لتتمتعوا بحياتكم آمنة، سالمة من الامراض الخطيرة.. ثم وفروا فلوسكم المهدرة في سوق اللحوم حتي لا يستولي الجزار علي ميزانية الاسرة.. وتذكروا ان عظماء في التاريخ كانوا اطول عمرا من غيرهم بسبب عشقهم للوجبات النباتية.. انهم السابقون فلا بأس ان تكونوا أنتم اللاحقون في الصحة الحديد.. والعمر المديد. أحدث الدراسات العلمية اظهرت، ان النباتيين اقل عرضة من اكلة اللحوم للإصابة بالسرطان، وان كان ذلك لاينطبق علي جميع انواع السرطانات ووجدت الدراسة التي اجراها باحثون من جامعات بريطانية ونيوزيلندية ونشرت نتائجها في المجلة البريطانية للسرطان، ان أولئك الذين يتبعون نظما غذائية تعتمد علي الخضروات يكونون اقل عرضة للاصابة بسرطانات الدم والمثانة والمعدة. وقد شملت الدراسة اكثر من 06 الف رجل وامراة بريطانيين، جري تقسيمهم إلي ثلاث مجموعات: الاولي ممن يتناولون اللحوم، والثانية تضم من يأكلون الاسماك وليس اللحوم والثالثة ممن لايتناولون اللحوم او الاسماك. وفي النتيجة النهائية، وجد الباحثون ان 92 شخصا من اصل كل 001 شخص ممن لا يأكلون اللحوم معرضون للإصابة بالسرطان في حياتهم، وذلك مقارنة بنسبة 32 بالمائة وسط عامة الناس. ووجدت الدراسة ان نسبة النباتيين الذين يحتمل ان يصابوا بمثل هذا النوع من السرطان تبلغ اكثر بقليل من نصف عدد غير النباتيين الذين يصابون به، كما ان نسبة الاصابات بسرطان النخاع وسط النباتيين تكون اقل ب 57 بالمائة مقارنة بأكلة اللحوم. وقد لاحظ الباحثون ان انخفاض الاصابات بهذا النوع من السرطان بين اكلة الاسماك مقارنة بمن يتناولون اللحوم لم تكن ملحوظة بنفس القدرة الذي لاحظوه بين النباتيين. وقال الباحثون إن اسباب حدوث ذلك ليست واضحة، الا ان الآليات المحتمل حصولها في الجسم تشمل وجود فيروسات ومركبات في اللحوم وهي التي تسبب التغيرات والتحولات الاساسية والطفرات الوراثية في الجسم، او ان الخضروات تمنح الجسم حماية خاصة من تلك التبدلات. كما وجد الباحثون فروقا جوهرية بين المجموعات الثلاث فيما يتعلق بنسب اصابة كل منها بسرطان المعدة. فعلي الرغم من ان عدد الحالات كان ضئيلا، الا ان النسبة المحتملة لإصابة من يتناولون الاسماك والنباتيين بهذا النوع من السرطان تمثل الثلث فقط مقارنة بأكلة اللحوم. وتشير الارقام إلي ان عدد النباتيين في انجلترا وصل إلي 2 مليون شخص، وفي أمريكا يبلغ تعدادهم نصف مليون وفي فرنسا 061 الفا بينما يصل عددهم في الوطن العربي إلي 051 الف فقط. ومن اشهر النباتيين في التاريخ الشاعر العربي الكبير ابو العلاء المعري الذي كان يشفق علي الحيوان من الذبح ولذلك حرم علي نفسه اكل اللحوم والاديب العربي ابن المقفع مؤلف كتاب كليلة ودمنة والذي كان يكتفي بأكل العسل، ايضا فإن الامام مالك كان نباتيا في ايامة الاخيرة حيث تخلي عن اللحوم تماما وكان يعشق تناول الفاكهة. ومن النباتيين العرب ايضا ابن البيطار ذلك الطبيب العربي الذي نشأ في الاندلس، وكذلك الخوارزمي الرياضي والفلكي الاسلامي المعروف ومؤسس علم الجبر حيث كان الخوارزمي يكره اللحوم تماما دون ان يفصح عن سبب هذه الكراهية. وفي الغرب كان هناك عدد كبير من النباتيين ومنهم اقليدس أحد عباقرة الرياضة والفلسفة الاغريق في مرحلة ماقبل الميلاد بالاضافة إلي الفيلسوف والرياضي الشهير فيثاغورس الذي امتنع عن تناول اللحوم لاعتقاده فيما يسمي بتناسخ الارواح. وفي العصر الحديث، فرانك جيمس عالم الفيزياء الامريكي احد الذين عملوا بالطاقة الذرية والحاصل علي جائزة نوبل عام 5291 وكان يتناول البقوليات بمختلف انواعها ويقول ان تناول اللحوم عادة حيوانية يجب ان يمتنع الانسان عنها!.. ومن اشهر النباتيين في مصر الكاتب المفكر الكبير انيس منصور ود. عماد أبوغازي امين عام المجلس الأعلي للثقافة. الدكتور سعيد شلبي استاذ الجهاز الهضمي بالمركز القومي للبحوث اكد ان النباتيين يعمرون اكثر من غيرهم ويمرضون مرات اقل. فعناصر الطعام النباتي بإمكانه ان يقلل من خطر الاصابة بأمراض القلب ومعظم انواع السرطان وضغط الدم العالي والسمنة والسكر وحصوات الكلي وحصوات المرارة، وامراض اخري مزمنة. كما ان البرنامج الغذائي النباتي غني جدا بالالياف والتي تغيب تماما عن المنتجات الحيوانية وهي هامة جدا بالنسبة للانسان. ويضيف د. شلبي هناك انواع من النباتيين فنجد نباتيون يأكلون الدجاج والسمك ومنتجات الالبان، لكنهم يمتنعون عن اكل اللحوم الحمراء تماما وهناك نباتيون يأكلون البيض ومنتجات الالبان، لكنهم لايتناولون اللحوم والاسماك ايضا . اما النوع الثالث من النباتيين لايأكلون اللحوم ولا السمك ولا البيض، ولا مشتقات الالبان،، يتكون غذاؤهم اساسا من فواكة وخضروات وأرز وفول صويا وإلي هذا النوع الاخير ينتهي مشاهير النباتيين. ويشير دكتور شلبي ان النباتيين قد يضطرون إلي استكمال عناصرهم الغذائية بتناول فيتامين ب 21 خارجي عن طريق الادوية حيث لايتوافر هذا المركز في النبات ويؤدي نقصه إلي الانيميا والاحساس بالوخز في الاطراف.. لكن علي الجانب الاخرفان. البرنامج الغذائي النباتي اغني من غيره بالفيتامين ج والفيتامين.؟ كذلك هو اغني بكثير بمعدن مهم هو الماغنيسيوم، علما بأن هذا المعدن قد يساعد في وقاية الانسان من امراض كثيرة منها هشاشة العظام وضغط الدم اما البروتين فهو موجود في منتجات الصويا. وينصح الدكتور محمد ضيف استشاري الامراض الباطنية الراغبيين في الانضمام لقائمة النباتيين بضرورة تخصيص يوم واحد في الاسبوع للأكل النباتي في البداية لأن الجهاز الهضمي يحتاج وقتا ليتلاءم مع الطعام الجديد، وحذف اطعمة معينة مثل اللحوم الحمراء ثم الطيور ثم الاسماك وعدم التركيز علي منتجات الالبان لتعويض اللحوم لان الالبان غنية بالهدون التي تسببالسمنة وتزيد من احتمال الاصابة بامراض القلب وتنويع الطعام بين البطاطا والعدس والفاصوليا وفول الصويا والبسلة والخضراوات والفواكة. ويضيف ان كل الاطعمة الكاملة الحبة بما فيها الحبوب والخضروات والفواكة تحتوي علي البروتين. واذا تجنبت الاطعمة السريعة وأكلت ما يكفيك من الاطعمة المتنوعية الكاملة الحبة فإن بإمكانك بسهولة ان تحصل علي متطلباتك من البروتين.. وبالنسبة للرغبة في تذوق اللحوم فإن الشخص النباتي سرعان ما يتعلم الفرق بين النكهات المختلفة في الخضروات والبهارات والاعشاب التي سيرغب في الاستزادة منها حتما مع الوقت. سيصبح لديه تذوق للطعام، وسيتمتع ان تتناول اطعمة نظيفة طازجة شهية، وكما ينبغي ان يكون الطعام. تخفيض الكوليسترول أما الدكتور عادل عاشور استاذ طب الوراثة بالمركز القومي للبحوث فيقول ان فكرة النباتية في الطعام تعمد علي تناول الخضراوات والحبوب والفاكهة والامتناع عن تناول اللحوم والاسماك والطيور الداجنة. واضاف ان من أهم فوائد الاعتماد علي الغذاء النباتي تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، و تجنب الامساك والمحافظة علي قوام رشيق ويساعد في تنظيم حركة الاماء ويقلل من الاصابة بسرطان القولون. كذلك يساعد في نقصان الوزن ولان الغذاء النباتي غني بالخضار والفواكة، فو يزود الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة جيدة، لضمان مناعة قوية والحصول علي بشرة طبيعية مشرفة. ويدعو الدكتور عاشور المواطنين إلي اللجوء إلي المصادر النباتية الطبيعية في الغذاء خاصة في ظل الارتفاع الواضح في اسعار اللحوم مشيرا إلي ان لدينا فرصة كبيرة في تصحيح نمطنا الغذائي وعاداتنا التي تحتاج إلي تعديل لتكون اكثر صحية وفائدة للجسم واضاف اذا لم نتمكن ان نحول انفسنا إلي نباتيين فعلينا علي الاقل تخفيض الكميات التي نستهلكها من اللحوم واستبدالها باخري نباتية.