قائمة الأسعار تتصدر قسم الجزارة بالمجمعات 53 جنيها للكيلو.. وإقبال نسبي من محدودي الدخل والهاربين من جشع الجزارين سعر كيلو اللحم البلدي في مثل هذا التوقيت من العام الماضي كان من 53-73 جنيها.. والآن يباع المستورد داخل المجمعات الاستهلاكية ب53 جنيها!.. فهل هذا يعني أن المجمعات مازالت تمثل طوق النجاة للمستهلكين من جشع الجزارين في سوق اللحوم البلدي؟ وهل ينكر المسئولون أن سعر اللحوم المستوردة أدي الي رفع سعر اللحوم المحلية؟! صحيح أن المجمعات لها زبائنها.. لكنهم من الفقراء ومحدودي الدخل الذين أعيتهم أسعار البلدي.. لكن المستهلكين من الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة لا يترددون عليها.. لأن نسبة الدهون في الكيلو تصل الي 002 جرام رغم ان القانون يحددها ب001 جرام فقط.. ولأن هناك شكوي من أن اللحوم المستوردة مشفاه من رؤوس كبيرة السن.. »تضمر« أثناء الطهي، وبذلك يجد المستهلك أنه يشتري 057 جراما بدلا من كيلو جرام فيلجأ الي شراء البلدي. وقطعا لن تنتهي هذه المشكلة إلا باستغناء المجمعات عن الاستعانة بصديق.. فالمطلوب منها الاستغناء عن تزويد القطاع الخاص لها باحتياجاتها وتقوم هي بالاستيراد مباشرة لخفض السعر وضمان الجودة. في البداية يقول سمير محمود -مدير أحد المجمعات الاستهلاكية بمنطقة المنيل- إن سوق اللحوم المستوردة يشهد الآن إقبالا نسبيا عن الفترات الماضية، خاصة بعد الارتفاع الرهيب الذي أصاب أسعار اللحوم البلدي في الأسواق حيث وصل سعر البتلو الي 07 جنيها في بعض المناطق، والكندوز الي 06 جنيها. ويضيف انقسم المواطنون الي فئتين.. الأولي لجأت الي الشراء من المجمعات في محاولة لمواجهة غلاء الاسعار والفئة الثانية فضلت البحث عن بدائل اللحوم كالأسماك والطيور كحل بديل حتي تنخفض اسعار اللحوم. ويشير لدينا في المجمع أنواع مختلفة من اللحوم المستوردة مثل البرازيلي والذي يصل سعره الي 53 جنيها والأسترالي ب03 جنيها، بالاضافة الي اللحم الأرجنتيني الذي يصل سعره الي 92 جنيها، والكبدة الامريكاني (L.B) وسعرها 51 جنيها. ويعتبر اللحم البرازيلي والأسترالي من أجود وأفضل الأنواع والتي تلقي إقبالا من المستهلكين وخاصة محدودي الدخل والفقراء وذلك نظرا للفرق الكبير ما بين سعر اللحوم المستوردة والبلدي. وعن أنواع اللحوم الأخري يقول منذ بداية دخول اللحوم المستوردة الي الأسواق وكانت اللحوم الاثيوبية من اوائل الأنواع الموجودة في المجمعات ولكن للأسف الإقبال عليها كان ضعيفا، بل وفي بعض الأحيان كان الزبون يقوم بإرجاعها لعدم جودتها واستغراقها مدة طويلة اثناء الطهي نظرا لكبر سنها.. ويتعجب سمير محمود من سر ارتفاع اللحوم ليقول حتي الآن لا أعرف السبب الحقيقي وراء ارتفاع أسعار اللحوم البلدي علي الرغم من انخفاض سعر الأعلاف، فالأسواق بحاجة الي رقابة من أجل حماية المستهلك وضبط الأسعار. ويؤكد إبراهيم زكي -موظف بأحد المجمعات بمنطقة الجيزة- أن اللحوم المستوردة هي لحوم »الغلابة« فأكثر الطبقات التي تقبل علي شرائها، هم الفقراء ومحدود الدخل، خاصة أن كيلو اللحم البرازيلي علي سبيل المثال يتباع ب02 جنيها. ويضيف كان معدل البيع معقولا ولكن النسبة أرتفعت الي حد ما ليصل معدل البيع يوميا الي ما يتراوح من 001 الي 021 كيلو جراما. ويقول إن المجمعات بمثابة طوق النجاة للمواطنين في مثل هذه الأوقات، لأن الغالبية من الزبائن لا تتحمل ميزانيتهم، هذه الزيادة المبالغة في الأسعار، وهذا ما يجعل المجمعات تقوم بعملية توازن ما بين المواطن والأسواق. الأنواع الكثيرة الموجودة بالمجمعات أتاحت الفرصة للمستهلك واعطته فرصة الاختيار ومن أكثر الأنواع التي تجد إقبالا اللحوم الاسترالية والنيوزلندية ايضا التي يصل سعر الكيلو منها الي 03 جنيها، وهذه اللحوم بالاضافة الي الأنواع الأخري متوافرة في جميع الأسواق وحتي المحافظات.. ويشير إلي ان اغلب اللحوم المستوردة مجمدة وليست مبردة. مسألة ثقة ويقول علي معوض - موظف بأحد المجمعات- منذ بداية عرض اللحوم المستوردة بالأسواق منذ 6 سنوات تقريبا وكان هناك عدم ثقة ومصداقية ما بين المستهلك وبين هذه اللحوم.. ولكن بما تشهده المجمعات الآن من بيع للأنواع المختلفة من اللحوم المستوردة، يعتبر دليلا علي مدي وعي المواطن بجودة نوعيتها، بالاضافة الي سعرها القليل مقارنة باللحوم الموجودة بالأسواق الخارجية، ويشير طلبنا من الشركة التي تقوم بتوريد اللحوم بكمية مضاعفة خاصة اللحوم الاسترالية التي تشهد اقبالا كبيرا عليها. ويضيف حسن حافظ -جزار- أقوم ببيع اللحم البلدي الاسترالي ب53 جنيها، بالاضافة الي اللحم الضاني الاسترالي والذي يصل سعره الي 12 جنيها.. وهذه اللحوم تم ذبحها في مجازر بالعين السخنة، وذلك ما يجعل المواطن مطمئنا تماما عند شرائها، ومنذ بداية بيعها وحركة البيع والشراء متواجدة طوال الوقت وان كانت نسبتها زائدة خلال تلك الفترة بسبب ارتفاع اسعار اللحوم البلدية. في الأزمات فقط ويقول عوف عبالرحمن -جزار بجمعية استهلاكية- يلجأ المستهلك للمجمعات الاستهلاكية في الأزمات فقط، أما الفترات العادية يكون أغلب جمهورنا من الزبائن محدودي الدخل، والتي أصبحت الجمعية بالنسبة لهم هي »المنفذ« في ظل هذا الارتفاع الكبير في اسعار اللحوم والسلع المختلفة. المواطنون يتحفظون أما من جانب المواطنين فهم يتحفظون علي هذه اللحوم المستوردة التي يعتبرونها »غير مضمونة« ولا يثقون فيها، ولا يعرفون مصدرها أو طريقة ذبحها وكذلك مدي سلامتها وخلوها من الأمراض، ولا يلجأون اليها الا في أوقات الأزمات أو في المواسم، أما محدودو الدخل فالمجمعات بالنسبة لهم طوق النجاة من جشع الجزارين واستغلالهم. فيقول علاء خطاب -محاسب- إن السمعة السيئة لهذه اللحوم »متعددة الجنسيات« التي نستوردها من دول كثيرة افريقية وأوربية معظمها تكون موبوءة، فتنتقل لنا الأمراض المستوطنة لديهم الينا عن طريق اللحوم، ومثال ذلك ما تم اكتشافه مؤخرا من أن اللحوم الهندية التي تم استيرادها فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، وبها ديدان تسبب امراض خطيرة علي صحة من يتناولها، كل ذلك له أثر كبير في انخفاض نسبة الإقبال علي شراء هذه اللحوم المستوردة، كما أن تلك اللحوم تستغرق وقتا طويلا، أثناء الطهي، ويكون مذاقها مختلفا عن اللحوم البلدية. وأضاف أنه لا يلجأ الي شرائها إلا في أوقات الأزمات في الوقت الذي تشتعل فيه الأسعار في المواسم وغيره، ففي موسم عيد الأضحي تلتهب الأسعار وترتفع في السماء، لأن الجزارين يستغلون هذه المناسبة التي يقبل فيها المستهلكون علي شراء اللحوم، ويرفعون الأسعار؟ فيلجأ المواطن البسيط الي المجمعات لشراء لحوم مستوردة ويلجأ ايضا الي شوادر اللحوم المستوردة التي كانت منتشرة في أحياء القاهرةوالجيزة ولكنها أختفت بعد ذلك ولم تعد موجودة. ويضيف سليمان صلاح -موظف- أن اللحوم المستوردة تكون مخالفة وغير صالحة فكل كيلو جرام يتضمن 002 جرام دهون بالرغم من أن القوانين تسمح بأن يكون كل كيلو جرام يحتوي علي 001 جرام فقط من الدهون، كما أن اللحوم المستوردة في المجمعات غير موثوق فيها، فلونها »غريب« يختلف عن اللون الطبيعي للحوم البلدية، كما أن رائحتها مختلفة تماما، وعند الذهاب لشرائها لابد من اعطاء الجزار التي يعدها ويقطعها »بقشيش« لكي يهتم بها ويقلل من الدهون التي بها، أي أن الكيلو جرام يصبح 057 جراما فقط كما أن اللحوم تستغرق وقتا طويلا اثناء الطهي وتشير سناء توفيق -ربة منزل- الي ان ارتفاع اسعار اللحوم بشكل كبير جعل المواطنين يقبلون علي بدائل اللحوم المتمثلة في الدواجن والأسماك فأرتفعت كذلك البدائل، فلجأ البعض الي المجمعات لشراء اللحوم المستوردة، ولكنهم يقبلون عليها وهم متخوفون منها .