لحوم الأزمات.. مصطلح جديد يطلقه المواطنون حاليا علي اللحوم المستوردة داخل المجمعات الاستهلاكية.. مصطلح يبين الدور الذي تلعبه هذه اللحوم في حماية المواطن البسيط من جشع وطمع التجار والجزارين.. مصطلح يعكس ان اللحوم المستوردة هي الخيار الوحيد الأرخص امام المواطن لتظل مائدته عامرة »بالزفر« ولاينقطع عنها البروتين. فمهما مايثار حول هذه اللحوم عن مدي صلاحيتها وجودتها إلا أنها لاتزال »طوق النجاة« بالنسبة للمستهلك الذي ذبحته سكين الجزار واكتوت جيوبه باسعار التاجر.. »الأخبار« ترصد في السطور القادمة انواع اللحوم المستوردة المتوفرة بالمجمعات واسعارها ومدي الاقبال عليها.. وهل يثق فيها المستهلك أم يتأثر بالشائعات التي يطلقها الجزارون لهزثقة الناس فيها. في البداية يقول سمير محمود - مدير أحد المجمعات الاستهلاكية بمنطقة المنيل - إن سوق اللحوم المستوردة اصبح الآن بمثابة طوق النجاة للعديد من المستهلكين و خاصة من محدودي الدخل الا ان الاقبال في الوقت الحالي اصبح محدودا بعض الشيء علي اللحوم المستوردة لعدة اسباب اولها ان اسعار اللحوم البلدية بدأت تنخفض بعض الشيء خاصة بعد حملات المقاطعة التي تمت مؤخرا وبعدما لجأ العديد من المواطنين إلي البحث عن بديل من الدواجن والاسماك.. بالاضافة إلي ان بعض المستهلكين اصبحوا لا يثقون في بعض انواع اللحوم المستوردة مما اثر علي نسبة الطلب عليها وعلي حركة البيع بشكل عام.. ويشير لدينا في المجمع أنواع مختلفة من اللحوم المستوردة مثل البرازيلي والذي يصل سعره إلي 37 جنيها والاسترالي ب25جنيها، بالاضافة إلي اللحم الأرجنتيني الذي يصل سعره إلي 29جنيها، والكبدة الأمريكان وسعرها 16 جنيها للكيلو الواحد . ويضيف: يعتبر اللحم البرازيلي والأسترالي من أجود وأفضل الأنواع والتي تلقي إقبالا من المستهلكين والتي يثق فيها المستهلك نظرا لجودتها ولاسعارها المنخفضة مقارنة باسعا ر اللحوم البلدية خاصة لفئة محدودي الدخل والفقراء وذلك نظرا للفرق الكبير ما بين سعر اللحوم المستوردة والبلدي. وعن أنواع اللحوم الأخري يقول منذ بداية دخول اللحوم المستوردة الي الأسواق وكانت اللحوم الاثيوبية من اوائل الأنواع الموجودة في المجمعات ولكن للأسف الإقبال عليها كان ضعيفا، بل وفي بعض الأحيان كان الزبون يقوم بإرجاعها لعدم جودتها واحتياجها مدة طويلة اثناء الطهي نظرا لكبر سنها .. وحتي بعد طرحها في المجمعات تم وصول كمية قليلة لنا منها ولم تلق اقبالا مقارنة بانواع اللحوم المستوردة الاخري . ويضيف الحاج حسن ابراهيم جزار باحدي المجمعات الاستهلاكية-ان نسبة الاقبالا علي اللحوم المستوردة الحية و التي يتم ذبحها داخل الموانيء تلقي الاقبال معقولا وان قلت بعض الشيء خلال الفترة الماضية فكيلو الكندوز الاسترالي المشفي الطازج يباع بسعر 38 جنيها واللحم الضاني الاسترالي وصل سعره إلي 25 جنيها كما يباع اللحم البتلو البرازيلي مشفي بسعر 33 جنيها للكيلو الواحد لحوم الغلابة ويؤكد إبراهيم زكي - موظف بأحد المجمعات بمنطقة الجيزة- أن اللحوم المستوردة هي لحوم »الغلابة« فأكثر الطبقات التي تقبل علي شرائها، هم الفقراء ومحدودو الدخل، خاصة أن كيلو اللحم البرازيلي علي سبيل المثال يباع ب20جنيها. ويضيف ان معدل البيع معقول فمعدل البيع يوميا الي ما يتراوح من 100 الي 120 كيلو جراما. وان كانت النسبة افضل من ذلك بعض لشيء فالغالبية من الزبائن لا تتحمل ميزانيتهم، هذه الزيادة المبالغة في الأسعار، وهذا ما يجعل المجمعات تقوم بدورها كوسيط للمستهلك ويضيف يوجد لدينا كتف استرالي ب25 جنيها للكيلو الواحد و كيلو "كلاوي" امريكاني بسعر 13 جنيها مؤكدا ان رغم ما يثار حول بعض الانواع المستوردة إلا أن اللحوم المستوردة لها زبونها وخاصة اللحم الاسترالي و البرازيلي . فالأنواع الكثيرة الموجودة بالمجمعات أتاحت الفرصة للمستهلك وأعطته فرصة الاختيار ومن أكثر الأنواع التي تجد إقبالا اللحوم الاسترالية والنيوزلندية ايضا التي يصل سعر الكيلو منها الي 03 جنيها، وهذه اللحوم بالاضافة الي الأنواع الأخري متوافرة في جميع الأسواق وحتي المحافظات.. ويشير إلي ان اغلب اللحوم المستوردة مجمدة وليست مبردة. ويقول علي معوض - موظف بأحد المجمعات- منذ بداية عرض اللحوم المستوردة بالأسواق منذ 6 سنوات تقريبا وكان هناك عدم ثقة ومصداقية ما بين المستهلك وبين هذه اللحوم.. ولكن بما تشهده المجمعات الآن من بيع للأنواع المختلفة من اللحوم المستوردة، يعتبر دليلا علي مدي وعي المواطن بجودة نوعيتها، ويضيف هناك بعض الانواع التي ارتفع سعره زيادة بسيطة فعلي سبيل المثال اللحم الاسترالي وصل الي 15جنيها بعدما كان يباع بسعر 22 للكيلو الواحد و ايضا اللحوم النيوزلندية التي وصل سعرها الي 33 جنيها. ويقول حسن حافظ -جزار- أقوم ببيع اللحم البلدي الاسترالي ب35 جنيها، بالاضافة الي اللحم الضاني الاسترالي والذي يصل سعره الي 12 جنيها.. وهذه اللحوم تم ذبحها في مجازر بالعين السخنة، وذلك ما يجعل المواطن مطمئنا تماما عند شرائها، ومنذ بداية بيعها وحركة البيع والشراء متواجدة طوال الوقت و الفترة بسبب ارتفاع اسعار اللحوم البلدية. ويقول عوف عبدالرحمن -جزار بجمعية استهلاكية- يلجأ المستهلك للمجمعات الاستهلاكية في الأزمات فقط، أما الفترات العادية يكون أغلب جمهورنا من الزبائن محدودي الدخل، والتي أصبحت الجمعية بالنسبة لهم هي بالمنقذ في ظل هذا الارتفاع الكبير في اسعار اللحوم والسلع المختلفة. المواطنون يتحفظون أما من جانب المواطنين فهم يتحفظون علي هذه اللحوم المستوردة التي يعتبرونها »غير مضمونة« ولا يثقون فيها، ولا يعرفون مصدرها أو طريقة ذبحها وكذلك مدي سلامتها وخلوها من الأمراض، ولا يلجأون اليها الا في أوقات الأزمات أو في المواسم، أما محدودو الدخل فالمجمعات بالنسبة لهم طوق النجاة من جشع الجزارين واستغلالهم. فيقول ماجد سلامة -طبيب - إن اللحوم »متعددة الجنسيات« التي نستوردها من دول كثيرة افريقية وأوربية معظمها لا اثق بها نظرا للأمراض التي قد تتسبب فيها ، فتنتقل لنا الأمراض المستوطنة لديهم الينا عن طريق اللحوم، كل ذلك له أثر كبير في انخفاض نسبة الإقبال علي شراء هذه اللحوم المستوردة، كما أن تلك اللحوم تستغرق وقتا طويلا، أثناء الطهي، ويكون مذاقها مختلفا عن اللحوم البلدية. وأضاف أنه لا يلجأ الي شرائها إلا في أوقات الأزمات في الوقت الذي تشتعل فيه الأسعار في المواسم وغيره، ففي موسم عيد الأضحي تلتهب الأسعار وترتفع في السماء، لأن الجزارين يستغلون هذه المناسبة التي يقبل فيها المستهلكون علي شراء اللحوم، ويرفعون الأسعار فيلجأ المواطن البسيط الي المجمعات لشراء لحوم مستوردة ويلجأ ايضا الي شوادر اللحوم المستوردة التي كانت منتشرة في أحياء القاهرةوالجيزة. ويضيف احمد سعيد -موظف- أن اللحوم المستوردة تكون مخالفة وغير صالحة فكل كيلو جرام يتضمن 002 جرام دهون بالرغم من أن القوانين تسمح بأن يكون كل كيلو جرام يحتوي علي 001 جرام فقط من الدهون، كما أن اللحوم المستوردة في المجمعات غير موثوق فيها، فلونها مختلف يختلف عن اللون الطبيعي للحوم البلدية، كما أن رائحتها مختلفة تماما. وتشير عفاف محمود -ربة منزل- الي ان ارتفاع اسعار اللحوم بشكل كبير جعل المواطنين يقبلون علي بدائل اللحوم المتمثلة في الدواجن والأسماك فأرتفعت كذلك البدائل، فلجأ البعض الي المجمعات لشراء اللحوم المستوردة ولكنهم متخوفون. لذا قررت ان اقوم بقليل استهلاكي من اللحوم علي ان اقوم بشرائها من الجزار حيث اثق في اللحوم الموجودة لديه علي الرغم من ارتفاع ثمنها.