الثورة تعني نهضة ورخاء ، وتقدما وعملا... ما حدث في 25 يناير هو ثورة شعب بإرادة شعب وبمؤازره ومساندة جيش الشعب... 25 يناير لم يكن انقلابا علي رئيس أو سلطة أو حكومة أو حكم ... ولكن كانت ثورة لخلق مستقبل جديد ومجتمع سعيد... ثورة الشعب في 25 يناير هي بالقطع لم تكن انقلابا لفئة أو جماعة... ثورة الشعب كانت ثورة للكرامة والأمل والتكافؤ والعدالة والعدل والنقاء والحق والمعرفة والشفافية... ثورة الشعب كانت من أجل حلم جديد وأمل جديد ... وعمل يتجدد وعطاء يتدفق... ويتساءل المصريون ما الذي حدث للثورة والثوار والشعب؟... ما نراه علي الساحة ليس هو الوجه المضيء والقلب المتدفق للثورة والثوار... ؟ الشعب يريد الوضوح والمعلومات بدلا من الغموض والفوضي... وتحديدا خلال الأسبوع الماضي طرحت علي الساحة أزمات ثلاثة حاكمة الأولي تناقض تقرير لجنة تقصي الحقائق مع تصريحات وزراء الداخلية بعد الثورة أكد التقرير أن الشرطة أطلقت النيران واجتهد التقرير بأنه لا يمكن أن يحدث ذلك دون أوامر وزير الداخلية ودون موافقة رئيس الجمهورية... ومن جهة أخري أكد الوزير منصور العيسوي والوزير محمود وجدي علي شاشات التليفزيون بعدم إطلاق النيران علي المتظاهرين وعدم وجود نوعية البنادق التي يشار إنه أطلق منها قناصة للنيران؟؟؟ ورغم عدم رغبتي في الدخول في ملف نكسة وانهيار الأمن المصري منذ الثورة للآن إلا أنه أري ضرورة أن يعلن رئيس الوزراء بكل وضوح المعلومات الدقيقة علي الشعب فأي الفريقين يصدق لجنة تقصي الحقائق (الموقرة) أم وزراء الداخلية ... لقد قتل 846 شهيدا وأصيب عدد يزيد علي ستة آلاف ... فما هي الحقيقة وما هي المعلومات ... ؟ فلا نريد جهاز شرطة يكذب ولا نريد جهاز شرطة لا يعلم من أطلق الرصاص... أشار التقرير أيضا إلي هجوم من عناصر لديها أسلحة لا تستخدم في مصر لتهريب مسجونين لحماس وحزب الله ؟؟ وسجون أخري تم الهرب منها بتسيب أو بمساندة الشرطة ؟ وأري لزاما معرفة ماذا حدث ومن وراءه؟ وغيرها من جرائم أشار إليها التقرير ، كلها جرائم في حق المجتمع وحق أمن هذا المجتمع ولا يمكن السكوت عنها ... أري أن ملف الأمن يجب أن يعلو إلي المرتبة الأولي... ومعه بناء ثقة المجتمع واحترام وسيادة القانون ... أما الأزمة الثانية فهي أزمة قنا... واتساءل هل كانت ستحدث أزمة لو اختير عادل لبيب (أو مثيل له) محافظا لقنا مرة أخري بدلا من الاختيار الاستفزازي الذي قامت به الحكومة... هناك رأيان الأول أن هيبة الدولة واحترام القانون يجب أن يسود والرأي الآخر أن أهل قنا لهم الحق في الحياة وأعيد لهم هذا الحق أيام عادل لبيب وخرجت قنا من دائرة الحرمان إلي بوابة الأمل ثم وقعت في متاهات الاحتقان والفرقة والانهيار بسوء إدارة وسوء قيادات وسوء حكم... أخطأنا حين نتحيز ضد الدين وأخطأنا حين نطبق كوته للأديان وأخطأنا حين نطبق اختيار محافظين بأسلوب ما قبل الثورة بعد الثورة... الحمد لله تم فك الاشتباك بقرار حكيم لعصام شرف ولكن يبقي السؤال والاحترام لدولة القانون أم لقطع الطريق ؟ لهيبه وسلام وأمان وعدل المجتمع أم للغة الغاب ؟ والسؤال الآخر من الذي يشجع هذا الاحتقان ويغذيه ويزيده ؟ أما الأزمة الثالثة فلازالت هناك سيطرة لتيار ديني واحد علي كل الساحة السياسية المصرية ... أري ضرورة بناء ديمقراطية حقيقية من خلال وجود أحزاب قوية لكل التيارات تعمل في إطار الشرعية واحترام القانون ... نهضة مصر هي الدولة والقانون والعدل.