»عبد الناصر يقرر التنحي عن رئاسة الجمهورية وتكليف زكريا محي الدين بتولي الرئاسة....«.. «الشعب يخرج في مظاهرات هائله وسط الغازات الجوية مطالباً عبد الناصر بالعدول عن قراره.».. «المشير عامر يعتزل منصبه.».. كانت هذه مانشيتات جريدة «أخبار اليوم» الصادره بتاريخ 2 ربيع الاول 1387ه - 10 يونيو 1967م. هذه كانت الصورة بعد نكسة 1967م.. هكذا كانت الصوره قاتمة وزاد علي ذلك أن موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي في ذلك الوقت أعلن وقال.. « نحن في انتظار المصريين لتوقيع وثيقة الاستسلام وعنواننا معروف في القدس». هل نفذ جمال عبد الناصر ما طلبه موشي ديان بالطبع لا وظل موشي ديان ينتظر المصريين لتوقيع وثيقة الاستسلام حتي مات بحسرته بعد هزيمة الجيش الاسرائيلي الذي قالوا عنه أنه جيش لا يقهر أمام الجيش وشعب مصر الذين قالوا عنه ان المصريين أمامهم عدة عقود حتي تقوم لهم قائمه. ولكن الشعب المصري شعب الحضاره والتاريخ الذي إلتف حول قائده جمال عبد الناصر... وخاض جمال عبد الناصر معارك الاستنراف كامله اعتباراً من 11 يونيو 1967م حتي يوم 8 أغسطس 1970م يوم ان قبلت اسرائيل مبادرة روجرز لوقف اطلاق النار وتم ذلك بعد اسبوع تساقط الطائرات الفانتوم الاسرائيلية بكمائن صواريخ الدفاع الجوي المصريه رغم انه سبق تقديم عدة مبادرات وقرارات للامم المتحدة لإنسحاب اسرائيل لأنه لا يجوز احتلال اراضي الغير بالقوة طبقا لميثاق الاممالمتحدة طبقا للقرار 242 بضرورة الانسحاب من الاراضي التي إحتلتها اسرائيل بالقوة في اعقاب حرب 1967م ولأن اسرائيل لا تحترم الإ القوة رفضت تنفيذ هذا القرار. وبدأ الشعب المصري حرب الاستنزاف حينما طلب من الرئيس جمال عبد الناصر البقاء والقياده لاعاده بناء القوات المسلحه والقتال لاستعادة الاراضي المغتصبه ولم يقل له الشعب المصري كما قال قوم موسي لسيدنا موسي نبي اليهود « اذهب انت وربك فقاتلاً أنا هاهنا قاعدون « وانما قلنا لعبد الناصر انطلق بنا لاعاده بناء القوات المسلحة واستعادة الارض والكرامة إنا معك مقاتلون. وقرأنا جيداً طبقا لنصيحة موشي ديان قرأنا نظرية الأمن الاسرائيلي بكل دقة ودرسنا نقط القوة فيها للتصدي لها ودرسنا نقط الضعف فيها لاستغلالها. علمنا انه يعتمد علي زراعه الطويله في ضرب العمق المصري بقواته الجوية المتفوقه... فانشانا سلاح الدفاع الجوي كسلاح مستقل بعد أن كان ضمن سلاح مدفعيه الميدان اعتباراً من يناير 1968م وعلمنا ان لديه سلاح مدرعات متفوقا فتم تدريب جندي المشاه المصري علي ضرورة القتال ضد الدبابات بالاسلحه المضاده للدبابات الخفيفه ونجحت نجاحا هائلاً في تدمير دبابات العدو وشهد بذلك رئيس اركان جيش الدفاع الاسرائيلي حينما قال « ان لكل حرب مفاجاتها ولم تكن مفاجأة حرب اكتوبر 1973 سوي نوعية المقاتل المصري لم نكن نتخيل بانه سيقاتل بهذه القدرة « وبقولة ايضاً ان المصريين في حاجة إلي قنبله ذريه لاقتحام خط بارليف وساتره الترابي ولكننا تغلبنا علي هذا العائق بمضخات المياه لفتح ثغرات في الستار الترابي وصاحب هذا الفكر الخلاق هو المهندس القبطي( باقي زكي يوسف) وتم انشاء كباري المهندسين علي قناة السويس في زمن قياسي اثناء القتال حيث تم انشاؤها في 8 ساعات وكان زمن الانشاء اثناء التدريب 12 ساعة وقاد الرئيس جمال عبد الناصر حرب الاستنزاف من خلال اربعه مراحل. ونجحت صواريخ الدفاع الجوي في اسقاط عدد كبير من طائرات الفانتوم الاسرائيلية المعادية فيما سمي ( اسبوع تساقط الطائرات ). ولما كانت اسرائيل لا تحترم الا القوه.... فاستجابت علي الفور لمبادرة روجرز وزير الخارجية الامريكية بوقف اطلاق النار يوم 8 اغسطس 1970 م وقبل الرئيس عبد الناصر وقف اطلاق النار واستمر الاعداد لمعركة الكرامة حتي وفاته يوم 28 سبتمبر 1970 بعد انتهاء مؤتمر القمة العربي الذي عقد بالقاهرة لتوحيد جهود الامة العربية والاعداد لحرب التحرير، ليبدأ الرئيس الراحل انور السادات استكمال المسيرة بالاعداد النهائي لحرب السادس من اكتوبر «العاشر من رمضان» اعدادا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، حتي انطلقت شرارة العبور وتحرير الارض واستردادها كاملة ولم يكن ذلك ممكنا الا بتلاحم الشعب المصري مع قواته المسلحة وقيادته السياسية تحت شعار قومي « ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة» وشعار ديني « النصر او الشهادة « بجانب صيحة العبور الخالدة « الله اكبر «.